عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالحسين الأزري > أضحكتنا ورب ضحكٍ بكاء

العراق

مشاهدة
1496

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أضحكتنا ورب ضحكٍ بكاء

أضحكتنا ورب ضحكٍ بكاء
فترةٌ من زماننا رعناء
فترةٌ ضاعت المقاييس بين ال
ناس فيها وسادت الأهواء
خلقت من خشارة الناس رهطاً
عرفت بعد خلقه الآباء
لمةٌ من بني الشوارع عاشت
حيث عاش الأعيارُ واللقطاء
فتحت عينها على السغب المر
فكادت أن تيبس الأمعاء
حشرات طلعن من طبقات ال
أرض لما استتبت الظلماء
وجراثيم حين لاءمها الما
ء تفشى من سمهن الوباء
رفعتها من الحضيض ولم تر
فع نهاها فمسها الخيلاء
وكذاك اعتلاء من ليس أهلاً
للمعالي مصيبةٌ وبلاء
يا لها فترةً من الدهر فوضى
يستوي الهدم عندها والبناء
كثر الإنتحال فيها وباتت
تستغل الأنسابُ والأسماء
لم يفيئوا إلى التنحل لولا
أنهم في أصولهم فقراء
ليت شعري والعهد غير بعيدٍ
غبي الناس أم هم الأغبياء
وبماضيهم إذا الدور ولى
فالألى يعرفونهم أحياء
صحبوا حملة الغزاة فجاءوا
مثلما يصحب السيول الغثاء
وبأسلاب غيرهم من ضحايا ال
ظلم يصحب السيول الغثاء
الإشباع جوع نكرات
سفكت في البلاد تلك الدماء
يا لسخرية المقادير فينا
لست أدري أما إليها انتهاء
كيف لا ترقبنَّ كل عثارٍ
من قصيرٍ عليه طال الرداء
باع من فقره الضمير كما با
عت لزانٍ عفافها عذراء
غره المرتقى فظن بأن ال
ناس حاشاه أعبدٌ وإماء
وله وحده الكرامة والعزة
والمجد والنهى والعلاء
تقرأ العجب فيه من نظراتٍ
ملؤها الإحتقار والإزدراء
مطرق إن مشى كمن أشغلته
لحلول المشاكل الآراء
لو تصفحته وجدت ثياباً
فوق جسمٍ كأنه المومياء
وكثيرون لو تطلعت فيهم
كأساقٍ في جوفهن هواء
مجدباً كالسباخ من كل خيرٍ
جل ما في جرابه الكبرياء
إن تسل منه فالجواب اقتضابٌ
أو تسلم فرده إيماء
أو ترجو من المغايض زهراً
ونبات المغايض الحلفاء
يوجد الخير حيث يوجد في المر
ء ضميرٌ يشع منه الضياء
وإذا ما استنسبته قال إنا
من إيادٍ وغيرنا الأدعياء
نحن من حاملي اللواء بذي قا
ر أبونا وأمنا البرشاء
وبنو عمنا الأراقم من تغ
لب والأعشيان والخنساء
دارنا الغور والعذيب ووادي
الجزع والأبرقان والدهناء
وجبال السراة تشهد أنا
عرب ليس غيرنا عرباء
هكذا تفعل المهازل في الد
يا وتقضي الغباوة العمياء
وكذا يبطر الرخاء خفيف ال
وزن من حيث لم يسعه الإناء
خفة تشبه الجنون وحمى ال
موم هاجت من خبثها الصفراء
وتمشت في الجسم رعشتها الخر
ساء فاعصوصبت بها الأعضاء
تتغنى بها البلاهة والطي
ش وبعضٌ من الغناء بكاء
لا تلمه فقد رأى فوق ما لم
يتصور وزال عنه الشقاء
من رياش تحفه في المقاصي
ر وكانت تضمه القرفصاء
وتراه على الارائك جذلا
ن وقد كان في العراء الثواء
وتخب السيارة اليوم فيه
بعدما خد أخمصيه الحفاء
أيها الفترة اقترفت ذنوباً
قد تلقى عقابها النبلاء
ليس هذا الزمان الا كتابا
أنت منه الصحيفة السوداء
فيك راح الهوى يخط ويملي
لم تقيده ذمة أو حياء
طالما غرت الظواهر عيني
وغطى على الظنون الرياء
ثم دارت رحى الزمان فأبدت
لي ما ينطوي عليه الخفاء
رب داءٍ ترى من العار شكوا
ه وشكوى يثنيك عنها الإباء
عبدالحسين الأزري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/01/10 12:31:34 صباحاً
التعديل: الجمعة 2014/01/10 12:32:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com