ما العرب إلا سماء للعلاء وما |
أبناء عمرو العلى إلا دراريها |
فللنبوة تاج في مفارقها |
وللإمامة عقد في تراقيها |
حليان ليس سواه محتلٍ بهما |
شتان عاطل أبراد وحاليها |
من شيبة الحمد شبان مشت مرحا |
لنصرة الدين لا كبراً ولا تيها |
بسامة الثغر والأبطال عابسة |
تفتر منها الثنايا عن لآليها |
جرت بطوفان حربٍ في مواخرها |
وما مجاذفها إلا حواميها |
لو لم يكن همها نيل الشهادة ما |
أبقت على الأرض شخصاً من أعاديها |
ليست تبالي وللأسياف صلصلة |
مطبق سعة الغبراء داويها |
وللرماح اصطكاك في أسنتها |
وللسهام اختلاف في مراميها |
وللرؤوس انتثار عن كواهلها |
وللصدور انتظام في محانيها |
ناهيك بالقاسم بين المجتبى حسن |
مزاول الحرب لم يعبأ بما فيها |
كأن بيض مواضيها تكلمه |
غيد تغازله منها غوانيها |
كأن سمر عواليها كؤوس طلا |
تزفها راح ساقيها لحاسيها |
لو كان يحذر بأسا أو يخاف وغى |
ما انصاع يصلح نعلا وهو صاليها |
أمامه من أعاديه رمال ثرى |
من فرق أسفلها ينهال عاليها |
ما عمم الأزرق الأزدي هامته |
فاحمر بالأبيض الهندي هاميها |
إلا غداة رآه وهو في سنةٍ |
عن العداة غفول النفس ساهيها |
وتلك غفوة ليث بهمة حدث |
ما ناله السيف إلا وهو غافيها |
فخر يدعو فلبى السبط دعوته |
فكان ما كان منه عند داعيها |
فقل به الأشهب البازي بين قطا |
قد لف أولها فتكا بتاليها |
يجني ولكن رؤوس الشوس يانعة |
وما سوى سيفه البتار جانيها |
حتى إذا غص في الأشلاء أرحبها |
وفاض في علق الأحشاء واديها |
تقشعت ظلمات الجهل ناكصة |
فرسانها عنه وانجابت غواشيها |
وإذ به حاضن في صدره قمرا |
يزين طلعته البيضاء داميها |
وافى به حاملاً نحو المخيم وال |
آماق في وجهه حمر مجاريها |
تخط رجلاه في لوح الثرى صحفا |
ألدمع منقطها والقلب تاليها |
فما الجوى والأسى والبث واللهف ال |
مسجور والحزن إلا من معانيها |
آه على ذلك البدر الأتم نحا |
بالخسف غرته الغراء ماضيها |