على جهلنا في كل يوم دلائل |
ومن نقصنا في كل خطبٍ عواملُ |
درسنا سهام النائبات فلم نجد |
صريعاً بها إلا الذي هو جاهل |
خطوب بنا حلت ولم نعتبر بها |
كأنا على رغم الحياة جنادل |
أسائل نفسي عن أمورٍ خطيرةٍ |
فيسكتها الإرهاب عما أسائل |
يجادلني من لا يرى الكذب سبةً |
واين من الصدق الكذوب المجادل |
فقلت له دعني فلست بصاحبي |
متى اتفق الضدان حق وباطلُ |
تحاول أن تبني من الوهم معقلا |
وليس من الأوهام تبنى المعاقلُ |
أقول وما غير الحقيقة غايتي |
وان أكلت باللوم لحمي العواذل |
إذا عمت الفوضى ربوع قبيلةٍ |
تساوى الأعالي عندها والأسافل |
هناك ترى الأهواء تفعل فعلها |
فلم يخش مسؤولٌ ولم يلف سائلُ |
وان راح يوماً مشكلٌ جاءَ مشكلٌ |
لقد كثرت يا جهل فيك المشاكل |
وكم موثقٍ يشكو الأسار ولم يكن |
سوى جهله أغلاله والسلاسل |
يقولون لي ان الحياة ثمينةٌ |
فقلت ولكن أرخصتها الغوائل |
ولست ارى للعيش أيةَ قيمةٍ |
إذا جل مفضولٌ وحقرَ فاضلُ |
ومن نوبِ الدنيا تطاولُ جاهلٍ |
يظن بأنَّ الحازم المتطاول |
تحملت أعباء العنا من حديثه |
كأني قلوصٌ والحديث مراحل |
يظن بأن الدهر جار بحكمه |
ولم يدر أن الدهر بالناس عادل |
من الجهل أن ترعى الشقاق نواظرٌ |
وتلعب في حبل الوفاق أناملُ |
وكيف يرجى الصفو والحقد كامنٌ |
وتتحد الغايات والبغض حائلُ |
وليس كمثل العلم للشمل جامعٌ |
وليس كداء الجهل للمرء قاتلُ |
أعلل نفسي بالأماني سائلاً |
متى تزدهي يا علم فيك المحافلُ |
رعى الله حقلاً ينبت العلم زهره |
وتسقيه من فيض العقول جداولُ |
وتعهده ايدي العزائم والحجى |
ويخدمه لله رهط أفاضلُ |
هناك أرى سجف الشقاق سينطوي |
ويوضع حد للتفرق فاصلُ |
وتسلك بالوراد غير سبيلهم |
إذا ما صفت يا علم فيك المناهل |