أَرى غُرَر المَكارِمِ مِن جَوادِ |
بِها تَستَل أَحقاد الأَعادي |
طراز الملك في حُسنِ السَجايا |
وَبَهجَتَهُ بِتَعميم الأَيادي |
وَعَدل شامِل كُل الرَعايا |
وَعِزّ ثابِت الأَركانِ باد |
لِتَغرس في القُلوب أَكيد وُدّ |
فَيَظهَر صِدقُها يَومَ الجَلاد |
وَكَم أَغنى المَسامِعِ وَصف حُرّ |
عَن المَرأى عَلى نائي البِلاد |
وَيَعشِقُ وَصفَهُ قاص وَدان |
فَيَنشُر حَمده في كُل ناد |
وَأَحلى ما جَناهُ المَرءُ يَوماً |
ثِمارُ الوُدّ مُمتَنِع النَفاد |
يُصانُ المُلك عَن دَركِ الرَزايا |
وَيَبقى دونَهُ خرط القتاد |
بِعَزم لَمي َحله الضِد عَمّا |
يُحاوِلُهُ عَلى رُغمِ المُعادي |
وَفِكر جائِل في كُل أَمر |
يُصابُ بِسَهمِهِ عَينُ المُراد |
وَمن أَلف المَعالي هام عِشقا |
بِمُشتَجَر القَنا عِندَ الطَراد |
كَعادَة أَزدَشير الملك مَهما |
رَأى الفُرسان تَحطم بِالصعاد |
تَراهُ باسِماً في كُل هَول |
وَقَد شَبت لَظى حَرب الأَعادي |
مَليك سادَ عَن عَدل وَحَزم |
وَعَن ميراث أَملاكِ البِلاد |
لَهُ هِمَم عَلَت أوج الثَريا |
بِها تَنهَدُّ أَبنِيَة الفَساد |
لِصولته تذل الأسد رُعباً |
فَيَضحي الضد مُضطَرِبِ الفُؤاد |
يُهاب وَيُرجى بَأساً وَطولا |
وَفي الحالين مُقتَرن السَداد |
بَوارِق جودِهِ تَنهَل طَبعاً |
فَتَغني عَن مُلاحَظَةِ الفُؤاد |
إِذا ما سح غادية بِماء |
تَسح التبر أَنمَله لَصادي |
جَواد لا يَمِل البَذل حَتّى |
يُريكَ الخَصب في السنة الجماد |
فَما شاه بور ذو الأَكتاف يُبدي |
نَوالُ مَليكِ ذا العَصرِ الجَواد |
فَيا مَلِكا تَوَدُّ لَهُ الرَعايا |
خُلودُ المُلكِ مِن حَضر وَباد |
فَقَد أَمنَت بِهِ مِن كُل جور |
وَقَد ذاقَت بِه طَعمَ الرقاد |
بِمَدحِكَ قرط الأَسماعَ نَدبٌ |
شَريف فرع أَفضَل كُل هادي |
فَأَوجَب مَدحُهُ وُدّاً أَكيداً |
وَعِشق السَمع أَدعى لِلوُداد |
لِذا وَجهت مِن أَبكارِ فِكري |
رِداحاً بضة طبق المُراد |
عَقيلَة قَومِها مِن آلِ طه |
بَني الزَهراء سادات العِباد |
تَؤُم حِماك يَجدوها اِشتِياق |
وَحادي الشَوقُ أَوقَعَ كل حادي |
تَخوض إِلَيكَ مَوج اليَم شَوقاً |
وَفي البَيداءِ تَقطَعُ كُل واد |
عَلى عِجل بَدَت لِنَقوم عَنّي |
بِوَجه العذر في عَدَمِ اِعتِداد |
وَبِالتَقصير يُرجى مِنكَ عَفواً |
وَمَدحِكَ لا يُحيطُ بِهِ عدادي |
وَلا زِلت المُؤَيِّد ذا اِقتِدار |
يَفوزُ بِفَضلِكُم قاضي البِلاد |
سَعيد الجد ما غَنّي هزاز |
وَما اِبتَسَم الأَقاحي بِالعِهاد |