زيدي بنيك محاسناً وجمالا |
ودعي الحوادث تقنع العذالا |
وامشي بهم مشي الهلال معانياً |
حلك الدجى حتى يتم كمالا |
ماذا يضرك من غباوة جاهلٍ |
خلق العيوب ليرضي الجهالا |
كل له رب ولست كفيلةً |
من رام أن لا يخلع الأغلالا |
وكفاك أن الدهر من افعاله |
تفهيم من لا يفهم الأقوالا |
وبرغم ما اختلق الوشاة ولفقوا |
أنا نرى لك رفعةً وجلالا |
لو أدركوا ثمن الحياة لأرخصوا |
في سوقك الأرواح والأموالا |
من أين تنتظر الفلاح عصابةٌ |
عقدت على هجرانك الآمالا |
تلتذ بالماء الأجاج نفوسهم |
وتعاف فيك البارد السلسالا |
يبدو لها شبح الخيال حقيقةً |
وترى الحقيقة في الوجود خيالا |
جعلوا حلال الله فيك محرماً |
وحرامه للعابثين حلالا |
خافوا السقوك على يديك فاكثروا |
من حولك الضوضاء والإعوالا |
وإذا رموك بضلة فلأنهم |
يخشون أن يدعوا غداً ضلالا |
نظراتهم محدودةٌ بحياتهم |
قصر الزمان عليهم أو طالا |
نضجت جلودهم ولم ينضج لهم |
رأي يحل لعقدة إشكالا |
وإذا العقول تحجرت رأت الضحى |
ليلاً وصورت السهول جبالا |
رحماك أيتها المعاهد هيئي |
فينا على قحط الرجال رجالا |
لا يخدعنك من ترين فإنهم |
لم يبرحوا بعقولهم أطفالا |
وتداركي الفوضى فإن حسامها |
قطع الوتين ومزق الأوصالا |
قري فان العصر عصر حقائق |
يحمي الورود ويطرد الأدغالا |
ما إن مشيت الى الأمام بخطوةٍ |
إلا وعنك تقهقروا أميالا |
كم قد رأيت وفي التجارب عبرة |
حمراً يجسمها الهوى أفيالا |
ولكم توهمنا الطلول خمائلاً |
والجدب خصباً والسراب زلالا |
ما كان أحراهم بآية ربهم |
للناس تضرب فيهم الأمثالا |
القاطعين على العقول طريقها |
والمحكمين ببابها الأقفالا |
والآملين من الخمول وذله |
عزاً ومن إدبارهم إقبالا |
حرباً أرى بين الضلالة والهدى |
مضت القرون ولا تزال سجالا |
كم أهرقت دم مصلحٍ في قومه |
ظلماً وكم صرعت لهم ابطالا |
ومفندٍ في زعمه ما قلته |
أملى علي سخافةً وجدالا |
فأجبته دعني فلست بعابدٍ |
صنماً ولست بعاشق تمثالا |
إني ارى البطل المبجل في الملا |
من طابقت أقواله الأفعالا |
يا شرق داؤك مزمن وبسره |
جهل الطبيب فزاده استفحالا |
ما فيك غير متمتمٍ بجوابه |
والجهل أبكم لا يجيب سؤالا |
والناس أمثال الأديم فمنه ما |
ألفيته تاجاً ومنه نعالا |
ولرب أعوادٍ عنيت بغرسها |
أضحت مصوبةً عليك نصالا |