رويدك إني عن ملامك في شغل |
متى خان عهداً للهوى عاشق قبلي |
لقد أيست مني العواذل بعدما |
رأوني أزداد اشتياقاً على العذل |
وأيسر خطب في الهوى لوم لائم |
ولا بد دون الشهد من أبر النحل |
يجدد لي تذكار مولىً بذكره |
أبرد أحشاءً مراجلها تغلي |
أطعت غراماً نالني فيه بعدما |
صحا القلب عن سعدي وأعرض عن جمل |
وبين ضلوعي منه لاعج لوعةٍ |
تلظى ولا يطفي لظاها سوى الوصل |
تعرف من قلبي الهيام بحبه |
ولا عجب أن هام في مثله مثلي |
وصدقني فيما أدعيت من الهوى |
بمعرفة تغنيه عن شاهد عدل |
وأنزلني من فيض نعماه منزلاً |
أهلت به حتى سلوت به أهلي |
فمن مبلغ عني أحباي إنني |
بلغت به قصدي ونلت به سؤلي |
إذا لم يكن لي سيدي حين التجي |
حمى فأبينا لي سألتكما من لي |
فرضت على قلبي هواه وإنني |
على سنة قد سنها لي أبي قبلي |
فتىً جمع الآداب بعد شتاتها |
فأضحت به الآداب مجموعة الشمل |
وأعلا إلي الآفاق نار القرى ولم |
يبالي بمن نادى إلا أيها المعلى |
وحاز مزاياً أفعمت سعة الفضا |
فللجبل العالي نصيب وللسهل |
فضائل أعيت من تكلف سومها |
بحصر وكانت دونها ألسن النقل |
فللنقل منها دون ما الحس مدرك |
وللحسن منها فوق ما جاز في العقل |
فيا أيها المولى الحسين ومن غدت |
شمائله كالروض كلل بالطل |
تعاليت عن مثل ومن نال بعض ما |
بلغت من العليا تعالى عن المثل |
فتى لم يزل في العز سهلاً قياده |
كما أنه صعب القياد على الذل |
متى هم لم يجلب إلى النفس منية |
بغير المواضي والمثقفة الذبل |
رأته المعالي خير بعل فأقدمت |
عليه ولم تقدم سواه على بعل |
بني الحسب الوضاح يا خير عترةٍ |
تمت بها العليا إلى خاتم الرسل |
ورثتم عن الآباء ما قد ورثتم |
وكيف يفوت الفرع ما كان في الأصل |
كفاني علوّاً باتسابي إليكم |
فخاراً به اختال تيهاً واستعلي |
ولا فرق الرحمن بيني وبينكم |
ولا زال موصولاً بحبلكم حبلي |