هو السيفُ حتى يعرفَ اللهَ جاهلُه |
ويعذرَ جيشَ الله فى الحرب عاذلُه |
سلامٌ صلاحَ الدين والجيشُ مائج |
وعزمُك مجريه وسيفُك ساحله |
رميتَ به فى جفنِ كل تنوفةٍ |
فما رقدت حتى اطمأنت رواحله |
كتائبُ هاجَتها الحروبُ فلم تُرح |
لها مقرباً حتى تحلَّت عواطله |
بنتها يدُ الله الذى لا بناؤه |
مهدمةٌ أسواره ومعاقله |
صدعتَ حيَازيمَ الزمان بحدِّها |
فدانت لها أقيالهُ وعياهله |
كتبتَ تواريخ الفتوحات بالظبى |
على كل حصنٍ لم تطعك مداخله |
وقائعُ فى أذنِ الزمان دويُّها |
كم ارتعدت من هولهنَّ مفاصله |
لها سَمَر كالمسك ملءُ فم الدجى |
يعطّر أنفاسَ الذى هو حامله |
فلو كنتُ فى أيامك الغُرِّ شاعراً |
لنلتُ من الأيام ما أنا سائله |
ولو عَجمَت منى صفُوفك فارساً |
لدمرتُ جيشا كنتَ قبلى تنازله |
ولو قيل من يحمى اللواءَ لربه |
فها أنا حاميه وها أنا حامله |
أمَا إنَّ هذا الفتح مجدٌ مؤثَّل |
أواخره ميمونةٌ وأوائله |
سلوا قلب ذاك الليث كم هُدَّركنهُ |
وكم أُهرقت عن جانبيه وسائله |
به زورةٌ لا يشفعُ الدمعُ عندَها |
ولا تعصمُ الإنسانَ فيها موائله |
يزور بعينيه المنازلَ فى الضحى |
بعيداً قريباً ما تُزار منازله |
يصاحُ به لا تخطُ بالجيشِ خطوةً |
فجيش صلاح لا محالةَ خاذله |
فلا تأبَ تلك الكأسَ إن مذاقها |
شفاءٌ وكم يشفيك ما أنتَ جاهله |
سيشفيك اخلاص الطبيب لتنبرى |
اليه فإن تسقم شفتك ذوابله |