عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > عبد الحليم المصري > الملكُ رُوّعَ فيكَ والإسلامُ

مصر

مشاهدة
380

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الملكُ رُوّعَ فيكَ والإسلامُ

الملكُ رُوّعَ فيكَ والإسلامُ
والناسُ فيك جميعُهم أيتام
أو هكذا تخلُو القصورُ وهكَذَا
فى عابدينَ تنكَّسُ الأعلام
أو خارجٌ منها ولستَ بعائدٍ
ولكلِّ ناءٍ عودةٌ ولمام
أيزول عهدُك يا حسينُ كأنَّهُ
أوفَى على الآذان وهو كَلاَم
ليست مَنِيَّةَ واحدٍ فنطيقها
لكنَّهُ مُلكٌ عَراهُ حِمَام
أجرت عليهِ يدُ المنيَّةِ حكمَها
وعليهِ جاز النَّقضُ والإبرَام
لو عشتَ فى مصر وقَصَّرَ نيلُها
لرأتك تُرجَآ دونَهُ وتُرام
أمَّا وقد فقدتك فلتذقِ الصَّدى
بالنيل لو عبثت بهِ الأعوام
ألَّفت أميالض العشائر فاستوَى
فى حبِّك الأَعرابُ والأَعجام
وَحَنَوا عليك كما حَنوتَ كأنما
بينَ الحسين وبينهُم أرحَام
فى كلِّ مأذنةٍ وكلِّ كنيسةٍ
أثرٌ عليهِ تحيَّةٌ وسَلاَم
لم تنسَ مصرُ غداةَ قمتَ بأمرها
والملكُ عاصفةٌ بهِ الأوهام
فجمعت شَملَ البيتِ وهوَ مشَتَّتٌ
وشَفيتَ دَاءَ الملكِ وهو عقام
وَبَنَيتَ مَجداً للشبيبةِ عَالياً
يبقَى وتَفنَى دونَهُ الأهرام
الله شادَ على يديكَ بيوتَه
أبِكلِّ بيتٍ للنبىِّ مُقام
أوفت على شرف الكمالِ فكلُّها
بيتٌ يحجُّ له الوفود حرام
آثار من ضَمِنَ الخلودَ ومن رأى
إن الممالك ما لهنَّ دوام
لك فى العواطف يا حسينُ جنائزٌ
ومآتمٌ لكَ فى القلوبِ تُقام
يا مُصحَفاً دفنوه فى جوف الثَّرى
الوحيُ غُيِّبَ فيكَ والإِلهام
هذا رسولُ الموت ينسخُ آيهُ
ولكلّ شرعٍ فى الوَرَى أحكام
وَلكم تقدَّمت المنيَّةُ بالفَتَى
وتأخرت بصنيعهِ الأيام
انظر إلى الأرواحِ فى آثارها
ليست دليل سموِّها الأَجسام
والدهرُ فى تلك المظاهرِ راقدٌ
والناس حلمٌ والحياةُ مَنَام
كم من رقودٍ فى التُّراب وهذه
آثارهم فى الباقيات قيام
فاضت يداك على المدائِن والقُرى
كرماً فَرُدَّ عليك وهو سجام
تتدفَّقُ المهجاتُ فى تيَّاره
وتطيرُها الزفرات وهى ضِرام
لم ترعَهم حقاً عليك وإِنماذ
لك بالبلاد وأهلهنَّ غَرَام
تنسى عليك البكرُ غضَّ شبابها
حُزناً وتنكر حسنها الآرام
وتكاد تمسكك البلاد عن الأُلى
دفنوك لولا يكثرُ اللُّوام
لما انتهيتَ الى الرفاعىِّ انتهت
آمالُ مصر وأطرقَ الأقوام
ظلُّوا حيالكَ قانتينَ كأنَّما
قد مات أثناءَ الصلاة إِمام
ومشَوا بنعشِكَ والجلالة فوقَهَم
تَغشَى العيون فكلهنَّ ظلام
حملوا بهِ الدنيا فما تخييمُنا
فى غير مخصبةٍ ونحنُ كرام
مثلَ السفينة سارَ فى متدفّق
عن جانبيهِ يذيلٌ وشمام
يتمايلوُن من الذُّهول كأنَّما
دارت عليهم بالذهول مُدام
لبسوا الفضاءَ فمزَّقوه كأنَّما
أَهلُ الثرَى من عهد آدمَ قامُوا
يومينِ ضوءُ الشَّمس لم يغشَ الثرى
من فرط ما ازدحمت بهِ الأَقدام
طَلعُوا برؤيتك التى عوَّدتَهم
أينَ السَّلامُ وثغرك البسَّام
لبست عليك مروجُ مصر حدَادها
وعليك غطَّت زهرَها الأكمام
كنَّا ضيوفَك فى منازلنا فإن
سرنا ترسَّم خطوَنا الإنعام
كم ساورتنا فيك أضغاث المنى
هيهات ما صدقت بك الأحلام
يا آل اسماعيلَ إنَّ مصابَكم
جَلَلٌ وخطبُ الشَّرقِ فيه جسام
لا زالَ عرشُكم الأعزَّ فإن هوى
قمرٌ تلاهُ البدرُ وهو تمام
يتخير الأكفاءَ من أصلابكم
كم فى الغمودِ اذا طُلبنَ حُسام
ولقد أُصيب فما تخلَّى ضيغمٌ
حتى انبرى لصيانِه ضرغَام
ورعَى كمالُ الدِّينِ حرمةَ عمِّه
نعمَ البنونَ الغرُّ والأَعمام
أدبُ الملوك وآيةُ الخُلق الذى
صلَّى عليهِ الأنبياءُ وصاموا
لكمُ العروشُ فشيِّعوا واستقبِلوا
هذا وداعٌ بينكُم وسلام
عبد الحليم المصري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/01/18 12:25:24 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com