طرق الباب حالماً بلقاها |
ودجى الليل للصوص معين |
واحتمى بالجدار كي لا تراه |
عين جار وللجوار عيون |
لليلة مدلهمة صادفته |
ورياح قد مسهن جنون |
والمصابيح بينهن وبين الر |
ريح قامت هناك حرب زبون |
بعضها خامد وفي البعض منها |
رمق ظل يختفي ويبين |
وتراءى له بكل مكان |
من زوايا الطريق واشٍ كمين |
كان يدري أن ليس في البيت إلا |
ذات بعل وزوجها مسجون |
من بقايا المخدرات اللواتي |
لم تدنس أجسادهن العيون |
ظنها اللص فرصة فإذا لم |
يغتنمها فإنه مغبون |
كيف لا يستغلها وهي صغر ال |
كف والبيت عنده مرهون |
عالماً أن بيعه في يديه |
وهو حق يقره القانون |
أين تأوي إذن ولم يبق إلا |
ه لها ملجأ عليها أمين |
وستضطر أن تلين فإن ال |
فقر نارٌ بها الحديد يلين |
هكذا جاء يطرق الباب ليلاً |
لم تشاوره في رضاها الظنون |
جن في حبها غداة أتته |
ولدعج العيون سحر مبين |
تبتغي أن يؤجل الدين عاماً |
وعلى الله بعده ما يكون |
وتصدت له بعيني مهاةٍ |
فيهما قسوةٌ وفي النطق لين |
ظل يصغي لها ويلحظ قداً |
يتثنى كأنه الياسمين |
مسترقاً من صوتها نبراتٍ |
أطربته كأنهن لحون |
فتنته بما رأى فتناسى الد |
دين وانصاع للهوى يستكين |
وأسرت له بروق الأماني |
أنها في جمالها تستعين |
وستعطيه نفسها دون أن ير |
شح كالمحصنات منها الجبين |
وقفت خلف بابها وظلام ال |
ليل تعلوه وحشة وسكون |
تسأل الطارق الغريب وتخشى |
ما يوافي به الزمان الخؤون |
هي في البيت وحدها لا قريب |
من ذويها ولا حمي معين |
فأجاب الهوى المبرح فيه |
إن في الباب سائلاً يستبين |
لا تخافي فعنده لك سر |
في حشايا الضلوع منه دفين |
لك فيه الهناء والأمل الضا |
حك والساعد القوي المكين |
نفحات لا توصدي دونها البا |
ب فما عافهن عقل رصين |
جفلت من جوابه واعترتها |
هزة مثلما تهز الغصون |
ورآها تنكرت منه لما |
عرفت أنه بها مفتون |
ليس يدري أن النبيلة منها |
ولها وازع وحصن حصين |
لغة النبل ليس يفهمها من |
حملتهم من الحرام البطون |
لم يجد غير خدعها من سبيلٍ |
ولو أن الخداع جبن وهون |
فانبرى قائلاً إليها اطمئني |
إنني فوق ما طلبت ضمين |
ليس يشقى من كان مثلك بينا |
أسعد الناس في يديك رهين |
إن للنفس والشباب حقوقاً |
يخسر العمر من بها يستهين |
ومن الظلم أن يضيع جمالٌ |
خصك الله فيه وهو ثمين |
قد جمعت المحاسن الغر لكن |
لم يقدرك زوجك المأفون |
حرري النفس من قيود ظنون |
فالمسرات وحدهن اليقين |
ودعي عنك ما حرصت عليه |
من معانٍ قد غيرتها السنون |
ذاك عصر مضى ونحن بعصر |
عنده المجد ما حوته اليمين |
لا تهم الأدران عصرك إن ال |
مال فيه لغسلها صابون |
اقتني المال وادعي ما تشائي |
ن من المجد فالحياة مجون |
كم دعي لماله انتسبوه |
وهو منهم بالإحترام قمين |
كل دنياك ضحوة فاغنميها |
فوشيكا يغشاك ليل دجون |
سخرت من خداعه ثم قالت |
كل صعب دون العفاف يهون |
لا تخلني كأساً فإن كنت تبغي |
نشوة الخمر فالكؤوس مئين |
كف عني لا تحسب الفقر عاراً |
ليس دون انتهاك عرضي دون |
يذهب المال ثم يرجع لكن |
هل يطيق الرجوع عرض مصون |
كل دين وإن تقادم عهداً |
ليس ينساه دائن أو مدين |
من يكم الأفواه ويحك عني |
إن تحدثن والحديث شجون |
كيف أستنزل العقاب بأهلي |
وبزوجي البريء وهو سجين |
فخف الله إن تدن فيه أو عش |
عيش حر إن لم يكن لك دين |