لَرَبِّ العُلى أَهلَ التنا وافِرُ الحَمدِ |
عَلى أَنعُمَ جَلَت عَنِ الحَصرِ وَالعَدِّ |
لَقَد مَنَّ مَولانا الكَريمُ بَفَضلِهِ |
عَلَينا مِنَ الاِسعافِ عوداً لِما يُبدي |
أَقامَت لَنا طيبَ البَشارَةِ بَهجَة |
وَبَشَراً وَأَفراحاً تَنيفُ عَلى الحَدِّ |
وَنِلنا المُنى مِن بَعدِ مُشكِلَةِ العَنا |
وَأَحلى وِصالَ ما أَتى عَقبَ الصَدِّ |
نُهَنّي بِما أَولى الإِلهُ نُفوسُنا |
فَيا طالَما باتَت عَلى الغُبنِ وَالكَدِّ |
فَنَشكُرُ مَولىً أَبدَلَ الكَدَّ راحَة |
وَبِالخَوفُ أَمناً شامِلَ الريعِ وَالوَهدِ |
وَحَف هُنا بِالمَلِكِ مِن كُلِّ جانِب |
وَأَشرَقَ وَجهُ الكَونِ عَن طالِعِ السَعدِ |
بِغُرَّةِ مَن يَشتاقَهُ كُلُّ مُؤمِن |
كَما اِشتاقَ ظامٍ في الهَجيرِ إِلى الوَردِ |
إِمامٌ أَتانا بِالمَسَرَّة وَالهَنا |
وَبِالعِزِّ وَالعَدلِ العَميمِ وَبِالرُشدِ |
بِهِ شُدَّ أَزرُ الدينِ وَاِستَوثَقَت بِهِ |
عَراهُ وَقامَ الحَقُّ في شِدَّةِ العَضد |
وَعادَت قَضايا الشَرعِ مُخضَرَّة الرُبى |
مَعاهِدُها مَأهولَة في حِمى ضَهدِ |
هُوَ النورُ بَينَ الرُشدِ وَالغَي فَيصَل |
بِهُدى اِبنُ تُركي ذا الأَعاريبِ تَستَهدي |
بِهِ الجارُ مِن كُلِّ الحَوادِثِ آمِن |
قَرينُ سُرورِ القَلبِ وَالعَيشِ في رَغدِ |
بِآرائِهِ سودُ الفَوادِحِ تَنجَلي |
وِبِالرَأيِ إِدراكُ الفَتى قَبلَ ذي جَد |
أخر هِمَّةٍ تُدني لَهُ كُلَّ شاسِع |
وَيَرتاضُ مِن أَعمالِها كُلُّ مُشتَدِّ |
يُهابُ وَيُرجى حارِباً وَمُسالِماً |
فَفي الحَربِ يَسطو سَطوَةَ الأَسَدِ الوَردِ |
وَفي السِلمِ بَرٌّ أَريحي مُهَذَّب |
وَأَخلافَهُ الأَزهارُ مَطلولَة البَردِ |
لَهُ راحَة في الجودِ تُغني عَنِ الحَيا |
إِذا بِخِلتَ أَيدي الكِرامِ عَنِ الرَفدِ |
نَفى العُدمُ عَن سوحِ المُوالينَ بِذُلِّهِ |
فَما حَلَّ في أَرجائِهِم عارِضُ الجُهدِ |
مُعَوَّدَة بَسطاً سِوى قَبضُها عَلى |
أَعِنَّةٍ قَب الَعوجيات وَالجَردِ |
كَذا قَبضُها يَوماً بِقائِمِ عَضبِهِ |
إِذا اِسوَدَّ لَيلُ النَقعِ وَاِبيَضَّ ذو حَدِّ |
يَكُرُّ بِهِ يَومَ الوَغى كَرَّ عاشِق |
وَقَدباتُ مِن وَصلِ الغَواني عَلى وَعدِ |
لَهُ حَملاتٌ وَالظٍِبا تَقطُر الدِما |
فَما رَدَّهُ دونَ الظُلا قَطُّ في غَمدِ |
صَبورٌ عَلى اللأَواءِ غَيرَ مُؤَفَّف |
وَلا جازِع إِن قيلَ يا أَزمة اِشتَدّي |
يُقارِعُ خَطبَ الدَهرِ عَن بَأسٍ ماجِد |
فَيَرخَصُ غالي الروحُ في مَطلَبِ الحَمدِ |
فَسَل مِصرَ عَنهُ هَل رَأَت غَيرَ حازِم |
أَبِيٍّ عَلى حَملِ العَنا صابِر جَلِد |
أَتاها وَفي إِتيانِها غَيرُ راغِب |
وَلا مَتقُ عَن نابٍ مُفتَرِس الأَسدِ |
وَأَسلَمَهُ مِن عَمِّهِم بِنَوالِهِ |
وَعامَلَهُم بِالرُفقِ في كُلِّ ما يُبدي |
فَفَوَّضَ لِلَّهِ المُهَيمِن أَمرُهُ |
وَعاذَ بِرَبِّ الناسِ مِن شَرِّ ذي حِقدِ |
فَأَغناهُ لُطفُ اللّهِ عَن حِزبِهِ الَّذي |
يُواسيهِ مِن كُلِّ الأَقارِبِ وَالجَندِ |
أَعَدَّ التُقى حِصناً فَرَدَّ بِهِ العِدى |
وَحُسنُ طَوِيّاتِ الفَتى خَيرُ مُعتَدِ |
وَعادَ بِحَمدِ اللّهِ غَيرَ مُدافِع |
عَنِ الأَمرِ مَيمونُ النَقيبَة وَالقَصدِ |
وَدانَ لَهُ مَن شَطَّ عَنهُ وَمِن دَنا |
عَلى رَغبَةٍ بِالماجِدِ الحازِمِ الفَردِ |
فَعامَلَهُم بِالصَفحِ عَن كُلِّ مُجرِم |
وَعادَ إِلى إِحسانِهِ الوافِر المَدِّ |
فَأَدّى لِشُكرِ اللّهِ فيما أَنالَهُ |
مِنَ العِزِّ وَالتَمكينِ بِالمُلكِ وَالضِدِّ |
وَبُرهانُ عَقلِ المَرءِ إِعلانُ شُكرِهِ |
يَصونُ بِهِ النعماءَ عَن طارِقِ يُردي |
فَيا مَلِكاً بِالإِرثِ سادَ وبِالتُقى |
وَبِالحُكمِ بِالشَرعِ الشَريفِ عَنِ المَهدي |
وَبِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَالفتكِ بِالعُدى |
وَبِالسَمهَرِيِّ اللَدنِ وَالصارِمِ الهِندي |
وِبِالجودِ ما كَعب بن مامَة حازَه |
وَبِالصِدقِ في الأَقوالِ وَالعَهدِ وَالوَعدِ |
لَقَد طابَت البُشرى بِمَقدَمِكَ الَّذي |
بِهِ زانَت الدُنيا لِكُلِّ أَخي وُدِّ |
وَعَمَّت بِها الأَفراحُ مَن قَد رعيته |
وَمَن لَم يَكُن يَدري بِنائِلِكَ العَدِّ |
وَقامَ بِنا داعي المَسَرَّة وَالهَنا |
عَلى كُلِّ نادٍ بِالثَنا الفائِحِ النَدِّ |
وَخَفَّت لَدى نُطقِ البَشيرِ مَقالَتي |
سَلامٌ عَلى نَجد وَمَن حَلَّ في نَجدِ |
وَلَذَّ لَنا طي الدَجِنَّة بِالسُرى |
وَقَطعُ الفَيافي بِالرَسيمِ وَبِالوَخدِ |
لِأَحظى بِتَبليغِ السَلامِ مُشافِهاً |
وَأَدفَعُ ما بي مِن وُلوعٍ وَمِن وُجدِ |
فَأَعمَلتُ بِذل اليَعملات مُهَنِّئاً |
بِما قَد حَباكَ اللّهُ مِن تالِدِ المَجدِ |
وَأَنهي إِلَيكَ الحالُ مُذغبت غالَنا |
بِغيبَتِكَ الدَهرُ العَبوسُ عَلى عَمدِ |
حَوادِثُ جاءَتنا بِكُلِّ مُلِمَّة |
وَأَيسَرَها يُلهي الوُدودِ عَنِ الوَلَدِ |
جَلاءٌ وَتَنكيدٌ وَغُرمٌ وَذَلَّة |
وَلا ناصِرٌ لِلحَقِّ ذو نَخوَة يُجدي |
وَقَد أَوحَشَت مِنّا الدِيارُ وَنالَنا |
مِنَ البُؤسِ ما لا يَلتَقي اللَحمُ بالجِلدِ |
وَحَسبُكَ ما نلقاهُ مِن أَلَمِ الأَذى |
مُفارِقَةُ الأَوطانِ وَالأَهلِ عَن قَصدِ |
وَأَرجو بِكَ الرَحمنُ يَبدُل ما مَضى |
بِحالٍ يُريحُ القَلبِ عَن وَصمَةُ الكِدِّ |
فَيُعلِنُ بِالأَفراحِ كُلَّ موحِد |
وَتَزهو بِكَ الأَيّامُ يا خَيرَ مُستَهدي |
وَهاكَ إِمامُ العَصرِ مِنّي فَريدَة |
يَفوحُ لَها عُطرُ الثَناءِ بِما تُبدي |
إِلى مِثلِها يَرتاحُ كُلُّ مُعظَم |
وَيَصبو إِلى إِنشادِها كُلُّ ذي مَجدِ |
دَعاني إلى ما قُلتُ صَدقَ مَوَدَّة |
وَيَصبو إِلى إِنشادِها كُلُّ ذي مَجدِ |
وَلا زِلتَ يا عَينَ الزَمانِ مُوَفَّقاً |
لِكُلِّ مَساعي الخَيرِ مُستَوجِب الحَمد |
تَروقُ بِكَ الدُنيا وَنُثمِر بِالصَفا |
وَتَكبو بِكَ الأَعداءِ عَن مَنهَجِ الرُشدِ |
مُعاناً مُطاعِ الأَمرِ ما لاحَ بارِق |
وَما جَلبُ الوَسمي مَيّادَة الرَند |