مصارعهم في كربلا لا تهاونت |
بسقياك أخلاق الغمام النواضخ |
تضمنت أجساداً بها نلت رفعةً |
عنت لعلاها الشاهقات الشوامخ |
أقامت بك الزهرا عليهم مآتماً |
تعج ليوم البعث فيها الصوارخ |
بنفسي آل المصطفى كم تصرعت |
على الطف شبان لهم ومشايخ |
عشية ساموهم هواناً فنافرت |
بهم شيم الصيد الآبة البواذخ |
رأوا قتلهم في العز خيراً من البقا |
أذلاء في أحشائها الهم راسخ |
لئن كادهم هضم الأعادي فعارها |
على خاذليهم ليس يمحوه ناسخ |
وإن تركو صرعى فكم لهم علا |
مقام على السبع السماوات شامخ |
بنفسي ضيوفاً في فلاة تجرعوا |
بها غصصاً ما بينهن برازخ |
ظماء وقتلاً وانتهاك محارم |
يصدع منها الشامخات الرواسخ |
رؤوسهم في الشام يرنو شماتةً |
إليهن طاغ عن أمية باذخ |
وأجسادهم في كربلاء تكفلت |
بتكفنيهن الساقيات النوافخ |
بنفسي غريب الدار لم يبق عنده |
حميم يحامي عن حماه ولا أخ |
أحاطت به الأعداء منفرداً ولا |
ظهيرٌ له إلا نساء صوارخ |
فدمدم ثبت الجاه دون حياضه |
وماضيه من قاني دم الهام ناضخ |
إلى أن هوى للأرض والتاح مهره |
لفسطاطه واستقبلته الصوارخ |
وجاشت عليهن العدى وتتابعت |
رزاياً بها كم سود الكتب ناسخ |
فيا وقعةً لم تبل إلا تجددت |
وأحزانها بين الضولع رواسخ |
هي الفتنة العيماء أضرم نارها |
على الدين من عصر تقدم نافخ |
كستنا ثياب الحزن حتى ينصتها |
أمام ليافوخ الضلالة فاضخ |
أغثنا به اللهم وانصر به الهدى |
فما غيره للجور بالعدل ناسخ |