غنىً عن الراح ما في ريقك الخصر |
وفي محياك عن شمس وعن قمر |
وفي خدودك ما ماج الجمال بها |
للطرف أبهج روض يانع نضر |
يا نبعة البان لم تجن نضارتها |
للعاشقين سوى الأشجان من ثمر |
لي منك لفتة ريم من هلال دجى |
بغيهب من فروع الجعد مستتر |
يهتز غصن نقا يعطو يجيد رشا |
يرنو بذي حور يفتر عن درر |
توقدت كفؤاد الصب وجنته |
فماج ماء الصبا منها بمستعر |
وأطلع السعد بدراً من محاسنه |
بجنح ليلٍ جعود منه معتكر |
ما أسفر الصبح من لألاء غرته |
إلا وهم هزيع الليل بالسفر |
ولا رنا وانثنى إلا وهبت له |
مني الحشاشة تهب البيض والسمر |
يا ريم حسبك مني في الهوى كبد |
لم تبق أيدي الجوى منها ولم تذر |
إلى م يا ناعس الأجفان ترقد عن |
وجدي تمزج صفو العيش بالكدر |
وفيم تمنح في فرط الصدور جوى |
قلبي وتمنع عيني لذة النظر |
سل نجل عينيك كم قد غادرت كبدي |
نصباً لأسهم جفن منك منكسر |
وسل جفوني هل عب الرقاد بها |
وهل لها غير ساري النجم من سمر |
هب للصبا منك نشراً عل تبديه |
لي انتشاقته من بردك العطر |
كم ليلةً عاد لي بالوصل مبتسماً |
ثغر الأماني بظل الضال والسمر |
طالت على كاشحينا فيك حين رمت |
أيدي السرور طويل الليل بالقصر |
كليلة بالأماني البيض مقمرةً |
أعاد لي اللهو فيها سالف الوطر |
بعرس بدر العلى السامي بمفخره |
على البرية من بدوٍ ومن حضر |
سبط الندى المرتضى في كل مكرمةٍ |
أمن المروع أمان الخائف الحذر |
أندى الورى كرماً أرعاهم ذمماً |
أوفاهم نعماً في نائل غمر |
تلقى لديه جنود المال من كرم |
في خيبة وبنو الآمال في ظفر |
شعت فطبقت الدنيا مكارمه |
حتى استقلت عداد الأنجم الزهر |
لو أن في بشر أدنى مكارمه |
لما ارتضى دون أن يسمو على البشر |
أبى له غير علياه إباء أبٍ |
تورث العلم عن آبائه الغرر |
خضم على طمى ساغت موارده |
فيه البرية بين الورد والصدر |
حمى حمى الدين حتى عاد مكتنفاً |
بجيب حام لدين أنه منتصر |
بالحلم مشتمل للعلم محتمل |
بالجود ملتحف بالفضل متزر |
الثاقب الفكر كم أبدى بفكرته |
من مضمر بحجاب الغيب مستتر |
والباسم الثغر من صغرى أنامله |
إن قطب العام تنسى صيب المطر |
أحيى عوافي رسوم للعلى درست |
دهراً ولم يبق غير الأرسم الدثر |
فعاد ربع المعالي فيه مبتهجاً |
يزهو وروض الأماني يانع الزهر |
وقلد العلم من آرائه درراً |
تشع ما بين منظوم ومنتثر |
أخال خد العلى توريد وجنته |
بشراك يا روح جسم المجد والخطر |
ويا أبا الكوكب الهادي الذي شرفاً |
أربى على النيرين الشمس والقمر |
أنت الحري بمدحي لو وفيت به |
كما أنا بالهنا دون النام حري |
كأنما البيت بيت أنت ساكنه |
للناس كفك فيه موضع الحجر |
تسعى الأنام كما يسعى الحجيج إلى |
فناك من طايف فيه ومعتمر |
لما توسم منك الدهر رب حجىً |
ألقى إليك زمام النفع والضرر |
قد أنجبت فيك أباء سموت علاً |
فيهم فلم يبق من فخر لمفتخر |
لقد روى الدهر عن معروفهم خبر |
وفيك بالخبر ما يغني عن الخبر |
هم معشر لا كقومٍ لا ذمام لهم |
ولم يدينوا لغير البيض والصفر |
من كل معجب نفس في ملابسه |
يميل عطفيه فرط التيه والكبر |
إني إليك بريء منهم وكفى |
بي عفة أنني منهم إليك بري |
كأن كل البرايا دونكم صور |
وأنتم في العلى الأرواح للصور |
بقيت ما تليت آيات مجدكم |
كالحمد لم تغن عنها سائر السور |
تلوذ فيك بنو الدنيا بطود حجىً |
إن جل في الدهر وقع الحادث النكر |
ودمتم في هناً في الدهر ما سجعت |
بنت الأراك وهبت نسمة السحر |