عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالحسين الأزري > ذكرت الجنان وأنهارها

العراق

مشاهدة
560

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ذكرت الجنان وأنهارها

ذكرت الجنان وأنهارها
غداة تنسمت معطارها
مغاني تبدون بهن الحياة
تكاد تضاحك أحجارها
كخط المجرة لكن من
حسانٍ الخرائد أقمارها
أراد الغله لحور الجنان
مثالاً على الأرض فاختارها
حرائر عيناً سحرن العيون
كسحر الكواكب سمارها
هبطن عليها كسرب الحما
م اتخذن المغاني أوكارها
كأن الخمائل من فوقهن
نثرن على الأرض أزهارها
سقاني عقاراً بهن النسيم
فلم تبلغ الخمر آثارها
نسيم إذا نشقته المراض
شفاها وجدد أعمارها
يرق فيسكرني نشره
ويقوى فيسكر أشجارها
فما زال ينعش روحي بها
وما زلت أشكر خمارها
إلى أن رجعت سليب الفؤاد
وودعت الدار زوارها
وأيك تعانق أغصانها
كما عانق الطلع نوارها
لبسن مطارف خضراً وصغ
ن من الثمر الغض أزرارها
رفعن عن السوق أذيالهن وخُض
نَ من الزهو أنهارها
كأن الغواين منها اقتبس
ن رفيف الثياب وإقصارها
تخال المناظر أسطورةً
قد ابتدع السحر أخبارها
تصيب القرائح من وحيها
فتملي على الطرس أشعارها
تقول هلم وخل السبيل
لروحك تسبق أطيارها
هنا لغة الحب إن كنت قد
أتيت لتسبر أغوارها
سل الأعين الدعج عنها فإن
نَ بتلك الطلاسم أسرارها
وقيثارة من خرير المياه
تجس الطبيعة أوتارها
تظل تكرر ألحانها
ويستعذب السمع تكرارها
جلست بجانبها مصغياً
ونفسي تجاوب أفكارها
تحدثني عن حياة الشباب
وقد غير الشيب أدوارها
وكان لها باعث من مها
مررن فألفتن أنظارها
فقلت اقصري الطرف فالطيبا
ت غضضن عن الشيب أبصارها
وليس سوى ريعان الصبا
شراك الظباء وأوجارها
رأيت الجمال كنبع يفور
وأحلى الينابيع فوارها
بوادٍ يعد من المعجزات
ومن ذا يحاول إنكارها
يصور كالموج أشجاره
متى ترسل الريح إعصارها
إذا ما تموَّجن خلت البيوت
سفيناً تصارع تيارها
منازل غطت عليها الرياض
فغابت وأخفين أنوارها
تباركت يا رب في حسنها
وباركت يا رب أثمارها
وداعاً مليكة تلك الربوع
سقتك السحائب مدرارها
تركتك والنفس لم تقض من
أطايب واديك أوطارها
وما كنت ضيعت معنى الحياة
لو أني به عشت معشارها
دمشق وهل كان إلا بنوك
إذا عدت العرب أحرارها
وهل كان قبلك من علمت
صعود المشانق أبرارها
رمتهم فروق بسفاحها
ليأخذ في قتلهم ثارها
هنيئاً لك اليوم في دولة
تمتع بالدار ديارها
أبت نفس خصمك إذعانها
ولكن قضى الله اجبارها
وقال اشكرونا فقلنا نعم
كشكر الضحية جزارها
يحييك من أخرسته الظروف
وجرعه الصمت اكدارها
تهون المنية عن علةٍ
أعالج بالصبر أخطارها
يقاسي فؤادي آلامها
ويخشى لساني إظهارها
عبدالحسين الأزري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/01/10 12:56:00 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com