يا دار علوةٍ حياك الحيا الهطل |
وزار تربك معتل الصبا شمل |
فبي إليك اشتياق دائم أبداً |
ما دمت في الدهر حيا ليس ينتقل |
ما باله أصبحت قفراً منازله |
لم يبق من عهده رسم ولا طلل |
للَه أيامك اللاتي قضيت بها |
عهد الصبا وهو غض يافع خضل |
لم أرض في كل أرض عنك لي بدلاً |
ولم يطب أبداً إلا بك الغزل |
كانت مرابع الذات جامعةٌ |
ألعيشٍ غض بها والشمل مشتمل |
ثم انطوت بعد ذاك الحي بهجتها |
وأزمع السير عنها من بها نزلوا |
بانوا فأبقوا بقلبي بعدهم حرقا |
تزداد وقداً لذكراهم وتشتغل |
هم أسلموني إلى الأرزاء بعدهم |
وخلفوني حليف الوجد وارتحلوا |
وجرعوني كأس الهجر مترعةً |
يا ليتهم بعد طول الهجر قد وصلوا |
ما ضرهم لو على مضناهم عطفوا |
وما عليهم إذا جادوا بما بخلوا |
قد كنت صعباً على الأرزاء محتفلاً |
ولم أكن بصروف الدهر أحتفل |
واليوم لم يبق لي صبر ولا جلد |
رزء أطل علينا ليس يحتمل |
خطب ألم فعم الخلق فادحه |
وقد تزلزل منه السهل والجبل |
أردى الردى أحمداً رب العلى فغدا |
عليه طرف النهى بالدمع ينهمل |