مِنَ الحُبِّ ما أَضنى المَشوقَ المُتَيَّما | |
|
| وَأَذهَلَهُ حَتّى أَضاعَ المُحتَما |
|
بِهِ شُغلُ قَلبِ المُستَهامِ وَلُبُّهُ | |
|
| وَما اِنفَكَّ مَصروعُ الخَزاعِبِ مُغرَما |
|
وَإِنّي بِأَدواءِ الغَرامِ وَطبه | |
|
| خَبيرُ فَخذٍ عَنّي لِجُرحِكَ مُرهَما |
|
بِنُصحٍ يُزيلُ الغَيَّ عَن مُستَقَرِّهِ | |
|
| وَيَدعو إِلى الرُشدِ الَّذي يَكشِفُ العَمى |
|
أَخا الوُدِّ إِنَّ الحُبَّ لا يَرتَقي لَهُ | |
|
| سِوى مَن أَقامَ الصَبرَ لِلوَصلِ سَلما |
|
سَبيلُ الهَوى وَعَر المَسالِكِ حالُكَ | |
|
| وَمِن أُمِّهِ لِلرَيِّ أَورَدَهُ الظَما |
|
وَإِن قَصاراهُ سُهادَ وَلَوعَة | |
|
| وَوُجد وَتَبريح كَذا مَدمَع هَمى |
|
وَهَل يُستَطابُ العَيشُ مِنكَ عَلى الجَفا | |
|
| مَعَ الصَدِّ لَو زُرتُ الدِيارَ مُسلِما |
|
وَمَن لَكَ في دَفعِ العَناءِ وَقَد عَتا | |
|
| رَقيبَ وَواشٍ مَنبَعَ الشَرِّ مِنهُما |
|
وَإِن أَشرَعتَ لدن القُدودِ لَكَ القَنا | |
|
| وَفَوَّقتَ الأَلحاظِ نَحوَكَ أَسهُما |
|
وَدُبتَ مِنَ الأَصداغِ سودَ عَقارِب | |
|
| لِتَمنَعَ في حُرِّ الهَوى مَورِدَ اللَمى |
|
وَمُستُ أَفاعي مُرسِلات غَدائِر | |
|
| فُؤادَكَ إِن أَفضى بِكَ الشَوقُ لِلحِمى |
|
وَما حالُ مَشغوفٍ يَرى غُرَّ أَوجه | |
|
| أَبى حُسنَها لِلتيهِ أَن تَتَلَثَّما |
|
أَيَثبِتُ لُبٌّ وَالثُغورِ بَواسِم | |
|
| تُساقِطُ لِلياقوتِ دُرّاً مُنَظَّما |
|
فَهَل لَكَ مِن حُسنِ اِصطِبارِكَ جَنَّة | |
|
| تَقيكَ إِذا ما عامَلَ الحُبُّ أَقدُما |
|
أَما في سُيوفِ الغَنجِ لِلصَبرِ قاطِع | |
|
| إِذا ما اِمتَطى صيب مِن اللَيلِ أَدهَما |
|
عُهودُ الغَواني كَاللَيالي كَواذِب | |
|
| وَإِن صَدَرَ الميثاقِ مِنهُنَّ مُبرَما |
|
يُهاطِلنَ بَل يَخلُفنَ بِالوَعدِ عادَة | |
|
| وَيَملِكنَ حُرّاً بِالمِلاحَةِ مُغرَماً |
|
وَيَذِلِّلنَهُ عَمداً وَإِن عَزَّ جانِباً | |
|
| وَيَحسِبُ مِنهُنَّ الهَوانُ تَكَرُّما |
|
عَلى أَنَّني لَبيتُ داعِيَةَ الهَوى | |
|
| مُطيعاً وَأَمضَيتُ اللَيالي مُتَيَّما |
|
وَأَعطَتني الأَيّامُ فَضلَ زِمامِها | |
|
| خَليعاً وَقَد خالَفتُ في الحُبِّ لُوَّما |
|
وَكابَدتُ لَوعاتَ الهَوى وَشُجونَهُ | |
|
| وَكَم ذُقتُ شَهداً مِنهُ حيناً وَعَلقَما |
|
فَما اِختَرتَ لي غَيرَ الصَبابَةِ مَذهَباً | |
|
| وَحَسبُكَ عِلمي بِالغَرامِ فَكُن كَما |
|
وَلا تُطِعِ الأَيّامِ في غَيرِ صالِحٍ | |
|
| وَخَيرُ فِعالِ المَرءُ ما طابَ مَغنَما |
|
وَعاشِر ذَوي الآدابِ وَالعِلمِ وَالنُهى | |
|
| وَلا تَصحَب الفَدمَ الدَنيءِ المُذَمَّما |
|
وَحافِظ عَلى أَكرومَةِ تَستَزيدُها | |
|
| فَتَلفقى عَلى حسنِ الثَناءِ مُعظَما |
|
وَكُن ذا وَفاءٍ في الإِخاءَ كَما وَفت | |
|
| سَجايا الهِمامِ العَبقَرِيِّ الَّذي سَما |
|
هُوَ الأَلمَعي الماجِد الباسِل الَّذي | |
|
| عَلى صَهواتِ المَجدِ قُدُماً تَسَنُّما |
|
لَهُ السَبقُ لِلغاياتِ في مَكسَبِ الثَنا | |
|
| كَريمٌ يَرى غُرَّ المَناقِبِ أَنغُما |
|
شَأى بِالمَزايا الغُرَّكُلُّ مسود | |
|
| وَما كُلُّ مِقدامٍ يُطارِحُ ضَيغَما |
|
أَتى مثريا مِن كُلِّ فَضلٍ وَمَفخَرِ | |
|
| وَلكِن بَدا مِن باعِثِ اللُؤمِ مُعدَما |
|
لَهُ هِمَّةٌ تُدني لَهُ كُلَّ سُؤدُد | |
|
| وَلَو كانَ في تِطلابِهِ يَبلُغَ السِما |
|
رَضيعَ المَعالي وارِثُ المَجدِ عَن أَب | |
|
| فَجدٍ فَجِد طابَ فِرعاً وَمُنتَمى |
|
وَما هَمَّهُ إِلّا اِكتِسابِ فَضائِلَ | |
|
| بَها شادَ أَركانُ المَحامِدِ مُذنَما |
|
لَقَد ضَلَّ مَن يَسعى لِيُدرِكَ شَأوُهُ | |
|
| وَهَل كُلُّ ساعٍ جَد يَبلُغ أَنجُما |
|
أَما العُمَرِيُّ النَدبُ فارِس حَلبَة | |
|
| رَأى الفَخرُ فيها جاءَ نَهباً مُقسَما |
|
فَأَوفى عَلى سَرحِ المَكارِمِ فَاِصطَفى | |
|
| كَرائِمِها بِالعِزِّ إِذ بانَ مُعَلِّما |
|
وَأَحكُمُ ما قَد شادَ آباؤُهُ لَهُ | |
|
| تُقىً وَعَلا عِلماً وُجوداً مُيَمَّما |
|
فَبَيتَ بَني الخِطابُ أَصبَحَ زاهِياً | |
|
| بِطَلعَتِهِ كَالرَوضِ فاحَ مُنَمنَما |
|
بِآرائِهِ تَنجابُ كُلُّ مُلِمَّة | |
|
| مِنَ الخَطبِ إِنَّ البَدرَ يَكشِفُ مُظلَما |
|
يُقيمُ اِعوِجاجُ الأَمرِ صائِبٌ رَأيَهُ | |
|
| فَلا بدع لِوَيدعى بِذاكَ المُقَوَّما |
|
وَما زالَ يَرقى لِلمَفاخِرَ عَزمَهُ | |
|
| قَد اِتَّخَذَ الإِفضالُ وَالفَضلُ سَلما |
|
أَخو خَلقِ فاقَ النَسيمَ لَطافَة | |
|
| سَحيراً إِذا بِالزَهرِ مَرَّ تَبَسُّما |
|
لِرِقَّتِهِ يَنقادُ أَشوس عابِس | |
|
| وَيُضحي بِهِ عَيشُ الحَميمِ مُنعَما |
|
وَما شِئتُ مِن أَخلاقِهِ خُذ فَكاهَة | |
|
| وَلَوَجَد تَلقى مِنهُ جَيشاً عَرَمرَما |
|
بَدا عابِد الباقي رَبيبَ مَكارِم | |
|
| أَبَت أَن تَرى لِلثَقفِ في ذاكَ تَوأَما |
|
يَفي الحَليفَ الوُدِّ عَهداً وَإِن نَأى | |
|
| وَيَرعى لَهُ حَقَّ الوُدادِ إِذا اِنتَمى |
|
فَيَبذُلَ فيما سَرَّهُ كُلَّ وُسعِهِ | |
|
| وَيَدفَعُ عَنهُما يَسيىءُ تَكَرُّما |
|
وَلَيسَ يُبالي لَو يَخوضُ بِهِ الوَغى | |
|
| وَيَركَبُ مِتنَ الوَعرِ فيما تَجَشَّما |
|
وَذا دَأبُ أَربابَ المُروءاتِ وَالعُلى | |
|
| وَهُم دونَهُ ذاتا وَطَبعاً وَمُنتَمى |
|
شَجى في مَساغِ الضِدِّ قَد فَلَّ عَرشَهُ | |
|
| بِحَزمٍ وَإِقدامٍ وَرَأيٍ تَحكُما |
|
فَيا اِبنَ الأَولى جادوا فَسادوا وَاِرهَفوا | |
|
| لِحِفظِ العُلى عَزماً وَعَضباً مُصَمَّما |
|
وَأَعلوا مَنارَ الدينَ بِالعِلمَ وَالتُقى | |
|
| وَبَذلُ النُفوسِ السامِياتِ عَلى الدُما |
|
لَقَد صُنتَ ما شادوهُ مِن كُلِّ مَفخَرِ | |
|
| وَعِزٍّ وَمَجدٍ أَن يَعودَ مُهَدَّما |
|
وَأَنتَ خَليقَ إِن قَفَوتَ فِعالَهُم | |
|
| وَلا غَروَ فَالضُرغام يَنتُج ضَيغَما |
|
حَبيبِيَ إِن لَم تَحظَ عَيني بِنَظرَةٍ | |
|
| إِلَيكَ فَفي قَلبي خَيالُكَ خَيَّما |
|
أَحن إِذا ما مَرَّ ذِكراكَ لِلقا | |
|
| وَأَنّى بِهِ مِن عاجِز قَد تَلَعثَما |
|
وَأَذكُر في الفَيحاءِ عَصراً قَطَعتَهُ | |
|
| بِمِرآكَ فَاِرفَضت دُموعي عِندَما |
|
وَأَرجو إِله العَرشِ يَجمَعُ شَملَنا | |
|
| عَلى الأُنسِ ما بَين الحَطيمِ وَزَمرَما |
|
وَهاكَ حَليفَ الجودِ مِنّي فَريدَة | |
|
| كَاِطرابِ غَنجِ الغانِياتِ مِنَ الدِمى |
|
عَقيلَة قَومٍ جاءَ حَتماً وُدادَهُم | |
|
| بِهِ قُربَة تَدني مِنَ اللّهِ مُسلِما |
|
أَبَت أَن يَمِسَّ النَذلُ فَضلَ رِدائِها | |
|
| وَلَيسَ هَجينٌ كَالهجانِ مُعظما |
|
وَلَولا صَفاءَ الوُدِّ صينَت بِخُدرِها | |
|
| جَلالاً وَكِبَراً عَن مُماثَلَة الإِما |
|
وَما بَرَزتَ إِلا الكُفءِ مُهَذَّبِ | |
|
| عَريقٌ يَرى حَقَّ النَسيبِ المُقَدَّما |
|
وَما هِيَ مِمَّن باعَ بِالمُهرِ حُسنَها | |
|
| أَتَعتاضُ بِالدينارِ لِلغُبنَ دِرهَما |
|
فَما مَهرُها إِلّا القَبولُ وَإِنَّها | |
|
| تُصادِفُ مِن عَلياكَ عَطفاً لِتَغنَما |
|
وَسَتراً عَلى تَقصيرِ ناسِج بَردَها | |
|
| فَكَم ناسِج بَرداً وَليسَ مُسهَما |
|
لَقَد طالَ عَهدي بِالقَريضِ لِأَنَّهُ | |
|
| غَريبٌ بِهذا الصَقعِ وَالغُربَةِ العِمى |
|
وَلَولا بَقايا ف الشَبابِ اِدَّخَرتُها | |
|
| لِما سَغَت إِكليلاً وَعِقداً مُنَظَّما |
|
وَلا زِلتَ يا رَبَّ الكَمالِ مُمَتَّعاً | |
|
| بِعِزٍّ وَإِسعادٍ يُقارِن أَنعُما |
|
تُلازِمُكَ الأَفرحُ ما اِشتاقَ وَاِله | |
|
| إِلى خِلَّه أَوواصِل الحُبِّ مُغرَما |
|