إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لم يكن من حائلٍ بيني وبين الحظ إلا خطوتين |
هل تأخرت على موعده أم أنني أغفلت فرق الوقت بين العالمين؟ |
هل غفت عيني على خط انتظاري؟ |
هل تخطاني قطاري؟ |
كيف ضاعت فرصة العمر أمامي هكذا في لحظتين؟ |
فاتت الرحلة حقاً؟ يا لملهاة الظنون! |
كان تخطيطي امتثالاً لافتراضات الجنون؟! |
وانتظاري كذبة قد دسها إبريل في عمر السكون؟! |
فاتت الرحلة رغماً عن تعاويذ العزيمة |
رغم كل الأمنيات البيض والروح العظيمة |
يا لجهلي! طاف بي من كل أفق طائف إلا الهزيمة |
كنت قد هيأت نفسي للذهابْ |
وارتديت الشوق واستحضرت بعضاً من تغاريد الشبابْ |
وغمست القلب في مسحوق تجميل لتجديد الرغابْ |
كنت قد أعددت نفسي جيداً للموعدِ |
ونحرت الحاضر المأزوم و الماضي على سفح الغدِ |
كنت قد قررت أن أنسى رزايا مولدي |
فأمامي جنة للخلد فيها ألف بابْ |
آه ما أعجزني! هل يُنذر العمرُ لرحلة؟ |
واردٌ إلغاؤها كالنبض في أية وهلة |
كيف قادتني إليها فلسفاتي ذات غفلة |
فانتهت بي للبدايات الشريدة |
للمتاهات التي آوت أمانيّ البليدة |
والتي عاثت بقلبٍ كاد يستوفي رصيده |
فتشظى بين ماض قد قضى في كف وهمٍ وغدٍ يكره ظله |
ها أنا وحدي على أرصفة الفوت أعاني |
لم اعد أذكر من قد باعني تلك الأماني |
لم أعد أذكر مني غير ظل باهت الآفاق مجهدْ |
عاد بي للصحو مكسوراً بقلبٍ باردٍ من قال إن العود أحمدْ؟ |
عاد يجتر التعازي هاهنا من جسد الحلم الممددْ |
عاد لما مله التهويم لما أعلنت خيباته كسب الرهانِ |
ها أنا أهذي بحمّى حسرتي في لوم نفسي |
آه منها ضيعتني أفرغت من أمنيات العيش كأسي |
فوتَتْ رحلة عمرٍ كنت منها قاب قوسِ |
كان لا بد لها إذ غامرت أن تشتري كل التذاكرْ |
كان لا بد لها أن تحسم الأمر بإغلاق المعابرْ |
كان لا بد لكسب الوقت من كسر الأوامرْ |
كان لا بد ولكن لم يكنْ |
غير وهم غاب في ذهن الزمنْ |
عدت كي أصنع تمثالاً له |
يقرأ المأساة في ميدان بؤسي |