أمحتضن الوادي حضانة مرضعٍ |
مجنحةٍ حرصاً على طفلها البكر |
تباركت من نهر فرات تشعبت |
يعابيبه حتى استطالت على النهر |
وددت بشاطيك الجميل لو انني |
قضيت الليالي الباقيات من العمر |
تقلص ليل الصيف فيك فليته |
لو امتد طول الصيف ليلاً بلا فجر |
بسطت على الوادي ذراعيك راكلاً |
برجلك صدر الفاو من ساحل البحر |
ولحت كمرآةٍ يحيط بياضها |
إطارٌ بديعٌ من شواطئك الخضر |
ظننتك صرحاً من صحائف مرمرٍ |
فأوشكت أن أمشي عليك بلا جسر |
تخط عليك الريح أنشودة الهوى |
فان سكنت وهناً محتها على الأثر |
أساطير يرصدن العيون كأنني |
أطالع منها في كتاب من السحر |
بلغت من الأوهام أقصى حدودها |
بمرآك والأوهام ضربٌ من السعر |
أرى النجوم دوني فيك قدراً ورفعةً |
كأنك لم تجهل مقامي ولا قدري |
وأنظري نفسي بين بدرين واقفاً |
على مفرقي بدرٌ وعيني على بدر |
وما زورقي الا عليك كطائر |
يفتش في رحب الفضاء على وكر |
يطير وتثنيه كأنك حوله |
صبا الريح في الأسحار هبت على قطر |
لك الخير دعه ماضياً في سبيله |
كأنك مطبوعٌ على الخير لا الشر |
أعدت الى قلبي الهوى وجعلتني |
حريصاً على دنياي من حيث لا أدري |
وليس عجيباً حرص من شاب رأسه |
وقد قربت رجلاُ من شفة القبر |
فللمرء آمالٌ تطولُ كظله |
إذا ما دنت شمس الحياة من العصر |
أليست حياة المرء مثل جزيرة |
يدب عليها ثم يرجع للبحر |