وتقول عفواً قد أثرتُ بدون قصد جرحك الغض الدفين |
فأقول عذراً أيَّ جرحٍ تقصدين ؟ |
جرحي الذي أحضرته للكون في قلبي بميلادي |
أو جرح ذكراي الذي تحييه أعيادي |
أو ذلك الجرح الذي ما زال يعزف للمدى صمتي وإنشادي |
كلي جراح غضة لو تعلمين |
|
لو تعلمين |
كم ضاع من دنياي في حمل الجراح |
ما أبرأتْهُ أناملُ الأحلام ينكأه الصباح |
والروح تذرف بؤسها من مقلتيّ |
والموت يرتاد الدنا ويبيت في دعة لديّ |
وصحائف الآلام في نشر وطيّ |
بالله قولي أي بؤس تقصدين ؟ |
|
هل تعلمين |
لون الشروقِ محوته من بين ألواني |
لبسَ الغروبُ شحوبه من نسج أحزاني |
والفجر ما شق الدجى إلا لينعاني |
كل المشاعر في فمي خوف وفي قلبي أنين |
|
|
في خافق الآمال لي همس خجول |
يأتي على وجلٍ وينذر بالأفول |
وكأنه عن كل جارحة يقول |
لا شيء يستدعي الأمل |
مستقبل الأيام في آثار ماضيها ارتحل |
لم تبق إلا كتلة صمَّاءُ من ماء وطينْ |
|
|
هل تعلَمينْ |
أني أسدد دين كل دقيقة سلّمت فيها للهجوع |
أو صحوة ما عانقت عيناي في أفيائها طيف الدموع |
أو سهوة أنسيت في دولابها أسري |
أو بسمة قد غافلت قلبي إلى ثغري |
أو بهجة قد راودت نفسي عن الأحزان حيناً بعد حين |
|
|
لا تنعتيني بالسَّوادْ |
لا ترسمي قسمات وجهي بالرماد |
لا تجفلي مني فقد خبأت حزني في دواليب الرياح |
أتقنت فن الرسم في قلب الجراح |
لي طالع حددته بإطار إشراق بديع |
كفي برعشته أظل أمده بورود حب للجميع |
وهج الأنين صببته دفئاً على قلب الصقيع |
عمري الجديب سقيته صبري فأمسى واحة للمتعبين |
|
لكنني في وحدتي وأمام مرآتي أزيح ستائري |
ألقي وجوهي ألتقي بمشاعري |
أبكي وأضحك من أساي |
وتلوح لي من غير أقنعة رؤاي |
وملامحي تسري بآلامي إلى أقصى مداي |
تلك الملامح ليس يعرفها سواي |
أخلو إليها برهة |
وأعود ألبس بعض أقنعتي وأمضى في جموع السائرين |