بلغت يا أيها النحات منزلة |
لم يبلغ العشر منها فن إبليس |
لولا نبوغك بين الناس ما عكفوا |
على عبادة أشباح نسانيس |
فكم نحت لهم من صخرةٍ صنماً |
وكم خلعت عليه ثوب قديس |
وجئت فيها كأجساد محنطة |
قد أودعت في صروح كالنواويس |
يمرغون على أعتاب سدتها |
جباههم بين تهليلٍ وتقديس |
حبوتها بصفاتٍ ما لها أثر |
في واقع الأمر إلا في القراطيس |
تخذتها لخداع الناس واسطةً |
مثلي فكانت عليهم شر كابوس |
كل بنيت عليه هيكلاً فخماً |
يعيد للناس ذكرى صرح بلقيس |
يا سادن المعبد المحروس في قردٍ |
علمتها كيف تزهو كالطواويس |
كسوتها بأفانين الحرير وقد |
كانت تعيش بأسمال الكرابيس |
لبس على الناس ما يقضي هواك به |
فنحن في عصر تدجيل وتلبيس |
ولا تخافن من ذنبٍ تدان به |
ما دام خصمك منهم كل موكوس |
فما العدالة في الدنيا إذا ذكرت |
إلا مجرد لفظٍ في القواميس |
ولن يعاقب في هذي الحياة سوى |
من ليس يمشي على حكم النواميس |
لله درك من غازٍ وعدته |
كانت جحافل تمويهٍ وتدليس |
جعلت كيدك مقياساً لكل علاً |
لذاك أعرضت عن باقي المقاييس |
أشغلت أهل الحمى بعضاً ببعضهم |
ورحت ترقب من خلف المتاريس |
تعساً لمدرسةٍ توحي لطالبها |
فن الخداع بتلقينٍ وتدريس |
ومن غرائب هذا الدور في ملإ |
لص يبشرهم في زي قسيس |
يا باني الحبس للجاني بربك قل |
من ذا سواك طليقٌ غير محبوس |
نعود بالله ممن لا ذمام له |
وماردٍ من علوج الإنس خنيس |