إليكَ أَخي مني تَحِيَّة وامق |
مُعَطَّرَة كَالزَهرِ فاحَ لِناشِق |
تَحِيَّة صب صادِق الوُد ثابِت |
عَلى العَهدِ لا يُثنيه مِنَ العَوائِق |
أَحِنُّ إِلَيكُم وَالهَوى يَستَفِزُّني |
حَنين مَشوق مُستَهام لِشائِق |
فَإِن وُدادي لا يُشاب بفرية |
وَلا أَخلقته حادِثات البَوائِق |
إِذا ذَكَرت أَيّام أَسلافِك الَّتي |
مَضَت لي بِهِم أَزرَت بِكُل الأَصادِق |
وَحَرك مني لاعِج الوجد وَالأَسى |
تَذكر هاتيكَ اللَيالي السَوابِق |
وَأَجرَت أَماقي الشُؤون تلهفاً |
كَما اِنهَلَّ ودق الهاميات الدَوافِق |
لياليَ مر العيش فيها مقارن |
لأنس وَعز مشمخر الشَواهِق |
بِهِن نَنالُ السؤل متصل الهنا |
وَما لِلهَنا فيهِن وَجه لِرامِق |
لَقَد صَرمت سود اللَيالي حِبالَها |
وَهدت مَغانيها بِأَيدي الطَوارِق |
فَلِلَّهِ ما أَحلى زَمانا قطعته |
بغر بَهاليل كِرام الخَلائِق |
غياث لِمَلهوف وَغيث لمرمل |
وَكَم فَرَجوا من كُربَة في المَضائِق |
لَهُم همم تَعلو السماك وَنخوة |
تَصون المَوالي وَهي داء المَشاقِق |
تفرع مِنهُم أَريحي محمد |
فَنِعم سَليل القَومِ روض المَصادِق |
إِذا ساعد الرحمن يَلحَق شَأوهم |
أَما الشبل لِلآسادِ طبعاً بِلاحِق |
لَهُ خَلق يَحكي الرِياض نَضارَة |
يَقودُ بِهِ لِلحُسنِ رَغما لمائِق |
فَلا زالَ مَمدود الرَواق منعما |
بِسَعد وَإِقبال وَعز معانِق |