حَمْدٌ يُهَدِّجُ صَوْتَهُ الْخَجَلُ |
لِجَلَالِ وَجْهِ اللهِ يَبْتَهِلُ |
حَمْدٌ يَنُوءُ بِهِ تَقَاعُسُهُ |
وَتَخُونُهُ الْآدَابُ وَالْمُثُلُ |
يَرْعَى الْعَطَايَا فِي تَعَاقُبِهَا |
وَعُيُونُهُ بِالْخِزْيِ تَكْتَحِلُ |
لَمَّا تُحِيطُ بِهِ وَتَغْمُرُهُ |
وَيَفِيضُ عَنْهُ الْوَابِلُ الْهَطِلُ |
يَتَوَاصَلُ الْعِيُّ الْمُلِمُّ بِهِ |
وَالْجُهْدُ في رُؤْيَاهُ يَعْتَمِلُ |
يُعْتَادُنِي وَالْعَجْزُ يُلْجِمُهُ |
وَيَثُورُ فِي وَجْهِي وَيَنْفَعِلُ |
مَاذَا عَسَايَ أَقُولُ يَا أَمَلِي |
وَمَدَايَ فِي نُعْمَاكَ يُخْتَزَلُ |
فَإِذَا لَهَجْتُ بِذِكْرِ سَابِغَةٍ |
وَرَفَتْ عَلَى آثَارِهَا حُلَلُ |
وَإِذَا اجْتَهَدْتُ أُرِيدُ أَوَّلَهَا |
حَارَتْ رُؤَايَ فَكُلُّهَا أُوَلُ |
وَإِنْ انْتَهَيْتُ إِلَى أَوَاخِرِهَا |
فَسَحَائِبُ النَّعْمَاءِ تَتَّصِلُ |
مَاذَا أَقُولُ بِكُلِّ سَانِحَةٍ |
أَلْفَاظُ شُكْرِي كَيْفَ تُرْتَجَلُ |
مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ يَدِي |
طُولَى لِأَيِّ مُؤَمَّلٍ تَصِلُ |
وَرَأَيْتُ حَيْثُ أَقَلَّنِي بَصَرِي |
ذَا هِمَّةٍ قَدْ كَفَّهُ الشَّلَلُ |
مَاذَا أَقُولُ إِذَا رَأَيْتُ أَسَى |
عَيْنٍ تَشَرَّبَ مَاءَهَا الْكَلَلُ |
فَامْتَدَّ عُمْرًا لَيْلُ حَامِلِهَا |
وَعَوَالِمِي بِالنُّورِ تَشْتَعِلُ |
وَإِذَا نَظَرْتُ لِوَجْهِ ذِي عَوَقٍ |
عَلْيَاؤُهُ لِلنَّاسِ تُبْتَذَلُ |
يَرْنُو لِأَيِّ يَدٍ تُمَدُّ لَهُ |
وَلَدَيْهِ فِي إِحْسَانِهَا أَمَلُ |
حَتَّى تَعَوَّدَ أنْ يُرَى ثِقَلًا |
يَرْثِي لَهُ مِنْ بُؤْسِهِ الثِّقَلُ |
وَأَنَا عَلَيَّ ثِيَابُ عَافِيَةٍ |
وَرَفَتْ وَلِمْ تُبْذَلْ لَهَا الْحِيَلُ |
وَأَعَانَنِي رَبِّي وَأَكْرَمَنِي |
فَمَضَيْتُ لَا عَجْزٌ وَلَا كَسَلُ |
أَوْ إِنْ لَمَسْتُ جِرَاحَ مُنْعَزِلٍ |
وَالنَّاسُ عَنْ بَأَسَائِهِ انشَغَلُوا |
صَمَمٌ بَنَى أَطْنَابَ غُرْبَتِهِ |
فَتَقَطَّعَتْ مِنْ حَوْلِهِ السُّبُلُ |
وَأَنَا أُقَلِّبُ فِي الْمَدَى أُذُنِي |
وَعَلَى الْأَثِيرِ أَظَلُّ أَنْتَقِلُ |
لِي تُرْجُمُانٌ حَاضِرٌ أَبَدًا |
فَبِكُلِّ مَا فِي الْكَوْنِ أَتَّصِلُ |
مَاذَا أَقُولُ إِذَا بَصُرْتُ بِمَنْ |
أَغْوَتْهُمُ الْأَهْوَاءُ وَالنِّحَلُ |
فَتَنَكَّبُوا نَهْجَ الْهُدَى وَمَضَوا |
ظُلَلٌ عَلَيْهِمُ فَوْقَهَا ظُلَلُ |
وَأَنَا لِعَفْوِ اللهِ رَاجِيَةٌ |
تَكْبُو مَجَادِيفِي وَتَعْتَدِلُ |
مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ صَفَا أُفُقِي |
وَسَلِمْتُ لَمْ يَغْتَالَنِي خَطَلُ |
وَأَرَى النُّفُوسَ هُنَا تُمَزِّقُهَا |
دُونَ الرَّدَى الْأَدْوَاءُ وَالْعِلَلُ |
فَإِذَا اسْتَبَاحَتْ غَفْلَتِي هَنَةٌ |
فَإِلَى كِتَابِ اللهِ أَرْتَحِلُ |
حَتَّى وَلَوْ أَبْلَيْتُ أَوْرِدَتِي |
مِنْ هَوْلِ مَا يَأْتِي بِهِ الْوَجَلُ |
وَتَوَشَّحَتْ نَفْسِي بِظُلْمَتِهَا |
وَالصَّبْرُ يَطْوِيهَا وَيَرْتَحِلُ |
وَضَلَلْتُ عَنْ رَأْيٍ يُسَاعِفُنِي |
وَحَصَافَتِي أَوْدَى بِهَا الزَّلَلُ |
أَلْفَيْتُهُ كَالْفَجْرِ فِي أُفُقِي |
عَنْ حَالِكِ الظُّلُمَاتِ يَنْفَصِلُ |
فَإِذَا بُرُوجُ النُّورِ تَغْمُرُنِي |
لِأُفِيقَ مِنْ سُقْمِي وِأِغْتَسِلُ |
مَاذَا أَقُولُ إِذَا رَأَيْتُ أَسَى |
أَهْلَ الْمَسَاغِبِ هَمُّهُمْ جَلَلُ |
آمَالُهُمْ فِي النَّاسِ تُلْجِئُهُمْ |
لِلنَّاسِ إِنْ قَطَعُوا وَإِنْ وَصَلُوا |
وَالرِّزْقُ لَمْ أَكْلَفْ بِهِ ثِقَةً |
وَعَلَى عَطَاءِ الْحَيِّ أَتَّكِلُ |
وَالنَّاسُ تُرْدِيهِمْ مَخَاوِفُهُمْ |
فَهُنَا وَغَىً وَهُنَاكَ مُعْتَقَلُ |
وَالْأَمْنُ بَحْرٌ لَا أُحِيطُ بِهِ |
وَسَفِينَتِي بِالرِّيحِ تَحْتَفِلُ |
وَالْبِشْرُ بِالْإِيمَانِ يَسْنُدُهُ |
عِنْدَ الْكَرِيمِ الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ |
وَهُنُا أَنَاخَ الشُّكْرُ كَلْكَلَهُ |
رُحْمَاكَ رَبِّي ضَاقَتِ الْحِيَلُ |
نَعْمَاؤكَ اللَّهُمَّ مَا تَرَكَتْ |
لِلْقَوْلِ مَيْدَانًا فَيُرْتَجَلُ |
وًالنَّظْمُ أَعْيَتْهُ التِّي سَلَفَتْ |
فَنَمَتْ عَلَى آثَارِهَا جُزُلُ |
مَا كُنْتُ أُحْصِي حَصْرَهَا عَدَدًا |
وَلَوِ اسْتَوَى فِي الْإِبْرَةِ الْجَمَلُ |
أَطْرَقْتُ مِنْ إِطْرَاقِهِ خَجَلًا |
وَمِنَ الْمَهَابَةِ أَطْرَقَ الْخَجَلُ |
يَا شُكْرُ أَنْتَ عَطِيَّةٌ عَظُمَتْ |
لَا الْقَوْلُ يَجْزِيهَا وَلَا الْعَمَلُ |
أَمَّا أَنَا فَالْعِيُّ مِنْ شِيَمِي |
مَا كَانَ لِي فِي حِيلَتِي شُغُلُ |
لَكِنَّ آمَالِي مُحَلِّقَةٌ |
وَرُؤَايَ فِي الْآفَاقِ تَنْتَقِلُ |
وَكَأَنَّ لِي فِي الْخُلْدِ مَوْعِدَةٌ |
وَكَأَنَّ بِدْءَ هَنَاءَتِي الْأَجَلُ |
سَأَظَلُّ أَلْهَجُ كُلَّمَا سَنَحَتْ |
هِبَةٌ وَحَبْلُ رَجَايَ يَتَّصِلُ |
وَيَظَلُّ يَمْلَأُ خَافِقِي ثِقَةً |
أّنِّي إِلَى الرَّحْمَنِ أَبْتَهِلُ |