أَدعو إِلهَ الخَلقِ مِن لَم يَزَل |
غَياث مَلهوف لِخَطب نَزل |
يا خَيرُ مَدعو لَنا في الأَزَل |
يا مَن لَهُ الصَفح إِذا النَعل زَل |
أَغِث أَغِث عَبداً دَعا وَاِبتَهَل |
أَدعوكَ يا مَولايَ يا مُحسِن |
يا خَير مَن تَشكُرهُ الأَلسُن |
مِن دونِ أَن تُبصِرهُ الأَعيُنُ |
أَفلَح عَبد لَم يَزَل معلن |
بِشامِل الفَضلِ الَّذي مِنهُ جَل |
بكنه أَوصافِك حار الحَجا |
فازَ الَّذي عَلق فيكَ الرَجا |
مالي سِوى عِزِّكَ مِن مُلتَجا |
حَسبي بِنُعمائِكَ لي مُرتَجى |
أَنتَ الَّذي تولي قَصي الأَمَل |
أَدعوكَ يا مَن سيبه وارِد |
عاشَ بِهِ الناطِق وَالجاحِد |
ما فاقِد إِحسانِه واجِد |
لَقَد تَجَلّى إِنَّهُ الواحِد |
في الكُل مِن أَحكامِه قَد عَدل |
أَدعو بِكُلِّ اِسم لَهُ مُدخر |
في عِلمِه أَو كُل ما قَد ظَهَر |
وَكل نعت في الصِفات الغُرَر |
وَكُل ما تَحوي مَعاني السُوَر |
وَمَن تَلاهُنَّ بِصِدقِ الوَجَل |
بِالمُصطَفى المُختار خَيرُ الوَرى |
مَن طابَ ذاتا وَزَكا عُنصُر |
وَمن إِذا أَم الوَرى المحشرا |
قامَ شَفيع الخَلق حقا يَرى |
وَلَم يَخيبُه الكَريم الأَجَل |
بِالآل بِالصُحب الكِرام الأَلي |
شادوا بِناءَ الدينِ حَتّى اِعتَلى |
بِكُل حَد صارِم يَجتَلي |
وَأَوضَحوا مِنهُ الَّذي أَشكَلا |
فَاِصبَح التَوحيد عالي القلل |
بِكُل صَديق ببحر وَبَر |
بِكُل ذي زُهد تَقي وَبر |
عَن غَيرِ بابِكَ طوعا عَدل |
بِكُل مَن رامَ الزَوايا وَطَن |
يوحِشه إِلمامُ أَهلِ الفِطَن |
مِن أُنسِهِ الذِكر إِذا اللَيلُ حَن |
تُزعِجُهُ الأَشواقُ وَالقَلبُ حَن |
بِصِدق ذلي بِاِفتِقاري إِلى |
عِز غَناك الجَم يامَن عَلا |
أَرجوكَ يا مَن لَم يَزَل موئِلا |
فَاِرحَم مَشيبي وَاِنكِساري وَلا |
تَعدل بِقَلبي عَنكَ كَيلا يَضل |
وَاِلطُف بِنا عِندَ نُزولِ القَضا |
وَلا تُؤاخِذُني بِجُرم مَضى |
أَيّام لَهوي فَالشَبابُ اِنقَضى |
وَاِسلُك بِنا في كُل ما يَرتَضى |
من صادِقِ القَولِ وَحُسنِ العَمَل |
وَاِختِم عَلى التَوحيدِ وَالسنة |
عُمري وَسامِحني لَدى زلتي |
وَكُن مقيلا سيدي عَثرَتي |
فَأَنتَ رَب العَفو وَالرَحمَة |
وَمِنكَ أَرجو مَحو كُل الزلل |
وَخير ما القَول بِهِ يُختَتَم |
أَزكى صَلاتي وَالسَلامُ الأَتَم |
عَلى رَسولِ اللَهِ وافي الذِمَم |
وَالآل وَالصَحبُ بِحار الكَرَم |
ما لاحَ بَدر وَالهِلال اِكتَمَل |