قَبَسَ الْعُلَا مِمَّا بَنَتْهُ يَدَاكِ | |
|
| وَنَمَتْ عُرُوشُ الْمَجْدِ فَوْقَ رُبَاكِ |
|
تَرَكَ الْحَيَا وَجْهَ الْبَسِيطَةِ كُلِّهَا | |
|
| مُتَعَطِّشًا وَانْصَبَّ فِي يُمْنَاكِ |
|
وَالنُّورُ هَشَّ إِلِيكِ مِنْ مِيلَادِهِ | |
|
| مُتَسَرْبِلًا بَعْضَ الَّذِي أَهْدَاكِ |
|
فَلَقَدْ حَبَاكِ اللهُ مِنْ أَفْضَالِهِ | |
|
| مِنْ مَكْرُمَاتِ الْخَيْرِ فَوْقَ مُنَاكِ |
|
هَذَا الْمَسَاءُ أَتَاكِ يَحْمِلُ وَرْدَةً | |
|
| وَقَصِيدَةً مَفْتُونَةً بِهَوَاكِ |
|
وَصَحَائِفًا مَنْقُوشَةً بِمِدَادِهِ | |
|
| تَجْلُو الدَّيَاجِي فِيهِ عَنْ مَسْرَاكِ |
|
فَلَكَمْ أَضَأْتِ الْفِكْرَ دُونَ سَوَادِهِ | |
|
| وَلَكَمْ مَلَأْتِ عُيُونَهُ بِرُؤَاكِ |
|
وَكَمِ اسْتَرَقْتِ الْحُلْمَ مِنْ أَحْشَائِهِ | |
|
| وَغَدَوْتِ نَحْوَ مَدَارِجِ الْأَفْلَاكِ |
|
وَحَمَلْتِ هَمَّ الْعِلْمِ فِي قَلْبٍ حَوَى | |
|
| مِنْ رِقَّةِ الْإِحْسَاسِ مَا أَضْنَاكِ |
|
أَمَّا الصَّبَاحُ فَقَدْ تَجَمْهَرَ حُسْنُهُ | |
|
| فِي لَحْظَةِ الْإِشْرَاقِ كَيْ يَرْعَاكِ |
|
أَهْدَاكِ مِنْ بَرَكَاتِهِ نُورَ الْهُدَى | |
|
| فَتَوَقَّدَتْ مِنْ فَيْضِهِ عَيْنَاكِ |
|
وَسَقَيْتِهِ لِلنَّاشِئَاتِ فَضَائِلًا | |
|
| فَتَشَرَّبَتْ أَهْوَاؤُهَنَّ هَوَاكِ |
|
وَطَرَقْتِ أَبْوَابَ الْعُقُولِ بِهِمَّةٍ | |
|
| وَهَزَزْتِ غُصْنَ الْفَهْمِ وَالْإِدْرَاكِ |
|
وَرَفَعْتِ لِلْفِكْرِ الشَّرِيفِ مَنَابِرًا | |
|
| مَا كَانَ يُحْسِنُ رَفْعَهَا إِلَّاكِ |
|
مَاذَا تَقُولُ لَكِ الْمَلَائِكُ غُدْوَةً | |
|
| لَمَّا عَلَى دَرْبِ الْهُدَى تَلْقَاكِ |
|
وَلِبَاسُكِ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مُكَلَّلًا | |
|
| وَسَحَائِبُ الْآمَالِ فَوْقَ سَمَاكِ |
|
وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِمَوْكِبِكِ الَّذِي | |
|
| هَالَاتُهُ بِشْرٌ عَلَى مَرْآكِ |
|
|
تَسْعَيْنَ فِي دَأْبٍ وَذِكْرُكِ سَائِرٌ | |
|
| فِي مَوْكِبِ الْعُبَّادِ وَالنُّسَّاكِ |
|
يَا حُرَّةً حَمَلَتْ قَنَادِيلَ السَّنَا | |
|
| وَمَشَتْ إِلَى الْعَلْيَا عَلَى الْأَشْوَاكِ |
|
رَفَعَتْ لَكِ الْآدَابُ كَفَّ تَحِيَّةٍ | |
|
| وَتَعَاهَدَتْكِ وَبَارَكَتْ مَسْعَاكِ |
|
وَأَتَاكِ فَوْجُ الْمَكْرُمَاتِ مُهَنِّئًا لَ | |
|
| مَّا تَهَادَتْ نَحْوَهُ قَدَمَاكِ |
|
عِيشِي الْحُبُورَ وَدَنْدِنِي لَحْنَ الرِّضَا | |
|
| فَالْعَامُ عَامُكِ وَالْعُلَا مَرْمَاكِ |
|
تَاجٌ الْخُلُودِ عَلَى جَبِينِكِ مُشْرِقٌ | |
|
| وَالْيُمْنُ يَزْهُو فِي رُبُوعِ رِضَاكِ |
|
يَا دُرَّةً لَمْ يَخْبُ يَوْمًا حُسْنُهَا | |
|
| أَعْطَاكِ رَبُّكِ فِاشْكُرِي مَوْلَاكِ |
|
ثُمَّ انْثَنِي بِالشُّكْرِ مَوْفُورًا لِمَنْ | |
|
| شَيَّدْتِ مِنْ أَفْضَالِهِ مَبْنَاكِ |
|
مَلِكِ الْقُلُوبِ وَقَائِدِ الدَّرْبِ الَّذِي | |
|
| مَا غَابَ عَنْ إِحْسَانِهِ مَسْعَاكِ |
|
فَحَبَاكِ عِرْفَانًا جَمَعْتِ بِفَضْلِهِ | |
|
| عِزَّ الْحَيَاةِ فَأَشْرَقَتْ دُنْيَاكِ |
|
وَعَلَى كِفَاحِكِ كَمْ تَرَفَّقَ وَالِدًا | |
|
| بِهِبَاتِهِ الْغَرَّاءِ قَدْ غَطَّاكِ |
|
فَشَرِبْتِ كَأْسَ الْعِشْقِ مِنْ وَطَنِ الْهُدَى | |
|
| وَسَقَيْتِهِ النَّشْءَ الَّذِي اسْتَرْعَاكِ |
|
فَمَضَى يَزُفُّ إِلَيْهِ أِوْسِمَةَ الْعُلَا | |
|
| شَرَفًا يُرَفْرِفُ فَوْقَ كُلِّ سِماكِ |
|
وَمَضَيْتِ لَا تَتَرَقَّبِينَ سِوَى غَدٍ | |
|
| يُهْدِي لَهُ بَعْضَ الَّذِي أَهْدَاكِ |
|
بُورِكْتِ لِلْوَطَنِ الْحَبِيبِ وَبُورِكَتْ | |
|
| أَبَدًا عَلَى نَهْجِ الصَّلَاحِ خًطَاكِ |
|
حَانَ الْحَصَادُ أَيَا كَرِيمَةُ فَاهْنَئِي | |
|
| فَالْبَذْلُ زَرْعُكِ وَالْوَفَاءُ جَنَاكِ |
|