عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > عبد الحليم المصري > عليَّ جرى دما دمعى حزينا

مصر

مشاهدة
494

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عليَّ جرى دما دمعى حزينا

عليَّ جرى دما دمعى حزينا
وفيَّ تعلَّم الطيرُ الأنينا
فيا بنت الهزار أبكى وأبكى
لننظرَ أيّنا أوفى شؤُونا
بكيتِ وما عسى تبكين إِلاَّ
بذوراً أو وكوراً أو غصونا
أعينينى فخطبكِ دونَ خطبي
وكانَ الحرُّ فى الدُّنيا مُعينا
سألتِ على مَ تستبكى السَّوارى
ولم تُطلع عَلَى سِرّ خدينا
تبيتُ مقلّباً يمنى بيسرى
لقد أتعبتَ باليسرى اليمينا
وتغتاب الفراشَ وأنت فيهِ
إِلى السُّهد الذى خَدَعَ العُيونا
كأنَّكَ سُمتَ مَدرجةَ الأفاعي
فما نلتَ الحياةَ ولا المنونا
أإِن خدعَت مناكَ حجاكَ همَّت
قواكَ لتركب الأمل الحرونا
فيغرِيكَ الذى ينهاكَ حِيناً
وينهاكَ الذى يغريكَ حِينا
وتضحك فى بكائك لست تدرى
كأَنكَ قد ترقيتَ الجنونا
وما هذي بحال فتى حزينٍ
أجَداًّ كانَ صُنعكَ أم مجونا
فيا بنتَ الهزار سُقيتِ ممَّا
أتاحَ الله منهمراً هتونا
ولا برِحَت سحائبُ مرضعاتٍ
بناتِكِ فى المسارِحِ والبنينا
ولا دهَمتكِ فى عشّ عقابٌ
ولا بلَغتك أيدى الصَّائدينا
ولا زالَت بكِ الجنَّاتُ خُضرا
يناجى الورد فيها الياسمينا
عذلتِ ولو علمتِ على مَا أبكى
لَمَا جاريتِ فيَّ العاذلينا
بكيتُ قواعدَ الاسلام لمَّا
تزعزع ثبتها والمسلمينا
قد انفرطَت عقودهمو بأرضٍ
حمت عقباتُها المستجمعينا
فذاكَ جرى مع اللاهينَ شوطاً
وذاك سهَا مع المتزَهّدينا
فما بلغوا بذاكَ اللهو دنياً
ولا بلَغُوا بذاكَ السَّهو دِينا
وشتوا في البلاد فكلُّ أرضٍ
حَوت منهم غريباً مستكينا
نموتُ بها ونحيا كلَّ يومٍ
فلا متنا الزمان ولا حَيِينا
تكاد تخالهُ مما يعانى
بهذا الدِّين فى الدُّنيا مَدينا
تضيق النفس بى طولاً وعرضاً
إذا مرحَت بذكرِ الغابرينا
همو فرِحوا بعيشى يوم ماتوا
فعشتُ عليهمو عمرى حزينا
ولو أن الديار صبرنَ يوماً
عليهم ما خربن وما خوينا
بنفسى سرَّمن را وهي بَرجٌ
حوى كالبدر معتصماً ركينا
وشعر البحتري بها مطيفٌ
يكاد يفيض سامعُهُ حنينا
فللشُّعراء إن ركبوا مكرّ
وبحرٌ إن همو راضوا السفينا
ولو أنى لحقتهمو بشعرى
لكنتُ كما أحاول أَن أكونا
قُصورٌ تشبه الآمال طولاً
وأشكالٌ بها تحكى الظنونا
موازينٌ بساحتها أُقيمت
موفاةً الى المستنصفينا
وفيها البركة الفيحاء تجرى
ينابيعاً عَلَى ذهَبٍ لجينا
بكَت من فرط ما فرحت ففاضت
محاجرها فأَسبلَت الجفونا
تلحُّ مساقط الأنداء فيها
فتنظم فوقها الدُّرُّ الثمينا
كأَنَّ مياهها قطرات حُسن
وقد مسَحَ الشبابُ بها الجبينا
كأَنَّ على حواشيها رُسوماً
بهنَّ الفُرس أنقطت الفنونا
أناخَ بها الغمام وشقَّ فيها
جيوب السُّحب أبكاراً وعُونا
فعاد الأفقُ رقعة سابريٍّ
على مرآتها للناظرينا
فأين اليومَ أندلسٌ فأبكي
رفاتَ المجدِ والفخرَ الدّفينا
وأطرق ساحةَ الحمراء علّىِ
أرَى جَدَّاءهَا عادت لبونا
وأنشقُ نفحةَ الأرحام فيها
وأسأل بعد ناصرها القطينا
أأنتم أنتمو أم غيَّرتكم
تصاريفُ الردى عِزاًّ وهُونا
فأين سلالة ابن هشام فيكم
وأين الضادُ بين الناطقينا
وأى الدولتين أجلُّ قدراً
وأمنعُ فى معاقلها حصونا
بنى مروان يا عَبَق المعالى
عليكم رحمةٌ فى العالمينا
دفنتم بعضكُم بعضاً وبتنا
عليكم فى المقابر عاكفينا
ولو أن الرفات يردُّ رجعا
لما دُعِيَ الدَّفين إذن دفينا
أعيذ الدينَ من قوم أناخوا
بكَلكَلِهم عليه أذًى ومينا
وجاؤوا الترهاتِ فباتَ منهم
بنو موسى وعيسى ساخرينا
فئاتٌ تبتغى بالدِّين رزقا
ودمع الدين يغمرهم سخينا
فكم من لحيةٍ بيضاءَ تحكي
شُعاعَ الصبح يغشَى الناظرينا
تخضبها دماءً الكأس بكرا
وتُنحلها بنانُ الغيد عِينا
وكم من جُبةٍ خضراءَ تحكي
بساطَ الروض مرجواًّ مصونا
فيقتبل الصباحُ بها تقياًّ
ويقتبل الظلامُ بها لعينا
وكم من راحةٍ بيضاء تحكي
أقاح المنحنى حسناً ولينا
محاها اللثم تبريكاً فأمَّا
اذا احتجبت فقد محت اليقينا
وكم حمراء فوق الراس تحكي
جهنمَ أوقدَت للكافرينا
وأخرى جنّةٌ سُرقت نهارا
فحاملًها إمام السارقينا
وكم سوداء كالأفعة أُعدَّت
لتخرج مثلها سُفعاً وجُونا
فيا مجد الشريعة كيف تعفو
وتصبح لا ليوثَ ولا عرينا
أإِن وَلّى الأمين وصاحباهُ
يضلّ عن الصراط المهتدونا
وهيهات الصلاح لدِينِ قومٍ
إذا كان الأئمّة مفسدينا
لعلَّ اللهَ يلهمنا نفوسا
إذا غَنَيت بنا قضت الديونا
فلا يتطمّع القرناء أنى
سأضرب فيهمو مثلاً وفينا
تَحاربَ من بنى الاسلام قومٌ
وأذكوا بينهم حرباً زبونا
فقيل لقيصرَ انسفهم جميعا
فهم بنفوسهم متشاغلونا
فجرّ جيوشه براًّ وبحرا
اليهم رامحين وعائمينا
فطالعهُ امرؤٌ منهم حكيمٌ
يرى بفؤاده السرّ الكمينا
إذا عرَضَت لهُ حبلى الليالى
يَميزُ بجوفها الخطب الجنينا
فقال لقيصر قف قالَ ماذا
تريد خذوه فابتدروا مئينا
فقال أردتُ نصحكَ قالَ نصحى
فقالَ نعم مكانكَ أو أُبينا
لقد جشَّمتَنا شطَطاً وإِنَّا
وحقّكَ لا محالة خاسرونا
فقالَ وكيف قال غداً سأجلى
بآياتى لك الحقّ المينا
ولاحَ الفجر كسلاناً مُديراً
كؤوسَ النور بين الظامئينا
وأطلق خيله شُقراً عليها
فوارسُ كالبزاة مدرّعونا
واشرعَ صارماً بيد الدياجي
خضيباً من مقاتِلها دهينا
وطالع قيصرَ الجنديُّ يزجى
كلاباً خمسةً تَفرِى الحُزونا
وأوقعَ بينها شراً فثارت
وخضَّبت الذوائبَ والقُرونا
فلما الموت بلَّلها نجيعا
وقدَّت كل أظفرة وتينا
رمى ذئباً لها فهوت عليه
كما تهوى الصخور اذا رمينا
ففاضَ على مخالبها ذُمَاءً
وبين نُيوبها أمسَى طحينا
لها شَغَلٌ به عنها وكم من
عدوٍّ يُصلح المتخاصمينا
فقال لقيصرَ الجنديُّ هذا
مثالُ خصومِك المتنافرينا
ستجمعهم عليك الحرب فارجع
والاَّ كنتَ رأس الخاطئينا
فعاد يجيشه يحتث منه
فوارس بالذهول مدجَّجينا
كذلك نحن تجمعنا المعالى
اذا باتت تفرّقنا السنونا
عبد الحليم المصري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/01/17 11:49:21 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com