سخوا للمعالي بالنوفس النفايس |
كذا كل من يشري المنى لم يماكس |
وفازوا بها في النشأتين سعادةً |
كبت دونها أنفاس كل منافس |
هي الرتبة القعساء جل مقامها |
لدى اللَه أن ترقى لها كف لامس |
بها ظفرت من ألزموا عزماتهم |
حفاظ المعالي بابتذال النفايس |
حدتهم إلى نصر ابن بنت نبيهم |
حمية دين لم تشب بالدسائس |
فهبوا إلى حرب تقاعس أسدها |
تخالس طرفاً للوغى غير ناعس |
تهاوت عليهم خيلهم مشمعلةً |
كما استبقت للورد هيم الخوامس |
فخاضوا لظاها مستميتين لا ترى |
عيونهم الفرسان غير فرائس |
بأبيض مصقول الغرارين قاطع |
وأسمر مهزوز المعاطف مائس |
وسابغة من نسج داوود توجت |
مغافرها بالبيض فوق القلانس |
ضراغم غيل لم تهب رشق راجل |
بنبل ولا ترتاع من طعن فارس |
بدت خفرات المصطفى ينتدبنهم |
مذعرة أحلامها بالوساوس |
فأبصرن منهم ما به طين أنفسا |
بأمنع حام للحقيقة حارس |
فللَه تلك الفنية ازدلقت لها |
ثلاثون ألفاً بالغضون الضوارس |
فأذكت عليهم نار حرب جلاهم |
سناها جلاء الصبح دهم الحنادس |
وحفت بمولاها تجدل دونه |
أشاوس حرب أردفت بأشاوس |
كفته عداه واغتدت مهجاتها |
له جننا من نيلها المتكاوس |
إلى أن فدته بالنفوس فلم يجد |
مجيباً له غير العدو المخالس |
بدا محمداً ضوضاءهم بزئيره |
عليهم فلم يمع لهم صوت هامس |
وأوقرهم وعظا فلم يلف ملمسا |
بهم فثنى هن وعظهم عطف آيس |
وأهوى إليهم طامن الجاش موقداً |
عليهم لظى جشاءة لم تلامس |
ومبتهج في حومة الحرب حيث لا |
يشاهد من أبطالها غير عابس |
يشد على جيش الأعادي بصارم |
أبى غمده إلا رقاب الفوارس |
إلى أن جرى حتم القضا وترادفت |
فوادح لم تخطر على بال حادس |
مصائب لم نبرح لها عكفاً على |
مواقف حزن أعولت ومجالس |
شجتنا فما ندري أتطوي ضلوعنا |
على حرق من ذكرها أم مقابس |
فلهفي ولا يشفي التلهف لوعتي |
على راية الإسلام دانت لناكس |
ويا عظم خطب المسلمين بفقدهم |
أمام أصابتهم به عين نافس |
وخامس أصحاب الكسا ما حظت لهم |
يد الفضل إلا جبرئيل بسادس |
وأصيد نفار عن الضيم لا يرى |
غمار المنايا غير تهويم ناعس |
تمنت عداه خطمها لشهامة |
له شحطت عنهم على ظهر شامس |
ورامت لها الويلات تسليمه لها |
وكيف تنال الشمس أيدي اللوامس |
وهيهات أن يرضى الحسين بذلة |
أبتها أصول زاكيات المغارس |
فحلق عنها وامتطى صهوة الردى |
يرى الذل أخزى وسمة في المعاطس |
أحاشي أبي الضيم أن تحسو العدى |
له قدحاً لولا قضا اللضه ما حسي |
ويبقى ثلاثاً في الهجير على الثرى |
تكفنه أذيال سافي الروامس |
ويرسل من كوفان للشام رأسه |
إلى فاجر في غمرة الكفر راكس |
ويقرع ثغراً منه كم شم جده |
بمرشفه ريا جنان الفرداس |
ويؤتي بأسر الطالبين تشتكي |
مرافقهم عض القيود النواهس |
وتسبي إليه الفاطميات والغاً |
تشفيه في تقريعها في المجالس |
له الويل كم للمصطفى عنده دما |
جرت بين شاطي نينوي والنوارس |
فلهفي على تلك الدماء فلم تزل |
تلظى لها في القلب شعلة قابس |
ولولا ترجي النفس طلعة ثائر |
بها أنا من نصري له غير آيس |
لما كنت أستقي لهم بعد رزئهم |
حياة بها ضاقت على منافسي |
أبيت وأضحى والها أظهر الأسى |
ومستوحشاً أبدي طلاقة آنس |
إلى أن يعز اللَه دين الهدى بمن |
يجدد من آثاره كل دارس |
ويخصب من ساحاتها كل ممحل |
ويورق من أعضائها كل يابس |
وتسمو له ف يالخافقين عزائم |
يقاضي لنشر العدل غير نواعس |
يجب بها عرق الضلال وتكتسي |
بها سروات الرشد أسنى الملابس |
لوجهتك ابن العسكري توجهت |
هداياي يذكو عرفها في القراطس |
فجد لي باستنشادها جدة الرضا |
لدعبل باستناده لمدارس |