سرت بِالهَنا سعدى إِلَيَّ عَلى بعد |
فَأَدَنت كَما شاءَت جَنى ثمر الود |
فَإِن الصِبا لِلصَّبِّ أَرجى وَسيلَة |
يَنالُ بِهِ منهن ما رامَ مِن قصد |
وَقَد كنت أَلقى الغانِياتِ بِحسنها |
وَعشت المفدى عِندَهُنَّ بلامد |
وَأَجني المُنى مِن كُلِّ مثمرة الهَنا |
وَيَغبطني فيما مَضى كُل ذي سَعد |
يَروقُ العَذارى الغر حسن شَمائِلي |
وَكُنتُ وَإِيّاهُن في عيشَة رَغد |
وَمُذ بانَ صُبح الفود في لَيل فرعه |
وَلانَت قَناتي لِلهصور وَمستعد |
تَناءين عَنّي معرِضاتٍ عَن الوَفا |
وَأَنكَرنني ما كانَ مِن وافِر الرَفد |
وَدَأب الغَواني نَقض ماضي عهودها |
وَلَيسَت تَفي طَبعا بِعَهدٍ وَلا وَعد |
فَرِحتُ وَمالي مِن سَمير مُنادِم |
سِوى ما أَتاني مِن قَريب وَمِن بَعد |
فَرائِد تَجلو الهَم عَن قَلب مُغرَم |
فَيُمسي بِها الحَيرانُ في زَي مستهدي |
مَعانٍ يغالي في بَديعِ بَيانِها |
وَموجِز لَفظ في فَصاحَتِهِ فَرد |
كَعِقد جمان راق حُسناً لِبارِع |
بَليغ بَديع العَصرِ في الهَزلِ وَالجِد |
مَليك رُسوم الفَضل في كُل مَبحَث |
لَه غيره في النظم مِن جُملَة الجُند |
كَأَن إِياساً قَد أُعيدَ بِعَصرِنا |
فَضاء بِهِ وَجهُ الذَكاءِ لمعتد |
أَديب أَريب لَو تَفقه باقل |
بِآبابِهِ أَضحى دَليلاً إِلى الرُشد |
لِبطرس أَضحى كُل بَيت مَشيد |
دَعائِمُه تُبنى عَلى أَرفَع العمد |
بَنى بُطرس في بَيت آل كرامة |
وَفاء ذمام لَيسَ يَخفِر بِالصَد |
يُقيم لأرباب الصَداقَة ذمَة |
وَود نَجيب غَير مُنتقض العَهد |
لأَبكارِ أَفكار الأَديب عَرائِس |
مَحاسِنُها جَلَت عَن الحَصرِ وَالعد |
وَفي لَفظِها كَم هامَ كُل مُعظم |
وَأَغنَتهُ عَن حُسنِ القَريضِ بِما تبدي |
وَفي حَلَب وَالشام حَلّى صدورها |
فَرائِد مَدح دونَها كُل ذي رَفد |
تَغزله ما قَيس لبنى يجيده |
وَمِنه جَميل في بثينة يُستَجدي |
فَأَلفاظُه لَم تَلق فيها غَرابَة |
وَوارِدُها يُروى مِنَ المَنهَلِ العَد |
فَيا مَن تَحَلّى بِالوَفاءِ سجبة |
وَصدق وَفاء الحَريدني أَخا البعد |
وَيا مَن غَدا النظم وَالنَثر مُفرَداً |
وَفطنته صانَتهما مِن أَذى النَقد |
أَنتني عَشاءً مِنكَ حسناء بضة |
تهادى بِحُسن الدل في السَير وَالقَصد |
أَدارَت عَلَينا مِن كُؤوسِ وُدادِها |
شَراباً حَوى مِن كُل مُستَعذَب الورد |
لَها اِتخذ الأَخدان نُزهَة محفل |
وَبَهجَتَه فيما تَعيد وَما تُبدي |
فَقابَلَها مِنّي القُبول وَنَوَّهَت |
بِأَوصافِها قَومي وَلَست بِذا وَجد |
وَقَد طَلَبت مِنّي رَسائِل ذي هَوى |
فَوافَقَتها فيما أَرادَتهُ بِالجُهد |
فَدونَكَ مِنّي يا نَديمي فريدَة |
بَديعَة حُسن تَرتَقي ذَروَة المَجد |
لَها أَخوات سار شَرقاً وَمَغرِباً |
لَها حُسن ذِكر في البَسيطَة مُمتَد |
تَهن بِها عَذراءِ حَسناء تَنتَمي |
إِلى أَشرَفِ الآباءِ وَالخالِ وَالجد |
أَتَتكَ عَلى بَعد المَزارِ مَوَدَّة |
وَتَطوي الفَياقي بِالرَسيمِ وَبِالوَخد |
وَما مَهرُها إِلا جَواب خِطابِها |
سَريعاً وَخير المَوصل ما جاءَ عَن ود |
وَلا زِلتَ في حِفظ الكَريمِ مُنعَماً |
تُلازِمكَ الأَفراحُ بِالعِز وَالسَعد |
مُعاناً مَنال السؤل ما ذو شارِق |
وَعِشتَ وَفياً بِالعُهودِ وَبِالوَعد |