لَيالي الوَصلِ حَقَّ بِها الهَناء |
وَتِلكَ مَعَ الشَبابُ هِيَ المُناء |
تُسامِرُني بِها غَنجاء رود |
كَعاب لِلدَّلال بَها اِزدِهاء |
بَرشَق لِحاظُها داء المَعنى |
وَفي ترشاف مَبسَمِها الدَواء |
وَمِن سودِ الذَوائِبِ جُنَّ لَيل |
وَلي مِن نورِ غُرَّتِها الضِياء |
إِذا ما الحُلي زانَ بِهِ العَذارى |
فَحُليَتِها المَلاحَة وَالبَهاء |
إِذا سَقَطَ النَصيفُ لِمَنكِبَيها |
تَلَقَّتهُ وَواراها الحَياءُ |
لَهَوتُ بِها بِلا حَذَر وَرِقبى |
خَليعاً بِالمِلاحِ لِيَ اِعتِناء |
فَأَرشِفُ مِن ثَناياها عِقاراً |
بِها سُكري وَراقَ بِها الصَفاء |
نَعِمتُ بِها عَلى رُغمِ اللَيالي |
وَزالَ بِوَصلِها عَنّي الشَقاءُ |
وَيُعجِبُها اِكتِسابي لِلمَعالي |
وَلي في فَضل آبائي اِقتِداءُ |
يُرَوِّضُها الصِبا لي وَالتَصابي |
وَتَجذِبُها النَضارَةُ وَالرَواءُ |
وَمُذ لاحَ المَشيبُ وَلانَ عودي |
لِغامِزِهِ وَبانَ بِهِ اِنحِناءُ |
نَأَت عَنّي وَقَد صَرَمت حِبالي |
كَأَن لَم يَجزَ وَصلٌ أَو لِقاءُ |
وَدَأبُ الغانِياتُ جُحودَ وُدٍّ |
فَلا عَهدَ لَهُنَّ وَلا وَفاءُ |
لَعُمرُكَ ما اللَيالي صادِقات |
بِما عَهِدتَ إِلَيكَ وَلا النِساء |
إِلَيكَ فَدعُ مُطارَِة الغَواني |
فَفي تطلابِهِنَّ لَكَ العَناءُ |
تُذارِفُ أَدمُع وَسهاد عَين |
وَذل وَاِنزِعاج وَاِبتِلاء |
مَواقِفُ رَيبة تَسُم الدَنايا |
وَلَيسَ لِعَرضِ آتيها وَقاء |
أَيَختارُ الكَريمُ أَخو المَعالي |
مَقامَ الذُلِّ يَعقِبُهُ اِزدِراء |
إِذا سَمَحَ الفَتى بِالعَرضِ يَوماً |
فَذلِكَ وَالبَهيمَة قَلَّ سَواء |
وَبِئسَ العَيشُ عَيشُ فَتى ذَميم |
عَلَيهِ مِنَ الخَنا الداجي رِداء |
وَأَشرَفَ ما اِقتَناهُ الحَر ذكر |
تَقاصر دونَ رِياهُ الكباء |
عَفاف غيرَة صِدق وَعد |
رِعايَة مَنصِب حَزم إِباء |
وَإِقدام وُجودٌ صِدق وَعد |
وَعَهد لَيسَ يَخفِرُهُ البَلاء |
فَتِلكَ صِفاتُ مَن طَلَبَ المَعالي |
وَكانَ لَهُ إِلى العَليا اِنتِماء |
وَمَن عَشِقَ الثَنا هَجَرَ الدنايا |
وَلَم يُلَمم بِساحَتِهِ البَذاء |
تَطَلَّعَ لِلعُلى وَالمَجدُ دَأباً |
وَفي سَبقِ الكِرامِ لَهُ اِعتِناء |
إِذا جَمَعَ الكِرامُ الصَيدَ نادٍ |
يُضيىء لَهُ عَلى العِزِّ اِعتِلاء |
كَما ضاءَت فِعالُ ذَوي المَعالي |
هُم القاداتُ غُر أَتقِياء |
لآل خَليفَة شيم تَعالَت |
عَنِ الخَلقِ الذَميمِ فَهُم بَراء |
وَبِالمَعروفِ أَمّارونَ حَقّاً |
وَجاني المُنكَراتِ بِهِم هَباء |
أولو هِمَم نَوازِع لِلتَّسامي |
عَلى زحل يَلوحُ لَها عَلاء |
سِراع الغوث إِن يَدعَوا لِعِزٍّ |
وَإِن يَدعَوا لِمنقصة بطاء |
أَكُفهم لَدى الجَدباء غَيث |
وَكَم رَوَيتُ بِها الأَسَل الظِماء |
لَهُم يَومَ الوَغى وَثَبات أَسد |
إِذا أَودى بِأَشبُلِها العَياء |
يَخوضونَ الكَريهَةِ لَم يُبالوا |
أَحانَ الحينُ أَم نَزَل القَضاء |
لَقَد سادوا فَشادوا كُلَّ عِز |
وَطالَ بِعِزِّهِم ذاكَ البِناء |
بِهاليل وَتَقوى اللّهَ رُكن |
بِهِ اِعتَصَموا وَبِالتَقوى وَقاء |
لَهُم حُسنُ الجِوارِ فَلا الرَزايا |
تُصيبُ الجار فيهِم وَالأَذاء |
تَفَرَّعَ مِنهُم نَدبُ جَواد |
كَريمِ الطَبعِ ديدنه العَطاء |
لَهُ خَلقٌ كَزَهرِ الرَوضِ يَزهو |
عَلَيهِ مِنَ النَدى سِحراً رِداء |
فَيا ذا الفَضلِ يا حُسنَ السَجايا |
كَذا اِسماً حَيثُ حَلَيتُكَ العَلاء |
رَأَيتُكَ لِلثَنا تَهتَزُّ طَبعاً |
فَجِئتَ بِما يُقِلُّ لَهُ الجَزاء |
أَأَذكُرُ حاجَتي أَم قَد كَفاني |
عَنِ الاِفصاحِ حَدسُكَ وَالذَكاء |
بَلى حَسبي لآمالي شَفيعاً |
حَياؤُكَ إِن شيمَتِكَ الحَياء |
وَعِلمُكَ بِالحُقوقِ وَأَنتَ فرع |
لِدَوحَة مَن بِهِم عُرف الوَفاء |
وَعَن طرق الخَنا وَاللَومِ يَأبى |
لَكَ الحَسبُ المُهَذَّبُ وَالسَناء |
خَليل لا يغيرُهُ صَباح |
يُضىء بِهِ وِصالَ أَو جَفاء |
وَلَيسَ يَحولُ ما كَرت غَداة |
عَنِ الخَلقِ الجَميلِ وَلا مَساء |
وَأَرضِكَ كُلَّ مُكرَمَة نبتُها |
فَعالك حَيثُ يَنقَطِع الرَجاء |
أَتُدرِكُ شَأو رَبعِكَ في التَسامي |
بَنو تيم وَأَنتَ لَها سَماء |
إِذا أَثنى عَلَيكَ المَرءُ يَوماً |
تُصَدِّقُهُ المُروءَةِ وَالسَخاء |
وَراجي فَضلُكَ الداني جَفاه |
كَفاهُ عَن تَعَرُّضُهُ الثَناء |
تَباري الريحُ مَكرُمَة وَمَجداً |
فَتَسبِقُها وَلاحَ لَكَ العَلاء |
تَرى طَلقَ المَحيا ذا اِزدِهاء |
إِذا ما الكَلبُ أَحجَرَهُ الشِتاء |
وَدونَكَ سَمط در لاِقوافٍ |
بِها يَحلو التَغَنّي وَالحداء |
نَظَّمتُ بِسِلكِها ما قيلَ قُدُماً |
فَهَل فَرقٌ بِها أَم ذا سَواء |
فَسَل مَن جاءَ مِن شَرقٍ وَغَربِ |
أَتَأتي مِثل نَظمي الاِذكِياء |
يَحوزُ لي القَوافي الغُر فَكري |
فَأَقطِفُ مِن جَناها ما أَشاء |
فَسَرَّحَ طَرف طَرفِكَ في رَباها |
تَجِد رَوضا تُغاديهِ السَماء |
أَصونُ حَماهُ عَن فدم دَنيء |
لَدَيهِ المَدحُ ساواهُ الهِجاء |
وَدَم في نِعمَة وَرَغيد عَيش |
يُلازِمكَ المَسَرَّة وَالغِناء |
مُعاناً ما حَدا حادٍ بِقَولي |
لَيالي الوَصلِ حَقَّ بِها الهَناء |