يمّمتُ وجهَ قصائدي لندائكمْ |
لكنَّ شعري يشتكي، فقْدَ الأملْ |
فربيعُ خلّي كبّلَ الخطواتِ بي |
حتى تراءتْ لي هواجسُ تشتعلْ |
ورأيتُها في خاطري نبتتْ مُدىً |
وكأنّها شـوكُ القنافذِ في المُقلْ |
ومنابعُ الإلهـامِ جـفَّ معينُها |
وتجمدّتْ عندي المعاني في الغزلْ |
في البالِ نجوى الياسمينِ وبوحُهُ |
كيفَ القصيدُ يمدُّ قلبي، يرتجلْ؟ |
***** |
شكراً لكم شكراً لكم، فأنا المقصّــر في المحبةِ، حيث أشـقاني الزللْ |
أرجو السماحةَ منكُمُ يا رفقتي |
فالصفحُ فيكم خَصلـةٌ لمّا تـزلْ |
لاتسألوني عن ربيعٍ لم يكنْ |
في لونهِ إلا خصامٌ يُستغلْ |
الشمسُ فيهِ تهرّبتْ من دفئِها |
والحلمُ قيَّدَ خطوَهُ صمتُ الدولْ |
هي شقوةٌ نثرتْ من الوَيْلاتِ في |
حضنِ الأمومةِ وانتشتْ، لم ترتحلْ |
***** |
أختَ الرجالِ، هنا الرجالُ تظلّلكْ |
شدي الكفوفَ فلن تبيتي في الوجلْ |
ولمن أتاكِ مُغرداً بدمائهِ |
هُبّي له، فلعلَّ جرحكِ يندملْ |
تتوكئينَ على جدارٍ ناحلٍ |
اللبْنُ فيهِ يذوبُ من وكفِ القُللْ |
لاتلجئيني للهروبِ إلى الخصـ |
ـام، لقد سئمتُ ولن ألوذ بمن يذلْ |
أهلي هناكَ على الضفافِ تجمّدوا |
فلمَ الملامُ إذا اكتسى شعري الأسلْ؟ |
***** |
أنباؤنا صيغتْ بما يهوى الرّدى |
سمراءُ يفزعُ من كآبتها المثلْ |
في دمِّنا ترتيلُ آيِ كرامةٍ |
ستزيلُ سربالَ الخصومةِ والعللْ |
ما عدتُ أعلمُ للربيعِ قصيدةً |
وصراخُنا فقدَ الطريقَ ولم يصلْ |
أدنو من التعتيمِ كلَّ دقيقةٍ |
والليلُ يأخذُني من الفجرِ المُطلْ |
لو تقدحينَ من الحصاةِ جمارَها |
سترينَ لفحاً غاضباً يخزي المضِلْ |
***** |
لنسيمنا لونُ الرصاصِ وجندهِ |
وتعثّرتْ خطواتُهُ بينَ الوحلْ |
لِمَ يختفي نجمُ اللقاءِمن الدرو |
بِ، وذي القلوبُ تُقدُّ من خصرِ الجبلْ؟ |
يا جذوةَ التاريخِ لا لن تُطفئي |
مادام في أقوامِنا صبرُ النخلْ |
ولأنتِ من ترنو إليه خيولُنا |
ترجو الإيابَ إلى فؤادكِ، لمْ تكلْ |
لا تبأسي ولكِ الفؤادُ وسادةٌ |
هيّا اسكبي فيهِ الكرَى، لكِ كلُّ دلْ |