ما للعيون قد استهلت بالدم |
افهل لا اهلا هلال محرم |
حيا بطلعته الورى نعيا وقد |
ردوا عليه تحية بالمأتم |
ينعى هلالا في الطفوف طلوعه |
قد حف في فلك الوغى بالأنجم |
يوم به سبط الرسول استرسلت |
نحو العراق به ذوات المنسم |
أدى مناسكه وأفرد عمرة |
ولعقد نسك الحج لما يحرم |
ومن الحطيم وزمزم زمت به |
الايام وهو ابن الحطيم وزمزم |
في فتية بيض الوجوه شعارهم |
سمر القنا ودثارهم بالمخذم |
يتحجبون ظلال سمرهم اذا |
ما الشمس اسفر وجهها للمحرم |
يتلمظون تلمظ الافعى متى |
نفثت اسنتها بشهب الانجم |
بلغوا بها اوج العلا فكانها |
لصعودهم كانت مراقي سلم |
متماوجي حلق الدروع كأنها |
ماء تزرد بالصبا المتنسم |
من كل مفتون الذراع تراه في |
وثباته وثباته كالضيغم |
جعلوا قسيّ النبل من اطواقهم |
وبروا من الاهداب ريش الاسهم |
وتسنموها شمألا ما ان بدا |
برق تعن له ولما يعلم |
ان اوخدت زفت زفيف نعامة |
واذا خدت سفت سفيف القشعم |
خفوا وهم شهب السماء بسيّد |
بدر بانوار الامامة معلم |
حتى اذا ركزوا اللوا في نينوي |
والى النوى حنوا حنين متيم |
ضربوا الخيام بها وكل منهم |
ليث تلبد تحت كل مخيم |
وحمى الوطيس فاضرموا نار الوغى |
وهووا عليها كالطيور الحوم |
وتقلدوا بيض الظبا هندية |
وبغير قرع الهمام لم تتثلم |
وإلى الفنا هزوا قنا خطية |
بسوى صدور الشموس لم تتحطم |
فكأن في طرف السنان لمسرهم |
سرا بغير قلوبهم لم يكتم |
وكأن في حد الفرند لبيضهم |
سنة بغير الهام لم تستحكم |
وثنوا خميس الجيش وهو عرمرم |
بخميس بأس في النزال عرمرم |
حتى ثوت تحت العجاج كأنها الا |
قمار تحجب بالسحاب المظلم |
نشوانة بمدام قانية الدما |
لغليل افئدة صواد اوّم |
والعالمان تقاسما فرؤسهم |
تنحو السما والأرض دامي الأجسم |
فثنى ابن حيدرة عنان جواده |
طلقا محياه ضحوك المبسم |
وسما بعزمته يطأ هام العلا |
بسنابك المهر الأغر الادهم |
ودنا فلوان الرواسي دونه |
دكت بعزم منه غير مكهم |
واستل عضبا فيه سطر للردى |
ما فيه حرف من حروف المعجم |
وسطا فغادرهم كمنيثّ الهبا |
ما بين سافع مهره أو ملجم |
او كالحمائم حلقت مذعورة |
لما احست بانقضاض الزهدم |
ان هز لدن السمهري لأقعس |
اهوى صريعا لليدين وللفم |
او سل متن المشرفي تتابعت |
لعداه صاعقة البلاء المبرم |
ذا الشبل من ذاك الهزبر وانما |
تلد الضياغم كل ليث ضيغم |
حال الظما بين السماء وبينه |
كدخان نار ندي عود العلقم |
فسقاهم صاب الردى وسقوه من |
راح الدماء عن الفرات المفعم |
حتى اذا ما المطمئنة نفسه |
بالوحي ناداها الجليل ان اقدمي |
اضحى بجود بنفسه وفؤاده |
بمشعب السهم المحدد قد رمي |
فتناهبوه فللظبا اشلاؤه |
وحشا الفؤاد لسمرها والاسهم |
ملقى ثلاثاً في الهجير تزوره |
الاملاك بين مقبل ومسلم |
واجال جري الصافنات رحي بها |
من صدره طحنت دقيق الأعظم |
بأبي عقائله الهواتف نوحا |
ما بين ثاكلة واخرى ايّم |
سلبت رداها واللثام اميط عن |
وجه بانوار الجلال ملثم |
ومن الحديد عن الحليّ استبدلت |
طوقا لجيد او سوار المعصم |
وتصيح يا للمسلمين الا فتى |
يحمي الذمار ولا ترى من مسلم |
مسبيّة مسلوبة مهتوكة |
حملت على عجف النياق الرسم |
فتخال اوجهها الشموس وانما |
صبغت بحمر مدامع كالعندم |
ومن الطفوف لارض كوفان الى |
نادي دمشق بها المطايا ترتمي |
بابي رضيع دم الوريد فطامه |
في سهم حرملة ولما يفطم |
فكأن نبلته محالب امه |
وكأن ما درت لبان من دم |
ان انس لا انسى العفرني رابضا |
حلو الشمائل حول نهر العلقمي |
ثاو وعين الشمس لم تر شخصه |
مذ غاب في صعد القنا المتحطم |
كم طعنة لسنانه ولسانه |
حب الحشا نظمت بسلك اللهذم |
او ضربة بصقيله وبقيله |
تركت سقيط الهام غير منظم |
للّه وقعة كربلاء فيا لها |
من وقعة بين الوقايع صيلم |