الليلُ يأبَى أن يكونَ نهارَا | |
|
| فانشر على ظلُماتِه الأنوارَا |
|
وانظر بوجهك فى السماءِ لعلَّها | |
|
| لك مهَّدَت بين النجوم مدارا |
|
يا ثالث القمرين دعوةُ شاعر | |
|
| لم يلق غيرَك مَن يقيلُ عِثارا |
|
حملت عليهِ الحادثاتُ فلم تَذَر | |
|
| إلاَّ خيالاً مُوشِكاً يتوارى |
|
ولقد دعوتُك والزمانُ مطاردى | |
|
| هل أستطيعُ من الزمان فرَارا |
|
فكأنَّ عينيَّ اللتين غزتهما | |
|
| تلكَ الدموعُ تطايران شرارا |
|
وكأنَّ قلبى طائرٌ وكأنَّما | |
|
| قَفصُ الضلوع انشقَّ عنه فطارا |
|
قل للشبيبة لو عقلتِ فتَسمعى | |
|
| إنَّ الزمان على نصيركِ جَارا |
|
نظرَ الربيعُ دموعَ شاعره فما | |
|
| نادَى السَّحابَ ولا دَعَا التيَّارا |
|
ويَدُ الطبيعةِ نظمت أزهارَه | |
|
| فَغَدَت نظاماً والغمامُ نثَارا |
|
وتفجَّرت حسناً فكلُّ نضيرةٍ | |
|
|
تتمَايل الأطيارُ فوقَ غصونها | |
|
|
وغدت تمجُّ النحلُ فى أوراقها | |
|
| شهداً وتَحسو فوقَها النوَّارا |
|
فبدت عروساً فى الحُلى مختَالة | |
|
| أثناءَ حُسن يعلقُ الأبصارا |
|
أبت الجلالَ على السُّها واستكبرت | |
|
| لمَّا هتَفَتُ بنعتها استكبارا |
|
ذهبَ الذين اذا دَعَاهم شاعرٌ | |
|
| مَلؤا الكؤُسَ ورددوا الأشعارا |
|
ذهبُوا لجناتِ النعيم وغادروا | |
|
| شعراءهم يتخلَّلون النَّارا |
|
نِعمَ النفوسُ ترى المنيَّة عصمةً | |
|
| وترَى الحياةَ تعرُّضاً وخَسَارا |
|
ما مصرُ لولا أنَّ لى عهداً بها | |
|
|
عذرُ القديرِ على المروءة ذنبُه | |
|
| وعَلَى الضَّعيفِ قبوله الأعذارا |
|
ما فزتُ من سَعي بغير وعودهم | |
|
| طولً الوعودِ يقصِّر الأعمارا |
|
ما المرء بين الناس بل ما عيشه | |
|
| لولاَ يُفيد أخاً ويرحمُ جارا |
|