وسحقاً لمن غروا ابن بنت نبيهم |
بأوعادهم حتى بلوه وأخلفوا |
ولم يبرحوا لا ألف للَه بيهم |
أيادي سبا لكن عليه تألفوا |
حمت بيضة الإسلام فيه عصابةً |
حداهم له عهد قديم ومألف |
تحانوا عليه واشمعلت أمامه |
سلاهبهم في المعرك الضنك تعصف |
بمصلتة بيض الصفاح كأنهاغ |
بوارق في جنح الدجى تتخطف |
ومشرعة ملس المتون تحالها |
أراقم من أنيابها السم ينطف |
إلى أن قضوا أنيفاً وسبعين غودرت |
دماهم بأطراف الأسنة تنزف |
لرزئك يا ابن المصطفى ووصيه |
جوى لم تزل منه المدامع تذرف |
أتمنع من ورد الفرات وكم غدت |
عطاشى الورى من بحر جدواك تفرف |
وتنزل قسراً في العراء ولم تزل |
ثمار المنى من دوح عليك تقطف |
ويسلمك الجيل المشوم إلى عدى |
تقاضاك أمراً لم تزل عنه تأنف |
يهزون تلقاك السيوف متى دروا |
بآل علي بالسيوف تخوف |
قلبت لهم ظهر المجن فما حدا |
دقيقاً إلى أحشا الخميس المدفدف |
ملأت بذاك الباس أعين شوسهم |
قتاداً غدت آماقهم منه ترعف |
يطل عليهم فيلق منك لم يعلق |
له رفع عينيه الكمي المقذف |
وتسطو فينثالون عنك كأنهم |
بغاة دهاها الأجدل المتخطف |
إلى أن جرى ما أعقب القلب لوعةً |
تكاد بها الشم الرواسخ تنسف |
معاذ لأرباب الحفيظة تغتدي |
صروف الرزايا فيهم تتصرف |
وحاشا لعضب أرهف اللَه حده |
لأعدائه يفري وريديه مرهف |
وظلت وجوه المسلمين كواسفاً |
لرزء له شمس الظهيرة تكسف |
أحين ترجيناك تستأصل العدى |
يفاجئنا الناعي بقتلك يهتف |
وحين تهيأنا لتهنئة العلى |
بنصرك تأتينا مراثيك تعصف |
حرام على أجفاننا بعدك الكرى |
مدى العمر ليت العمر بعدك يحتف |
بمن بعدك العليا ترنح عطفها |
وتختال في جلبابها تتغطرف |
بمن بعدك الملهوف يدرك غوثه |
وتجلى عن العاني العموم وتصرف |
ومن ليتامى الناس بعدك يغتدي |
أبا راحما يحنو عليهم ويعطف |
تجاوبت الدنيا عليك مآتماً |
نواعيك فيها للقيامة عكف |
فلم أر رزء مثلك رزئك فجعةً |
تكاد له عوج الضلوع تثقف |
مصاب له السبع السمرات أسبلت |
دموع دم والجن بالنوح تهتف |
وهل كيف لا يشجي السماوات رزء من |
بخدمته أملاكها تتشرف |
وقطع أحاشئي انقطاع كرئام |
لأحمد يستعطفن من ليس يعطف |
وجفت من العين الدموع فإن بكت |
فما هي إلى من دم القلب ترعف |
ومخلسة من دهشة الخطب لم نطق |
نشيجاً سوى أن المدامع تذرف |
برغم العلى تسبي بنات محمد |
على هزل يطوي بها البيد معنف |
تلاحظ فوق السمر رأساً قلوبنا |
تحوم على أكنافه وترفرف |
بنفسي من استجلى له الرمح طلعةً |
لبدر الدجى بالأفق أبهى وأشرف |
أحامل ذاك الرأس قل لي برأس من |
تمايل هذا السمهري المثقف |
ألم تعه يتلو الكتاب ونوره |
يشق ظلام الليل والليل مسدف |
أيهدي إلى الشامات رأس ابن فاطم |
ليشفي منه ضغنه المتحيف |
وتقرع منه الخيزرانة |
مبسماً له لم يزل خير الورى يرتشف |
وقيد له السجاد بالقريد أحدقت |
به صبية مثل الأهلة تخسف |
وسيقت إليه الفاطميات فاغتدى |
يقرعها عما جرى ويعنف |
فواهاً لأرزاء سلبن عيوننا |
كراها وأسراب المدامع وكف |
فشوهت الأخبار فيها يشلها |
أبو مخنف شل الوسيق وخمنف |
لحى اللَه من فلوأخباكم وسلطوا |
عليكم رواة السوء تجلو وتجلف |