عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > عبد الحميد الرافعي > ذكر الديار فخاض في عبراته

لبنان

مشاهدة
821

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ذكر الديار فخاض في عبراته

ذكر الديار فخاض في عبراته
يتنفّس الصعداء من زفراته
مستغرَم لو شُق عن كلكاله
لتلهّب الثقلان من جمراته
كتم الأسى لكنما أيامه
حسرت قناع الصبر عن حسراته
القته في تيه اغتراب قد مضى
بشبابه وقضى بفلّ شبانه
ورمته في محن تحط النجم من
أبراجه والبدر من هالاته
متغلغلاً في الأرض بين مجاهل
جهل الغراب بها طريق نجاته
متنقلاً من قرية لِقُرَّيةٍ
فيها حياة المرء مثل مماته
يتكلف الصبر الجميل بها على
فقد الخليل وثمّ سُمّ حياته
وتَحمّلُ الأرواح عشرة ضدّها
مستصعب كالموت في سكراته
وامرّ ما يلقى الفتى ان يُبتلى
بالبعد عن أشكاله ولِداته
يبكي على زمن قضاه لاهياً
ما بين ريم المنحنى ومهاته
أيام كان العيش غضّا والصفا
روضاً يعيش الميّت من نفحاته
تقتاده الفتيات في لفتاتها
ويذوده الغمّاز في لحظاته
فإذا تغزّل في معاني حسنها
أو حسنه فالسحر في نفثاته
وإذا تخلّص في مديح أبي الهدى
تتفّجر الأنوار من أبياته
ذاك الذي سطعت على أوج العلى
أضواء غُرته وشُهب صفاته
من آل بيت احمديّ لم تزل
تتفاخر الأشراف في ساداتِهِ
رفعت له ذمم الرفاعي منزلاً
في المجد يهوى النجم عن شرفاته
فرقان دين كل علم أو تقى
يستمنح الاشراق من آياته
يختص وارده بصفو سريرة
ويفوز بالتوفيق في طاعاته
قد طار في الأقطار صيت علائه
واستغرق الدنيا ندى راحاته
يُنشي الطلاقة في وجوه وفوده
حتى كأن الحسن من حسناته
وكأن أيام الضيافة عنده
عصر الشبيبة عاد بع فواتِهِ
يرتاد قاصده حماه واثقاً
من فضله بنوال أمنياته
وإذا استماح العفو منه مقّصر
مثلي جزاه بحلمه وأناته
مولاي يا صدر الصدور وتاجها
وعظيم أبطال الحمى وحماته
بأبيك مولانا أبي البركات مَن
تحيى لنا الآمال في بركاته
وبشيخك المهديّ مصباح الهدى
مَن يستمدّ البدر من مشكاته
وبجدك العالي أبي العلمين مَن
تتدفق الخيرات في ساحاته
جد بالمراحم لي كما عودتني
فالغيث لا ينكف عن عاداته
واغفر قصور فتى وهت أفكاره
مما رماه الدهر في ويلاته
ألقاه في بصر الحرير وما رأى
بلداً أناخ بها الخراب كهاته
أبياتها مثل القبور كأنما
اخنى عليها الدهر في نكباته
وشتاؤها غَرق واهون صيفها
حُرَق تحاكي الجمر في لهباته
اوطنتُها سنتين لم أحسبهما
في العمر إلّا غمزة بقناته
حتى سئمت وقد تضاءل بالضنى
جسدي ونال الهم من هماته
وتركتها مستعفياً عن حكمها
ولقد يُعاف الورد عند قذاته
وسعيت نحو رحاب عزّك اشتكي
ضيم الزمان إلى اجلّ أُباته
عبد الحميد الرافعي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/01/30 11:46:19 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com