في داخلي جمر يتوقد وانحمس فكر القصيد |
يا هاجسي سوق المعاني والحروف مهيله |
واعزف حزين اوتارها واضرب على حبل الوريد |
لو ينقطع ما همّني ما دام موته خيرله |
بعد انخطف بيت القصيدة وانخرس منها لبيد |
والشاعر الضرغام فيها عنتره ما جمله |
ضاعت هويتها من الشعار في صرح الوليد |
وْسلط عليها شكسبير من الحروف المرسله |
واستوطنت فيها تنادي يا هلي هل من مزيد |
واستعجمت منها الحروف الملهمة والمهمله |
واستنكرتها في بحور الشعر والخاطف مريد |
يمشي بحرفٍ زوّره في كل نادي ينقله |
ياهل الشعر في هالزمن ديواننا مابه جديد |
يبكي على ماضيه يا روس العرب مستقبله |
فيه القصايد رغم ما ذاقت من العيش الرغيد |
تشكي على عقّالها مير العقول معقّله |
والدم فيها مختلف واحساسها سطح الجليد |
وْعروقها يسري بها الذل المغطى مرجله |
تفخر بشعر اجدادها وتعلمه لاخر حفيد |
نادي عكاظ ولو يطول الوقت محدن يجهله |
عاشت على أطلالها في كل يومٍ له تعيد |
لو العقول مفكرة تبقى اليدين مكبله |
واليا تجدد جرحها والا اشتكت ظلمٍ وكيد |
ما حرك الغربي غصون اوجاعها المتمايله |
لا صار في حرف المجرد خوف من حرف المزيد |
والبحر يكسر موجه العاصي عليه بْساحله |
تسلطت عبيدها واحرارها صاروا عبيد |
والعبد لا منّه ضمن نظم القوافي مشكله |
يصير في ميدانها ما بين حرف وبين قيد |
يسري على حرف القصيد وقيد عمه يفتله |
مات الأمل بين الألم واحزانها في يوم عيد |
وْنرقص على اوتار العزا دام الحروف مطبله |
ما عاد في روس العرب والمسلمين اليوم فيد |
دام المشاعر كلها ذلٍّ مغطى مرجله |