أَيا نَجلَ الأَماثِلِ آلِ بَكرٍ |
وَمَن نالَ الفَخارَ بِغَيرِ نُكرِ |
تَفَنَّنَ في العُلُومِ فكلُّ فَضلٍ |
حَواهُ العلمُ في بَرٍّ وَبحرِ |
ولا تَسأم وَلا تطلُب سِواهُ |
وقابِلهُ بِتَقريرٍ وفِكرِ |
وجانِب جاهِلاً عنهُ تَلاهى |
بِأَنواعِ المَكاسِبِ خَوفَ فَقرِ |
فَإِنَّ الرِّزقَ قَدَّرَهُ إِلَهي |
فَللأسبابُ تَغطِيةٌ لِسِرِّ |
فإِن نَنظُر لأسبابِ البَرايا |
لِجَلبِ مَعيشَةٍ أَو دَفعِ ضُرِّ |
وَجَدنا العلمَ أَقواها لِدَفع |
وَأَحظاها بِمَكرُمَةٍ وَيُسرِ |
فَقَد سَجَدَ المَلائِكُ حينَ أَربَى |
عَليهِم آدمٌ بالعِلمِ فادرِ |
وَكَم بالعلمِ نالَ العِزَّ قَومٌ |
وَكَم بِالعِلمِ أَثرَى بَعدَ عُسرِ |
وَأَعنِي عِلمَ شَرعِ اللَّهِ فينا |
وَلا أَعنِي بهِ عِلماً لِعَصرِ |
فإِنَّ تَعَلُّمَ العَصرِيِّ جَهلٌ |
يُوافِقُ كُلَّ مَفتُونٍ وَدَهرِي |
فَلا تَطلُب بِعِلمِ اللَّهِ دُنيا |
فَفِي هَذا الهَوانُ وكلُّ خُسرِ |
وَدُنياكَ الَّتِي لا بُدَّ نُطها |
بِأمثَل مَن تَرى يَسعَى بأَجرِ |
ولا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها |
وَقَد عُوِّضتَ عَنها بِالأَبَرِّ |
وَما قَد فاتَ لَم يَذهَب وَلَكن |
تَراهُ في الصَّحيفَةِ يَومَ نَشرِ |
وَإِن تَعفُ فَإِنَّ العَفوَ خَيرٌ |
وَخَيرُ الناسِ ذُو عَفوٍ وَصَبرِ |
وَإِن تُضطَرَّ في حالٍ لِشَيء |
فَسَل أَقوَى وَأَرحَمَ كُلِّ بَرِّ |
قَريبٌ مِنكَ إِن تَدعُوهُ يَسرِي |
لَهُ التَّصريفُ في خَلقٍ وَأَمرِ |
وَحَسِّن بِالإِلَهِ البَرِّ ظَنّاً |
تَجِدهُ عِندَ ذاكَ لِكُلِّ برِّ |
وَعظِّم أَمرَهُ في كُلِّ حالٍ |
تُعَظَّم في الأَنامِ بِكلِّ قَدرِ |
وَقَرِّب نَفسَكَ الدُّنيا إِلَيهِ |
بأَخلاقٍ يَراها كُلُّ حَبرِ |
تَراها في الكِتابِ عَلَيكَ تُتلَى |
فَحَقِّقهَا وَراقِبها بِحَصرِ |
وجاهِد نَفسَكَ الدُّنيا عَلَيها |
لِتَحظَى بِالكَمالِ وَطِيبِ ذِكرِ |
وَجانِب لِلفُضُولِ وَكُلِّ لَغوٍ |
فَفِي هَذا إِضاعَةُ كُلِّ حُرِّ |
وَأَعطِ الجارَ وَالقُربَى حُقوقاً |
قَضاها اللَّه في آياتِ ذِكرِ |
وَصَفِّ النَّفسَ مِن حَسَدٍ وَبَغيٍ |
ولاقِ الناسَ في لُطف وَبِشرِ |
وبِالمَعرُوفِ فأمُر لا تُبالِ |
وَقُم بِالنَّهيِ عَن فُحشٍ وَنُكرِ |
وَتِلكَ نَصِيحَةٌ جاءَت إِلَيكُم |
دَعاها حُبُّكُم يا آلَ بَكرِ |
فأنتُم قُرَّةٌ لِلعَينِ دُمتُم |
عَلى نَهجِ الرَّشادِ بِكُلِّ عَصرِ |