هِيَ النَفسُ وَالأَخلاقُ لِلمَرءِ مَلبَس | |
|
| فَضافَ مُضىء أَو لَبيس مُدَنَّس |
|
فَخُذ في جَلاءِ النَفسِ عَما يشينها | |
|
| فَرب جَواد ساءَ تَقلاه أَنفُس |
|
إِذا اِستُعمِل العَقلُ الفَتى وَرَمى الهَوى | |
|
| نَجا وَالجُحى حَظ مِن اللّهِ أَنفُس |
|
وَبُرهان عَقلِ المَرءِ حُسنُ اِختِيارِهِ | |
|
| بِذلِكَ لا يَعروهُ ما فيهِ يَبخَس |
|
فَمِن صَحبِ الأَدنى يُصِبهُ عُوارُهُ | |
|
| وَكُل قَرين لِلفَتى مِنهُ يَقبَس |
|
وَمَن صَحِبَ الآساد يَقتَنِص العُلى | |
|
| وَتَلقى لَهُ اليُسرى يَميناً فَيَفرس |
|
إِذا شِئتَ أَن تَحيا سَعيداً مُنعَماً | |
|
| فَوالَ سَعيداً وَاِتبعه فَتَرأَس |
|
سَعيد بن سُلطان بِن أَحمد من لَه | |
|
| مَكارِم عَنها أَلسن الحَصر تَخرَس |
|
هُوَ العَبقَرِي الالمَعي الَّذي زهت | |
|
| بِهِ الدارُ بِالنجم قَد زانَ أَطلَس |
|
هُوَ الشَهمُ إِن مَل الوَعى أَسد الشَرى | |
|
| وَهابَ لَظى الهَيجاءِ فَاِنصاعَ بِيَأس |
|
هُوَ الباسِلُ القَيدوم في حَومة الوَغى | |
|
| إِذا ما اِكفَهَرَّ اللَيثُ وَجهاً فَيَخنَس |
|
وَقائِعَه في كُل حَي شَهيرَة | |
|
| بِها في دَواوينِ المَفاخِرِ تَدرس |
|
لَوطئته كَم ذل غَلب عُداتِهِ | |
|
| وَعَن شِمَمٍ بِالسَيفِ أَرغَم مُعطَس |
|
وَكَم غارَة شَعواء شَن بِضِدِّهِ | |
|
| وَبِالحَزمِ في إِقدامِهِ يَتَترس |
|
فَسَل عَنهُ أَسداً في عمان وَفارِس | |
|
| وَفي قَطر يخبِركَ عَنهُ المَرأس |
|
وَسَل عَنهُ فُرسانَ السَواحِلِ هَل رَأَوا | |
|
| مَواقِفَه فيها الكُماةَ تَفرس |
|
يَلوذُ بِهِ مِن كُلِّ حَي سَراته | |
|
| إِذا اِشتَجَر المران وَالخَيلُ تَشمس |
|
وَبهكنة لما رَأَت صَدق عَزمِهِ | |
|
| إِلى الحَربِ صاحَت وَهِيَ بِالغَنجِ تَحبس |
|
فَلَم يُثنِهِ َن كُل مَجد يَرومُه | |
|
| تَثني قُدودُ وَاللَواحِظ نَعس |
|
لَهُ السَبق في غاياتِ مَجد وَسُؤدد | |
|
| فَمَن رامَ إِدراكَ الغَضَنفَر يَنكُس |
|
لَهُ هِمَم لا تَنثَني بِمَكارِه | |
|
| مِن الضِد إِذ شَم المَعاقِلَ تَحرس |
|
تَبَيت الرَعايا هُجداً لاِنتِباهِه | |
|
| وَعَن نَبئة مابات فيهِم تَحسس |
|
عَلى البُعدِ قَد رَد العدو بِغَيظِه | |
|
| وَما نالَ خَيراً مَن أَتى يَتَجَسَّس |
|
أَيادي الهِمامَ النَدب ذي البَأس وَالنَدى | |
|
| تُقَلِّدُها مِنهُ الأَكارِمُ أَو كَسوا |
|
أَقرَبها الأَضداد في كُل مَوطِن | |
|
| وَهَل يَختَفي بَدرٌ إِذا اللَيلُ حَندَس |
|
وَكَم مُستَجير أَرهَقَتهُ عُداتُهُ | |
|
| أَجارَ وَبِالعِز اِنثَنى يَتَمَيس |
|
بِهِ الجودُ طَبعاً لا يُزايِل كَفه | |
|
| كَما أَن بِالبَدرِ الضِيا مُتَلَبِّس |
|
وَكَم خاضَ لَج البَحر راجَ يَؤمه | |
|
| وَبِالبِشرِ وافاهُ الغِنى وَالتَأَنُّس |
|
تَرى جودَهُ بِالمُخلِصينَ مُواصِلا | |
|
| وَرب غَمام جاد يَوماً وَيَحبِس |
|
وَلَم يَنسَ ذا ود نَأَت عَنهُ دارُهُ | |
|
| لإِحسانِهِ في كُل قُطر مُغرَس |
|
بِهِ حُسنَ الأَخلاقِ قَد نالَ رِفعَة | |
|
| وَعِزّاً وَنُعمى دونَها الضِد يَنكُس |
|
كَساهُ كَريم الذاتِ وَالأَصلِ ماجِد | |
|
| مُلابس فَخر لا تَبيد فَتدرس |
|
وَأَصبَحَ قَس في البَلاغَة باقِلا | |
|
| لَدَيهِ وَلَو جاراهُ سُحبان يَخرس |
|
حَكا نُظمُهُ زَهرُ الرِياضِ مُكَلّلاً | |
|
| بطلٍّ وَحَيثُ الصُبحَ إِذ يَتَنَفَّس |
|
مَعانيه رَقت عَن بَديع بَيانِها | |
|
| وَأَلفاظِه مِنها الفَصاحَة تَيأَس |
|
تُبدّى اِبن بَدويٍّ مِنَ العَيبِ سالِماً | |
|
| كَذا حُسن الأَخلاقِ لِلطّيبِ مُغرَس |
|
وَفي ذِمامِ لِلصَّديق بِطَبعِهِ | |
|
| وَما الوُدُّ إِلّا بِالوَفاءِ يُؤسَس |
|
فَيَبذُلُ ما في وُسعِهِ لِحَميمِهِ | |
|
| حَناناً وَهذا شَأنُ مَن هُوَ كيس |
|
كَريم إِخاءَ لَيسَ يَخفِر وُده | |
|
| بِعاد لَه دست المُروءَةِ مَجلِس |
|
فَيا حُسنَ الاِفعالِ يا صادِقَ الوَفا | |
|
| وَيا مَن لَهُ في المُكرَماتِ تَغرس |
|
أَتانا نِظامُ الدر مِنكَ مُفَصلا | |
|
| كَعقد من العَقيان بَل هُوَ أَنفَس |
|
فَحَلَّت بِهِ الغيد الغَواني نُحورُها | |
|
| فَهُن بِهِ لِلتيهِ بِالحُسنِ مَيس |
|
فَحُرتُ وَقَد أَحجَمتُ دونَ جَوابِهِ | |
|
| مَخافَة مِن حُسن المَجارات أَفلَس |
|
وَأَنتَ عَليم أَنَّني لَستُ شاعِراً | |
|
| وَلا قامَ فينا لِلقَريضِ مُدرس |
|
عَلى أَنَّني مِن مُشعر قَد تَسَمَّنوا | |
|
| ذُرى العِزِّ في أَكنافِهِم وَتَرَأَّسوا |
|
أَبى الضيم مِنهُم كُل قرم سَميدع | |
|
| لَهُم كُل وال لان من حَيثُ هُم قَسوا |
|
يُجيرونَ أَربابَ الجِناياتِ حينَ لا | |
|
| مُجيرَ يَقي مِن في الجِنايَةِ أَركَسوا |
|
وَرُمتُ أَخا فَضلٍ يُجيدُ بِنُظمِهِ | |
|
| مَدائِحَ مَولانا الهِمامُ فَتَغرس |
|
وَيَحيى رُسومَ الوُد فينا بِذِكرِها | |
|
| فَيُنعِشُ قَلباً بِالتَنائي يُوَسوِس |
|
وَلَيسَ بِهذا الصَقعِ أَجمَع مَن لَهُ | |
|
| فَرائِدَ تَروى عَنهُ يَوماً وَتُدرَس |
|
سِوى صاحِب حُرٍّ بِهِ الدَهرُ جادَلي | |
|
| إِلى فِكرِهِ خيل القَوافي تكردس |
|
رَآني أُعاني عِبءٍ ما قَد أُنيطَ بي | |
|
| فَساعَدَني في حَمل ما يَتَقَرطَس |
|
أَتى شاهِداً عَدلاً بِمَدحي لِفَضلِكُم | |
|
| أَما كُل مَرضِيِّ الشَهادَةِ كيس |
|
فَقامَ بِهِ عَنّي مَقام تُؤدد | |
|
| خلوص وُداد لَم يُشبِه التَلبس |
|
فَهاكَ جَواباً نَقد حر يَزينه | |
|
| خُلوص وُداد لَم يُشبِه التَلَبُّس |
|
دَعاني إِلَيهِ مَدح أَفضَل سَيد | |
|
| لَهُ في صُنوفِ الحَمدِ وَالمَجدِ مَغرَس |
|
وَصِدق إِخاءَ قَد وَرَثناهُ بَينَنا | |
|
| قَديماً وَكل في التُوادد ريس |
|
فَلا زالَ رَب الفَضلِ بِالعِزِّ رافِلا | |
|
| مَديدَ الهَنا بِالسَعدِ بِاللّهِ يَحرُس |
|
وَعِشتُ سَعيدَ المَجدِ ما حَن مُغرَم | |
|
| إِلى خِلهِ أوراقُ بِالأُنسِ مَجلِس |
|