قوام قضيب البان أم صعدة سمرا |
أم الخود ثنى خوط أعطافها سكرا |
نعم هذه أعطاف ريا تمايدت |
دلالاً فأبدت بانةً أثمرت بدرا |
من النور بل حور الجنان غزالةً |
ولكنها تصطاد أسد الشرى سحرا |
إذا مر في وهم امرئ لثم خدها |
بدى خفر في خدها منه فاحمرا |
أتاني الكرى مستشفعاً إذا هجرته |
بطيف سليمي موهناً يطلب الوكرا |
فأسكنته عيني القريحة بالبكا |
على أنني قد كنت حاربته دهرا |
فكم زرتها والليل يرخي رداءه |
علي وخزر الشهب تنظرني شزرا |
أشق فؤاد الليل وهنا كأنني |
تصفحت في سوداء مهجته الفجرا |
ويسمر في خفق الرياح إذا سرت |
تخبر أن ليلى قد استوطنت غورا |
ويقتادني عزم إذا الشوس قدمت |
إلى قرنها رجلاً وأخرت الأخرى |
ويروي إذا ما يورد البيض في الوغى |
رؤوس العدى بيضاً فيصدرها حمرا |
ويطرب يوم الروع شوقاً كأنه |
نزيف بأيدي غادة سقي الخمرا |
وليس خفوق القلب إلا لذكره |
سليمى إذا ما هيجت قلبه الذكرا |
تعانقني لا لانعطاف وغنما |
لتسقي بقاني دمعي الوردة الحمرا |
تودعني توديع من عز قربه |
ولي المقلة العبرا من الكباد الحرا |
قفي ساعةً يقضي الفؤاد مرامه |
من الوصل ما أبقيت من رمقي القترا |
وعمر ليلي بعد ليلى فلم يطق |
نهوضاً إلى أن يدرك الحشر والنشرا |
يشيب إذا شاب الغراب قذاله |
على أنه من طوله قد قضى عمرا |
فيا صبح جاهد كافراً طال واستعن |
عليه بنور المصطفى تجد النصرا |
محمد الهادي التهامي أشرف الن |
نبيين نور اللَه خير الورى طرا |
نبي هدىً في كفه سبح الحصى |
ومن قربه الجذع اليبيس قد إخضرا |
لقد خمدت نار المجوس بنوره |
وإيوان كسرى قد أصاب به كسرا |
سرى ليلة المعراج من بيت ربه |
إلى المسجد الأقصى فسبحان من أسرى |
لقد خص بالأولى بأشرف رتبةٍ |
لديه وفي الأخرى له رتبةً أخرى |
وإنسان عين الدين عين سمائه |
وبهجته الحسنى وغرته الغرا |
ومن بعده الطهر الزكي وصيه |
بأمر من الرحمن في ذاك لا يمرا |
علي ولي اللَه موضع سره |
وهل كان غير القلب يستودع السرا |
وعرمته الوثقى لمستمسك به |
وآيته العظمى وحجته الكبرى |
ونفس الرسول المصطفى وابن عمه |
ووارثه المخصوص بالبضعة الزهرا |
أيا سيداً عن دركه يحصر الحجا |
أبا اللَه إلا أن تنوف الورى قدرا |
وكنت نبياً بالغاً كل مبلغ |
وآدم بين الماء والطين لا يدرا |
وإنك بدء الأنبياء وختمهم |
وأحصيت ما في اللوح من خبر خبرا |
وقد مست الغبراء نعلم أصبحت |
محط جباه الناس تحسدها الخضرا |
قصدتك لم أقصد سواك مؤملاً |
نعم يستقل القط من قصد البحرا |
فقل لعلي يسقني منه شربةً |
إذا جئت من فرط الظما اشتكى الحرا |
وخذ بيدي يا من يعز وليه |
فإن ذنوبي أثقلت مني الظهرا |
وجئتك يا خير النبيين متحفاً |
بشعرٍ حوى في سمط ألفاظه الشعرى |
فخذ سيدي بيت القريض فإنما |
عقود لئاليه لغيرك لا تشرى |
معطرة الأنفاس مهما نشرتها |
وجدت بها من طيب أوصافكم نشرا |
ويرخص سعر الشعر في مدح سيد |
إله السما في مدحه أنزل الذكرا |