هدأ الدجى لولا أنين عليل |
وممددٍ بسقامه مشغول |
ونشيج ولهى خشيةً من أنها |
تبقى وصبيتها بغير كفيل |
كم كابدت من غصةٍ بسقامه ال |
مضني وراء حجابها المسدول |
تخفي الشجا فرقاً وتنظر حولها |
ما بين معتل وبين هزيل |
وتدير عينيها فلم تر مسعفاً |
معها على جسدٍ هناك نحيل |
لم يبق منه غير طرفٍ فاترٍ |
كبصيص نورٍ في الظلام ضئيل |
حتى إذا قرب السرى وبدت لها |
منه إشارة مؤذنٍ برحيل |
هتفت وللزفرات في أحشائها |
صدعات سيفٍ في فؤادٍ قتيل |
ورنت كما ترنو المهاة لخشفها |
مرعوبةً من قانصٍ أو غول |
وكأنها شعرت بسوءٍ مصيرها |
ومصاب كوكب سعدها بأفول |
وتيقنت مما سيحدث بعده |
بحياة صبيتها من التبديل |
فتنهدت جزعاً هنالك والقضا |
عما دهاها ليس بالمسؤول |
كحمامةٍ وقعت بقبضةِ صائدٍ |
وفراخها في عشها المجهول |
أودى بكافلها ولكن أودع ال |
آلام تعبث في حشا المكفول |
وقفت بجانبه تكفكف دمعها |
كوقوف ركبٍ في رسوم طلول |
تتكلف الصبر الجميل فلم تطق |
ولرب صبرٍ لم يكن بجميل |
ولكم تمنت أن تشاطره الردى |
لو كان يقتنع الردى ببديل |
وسرى الخيال بها لماضي عيشها |
ونعيم ظل في ذراه ظليل |
كانوا بحيث الخطب يخشى قربهم |
فكأنهم أسد الشرى في غيل |
حتى أحال الدهر ساحةَ دارها |
كهف الخطوب ومسرح التمثيل |
لم تعهد البلوى بكل حياتها |
أبداً ولا اعتادت على التطفيل |
ما للألى حملوا سرير فقيدها |
لم يعبأوا بوديعة المحمول |
يتضورون بمسمعٍ من جارهم |
فكأن بينهم مسافةَ ميل |
يحيي الدجى طرباً وخلف جداره |
غرثى تبيتُ بزفرةٍ وعويل |
قل المعين لها على الزمن الذي |
كثرت به نكبات كل نبيل |
ولربما أنف العزيزة نفسه |
من أن يمد إليك كف ذليل |
ومن المصائب ما يهون أمامها |
ورد الحمام بصارم مصقول |
ولكل شيءٍ في الزمان نهايةٌ |
وكذا الصعود مهددٌ بنزول |
ضاقت بعينيها الحياة وهكذا |
وردت حياض الموت بعد قليل |
مضت القرون وهن ملأى بالألى |
ذهبوا ضحايا ذلة وخمول |
يا ملجأ الايتام كم لك منةً |
سيزفها التاريخ للتسجيل |
أنقذت من ايدي الخطوب بقيةً |
سلكت بهم لولاك شر سبيل |
غني لأنظر في التيمي إذا بكى |
خوف الأسير وذلة المغلول |
والله أوصى باليتيم عباده |
في محكم القرآن والإنجيل |