سقى جدثاً تحنو عليك صفايحه |
غوادي الحيا مشمولة وروائحه |
مررت به مستنشقاً طيبه الذي |
تضوع من فياح طيبك فائحه |
أقمت عليه شاكياً بتوجعي |
تباريح حزنٍ في الحشا لا تبارحه |
بكيتكم بالطف حتى تبللت |
مصارعه من أدمعي ومطارحه |
تروي ثارها من دماكم فكيف لا |
ترويه من منهل دمعي سوافحه |
حقيق علينا أن ننوح بمأتم |
بنات علي والبتول نوائحه |
مصاب تذيب الصخر فجعة ذكره |
فكيف بأهل البيت حلت فوادحه |
وأضحوا أحاديثاً لباك وشامت |
يماسي الورى تذكارها ويصابحه |
مصائب عمتكم وخصت قلوبنا |
بحزن على ما نالكم لا نبارحه |
تداركتم بالأنفس الدين لم يقم |
لواه بكم إلا وأنتم ذبائحه |
عداة تشفي الكفر منكم بموقف |
أذلت رقاب المسلمين فضائحه |
حزرتم به جزر الأجضاحي وأنتم |
عطاشى ترون الماء يلمع طافحه |
أقمتم ثلاثاً بالعراء وأردفت |
عليكم برمضاء الهجير لوافحه |
بنفسي أبي الضيم فرداً تزاحمت |
جموع أعاديه عليه تكافحه |
فجاهدهم في اللَه حتى تضايقت |
بقتلاهم هضب الفلا وصحاصحه |
يصول ويروي سيفه من دمائهم |
ولم ترو من حر الظماء جوانحه |
إلى أن هوى روحي فداه على الثرى |
لقىً مثخنات بالجراح جوارحه |
ولما أتى فسطاطه المهر ناعياً |
له استقبلته بالعويل صوائحه |
وجئن له بين العدى ينتدبنه |
بدمع جرى من ذائب القلب سافحه |
ويعذلن شمراً وهو يفري بسيفه |
وريديه لو أصغى إلى من بناصحه |
عزيز على الكرار أن ينظر ابنه |
ذبيحاً وشمر ابن الضبابي ذابحه |
وعترته بالطف صرعى تزورهم |
وحوش الفلا حتى احتوتهم ضرائحه |
أيدي إلى الشامات رأس ابن فاطم |
ويقرعه بالخيزرانة كاشحه |
وتسبي كريمات النبي حواسراً |
تغادي الجوى من ثكلها وتراوحه |
يلوح لها رأس الحسين على القنا |
فتبكي وينهاها عن الصبر لائحه |
وشيبته مخضوبة بدمائه |
يلاعبها غادي النسيم ورائحه |
فيا وقعةً لم يوقع الدهر مثلها |
وفادحةً تنسى لديها فوادحه |
متى ذكرت أذكت حشى كل مؤمنٍ |
بزند جوىً أوراه للحشر قادحه |
نواسيكم فيها بتشييد مأتمٍ |
يرن إلى يوم القيامة نائحه |
عليكم صلاة اللَه ما دام فضلكم |
على الناس أجلى من ضيا الشمس واضحه |