عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > عبدالقادر القصاب > ما فاز إلا الساكت الصموت

سورية

مشاهدة
1656

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما فاز إلا الساكت الصموت

ما فاز إلا الساكت الصموت
عن كل من يحيا ومن يموت
ما كل كلمة لها جواب
جواب ما تكرهه السكوت
الصمت قالوا سلم الخلاص
والنطق حبس الدر في الأقفاص
الصمت قربة بلا عناء
وزينة المرء بلا افتراء
وهيبة من غير ما سلطان
وقلعة من غير ما بنيان
وراحة الكتبة الأبرار
وغنية عن ذل الاعتذار
طوبى لمن قد قال خيراً فغنم
أو كف عن أذى العباد فسلم
من كان في الدنيا له عدو
فما له نوم ولا هدو
يا سعد من قد كان مستقلا
ولو رعى الحشيش والباقلا
إذا أراد حاجة أمضاها
بشرط كون ربنا يرضاها
يلطف بالضعيف حتى يبلغا
من الأماني فوق ماكان ابتغي
ويحجب القوي عن مرامه
وربما يراه في منامه
مفتاح دنياك الدنيّة الشبع
وهو الذي يدعو الفتى إلى الطمع
والجوع مفتاح لباب الآخرة
ففيه نافس من تشا وفاخرة
فوائد الجوع وآفات الشبع
يُعنى بها لتتقى وتتبع
ساداتنا قالوا لنا الجوع
لكل قلب سالك ينبوع
سهل بن عبدالهل صاحب الورع
إمامهم فيه وهم له تبع
مارنَّ عود لهوهم من خوفه
مارنَّ إلا لخلو جوفه
كالخيل لا يسبق منها إلا
مضمِّر لأكله ما قلا
كان البخاري صاحب الصحيح
وصاحب التعديل والتجريح
ياكل تمرة وقيل لوزة
والتستري في اليوم قدر جوزة
ومثلنا يأكل مما دبا
وغيره من الغذا أردبا
نعبد والعبادة التذلل
لله وهو القاهر المذلل
ذلل أنعاماً لنا لا تعقل
منها ركوبنا ومنها نأكل
نأكل ثمنحن في انصرام
عن شكر ذي الجلال والإكرام
نأكل لا عن سغب وجوع
نشرب شرب الهيم من ينبوع
نأكل خبز البر والفطيرا
أكلاً ذريعاً لم ندع تقصيرا
والتبن والحشيش والشعير
كل على أمثالنا كثير
عجل الهوى عليه عاكفونا
وعن عذاب القبر غافلونا
النفس مني تطلب الخبيثا
من كل شيء طلباً حيثيثا
وتكره الطيب كالجعلان
يؤذيه ريح الورد والريحان
لخبثها ضيَّعتِ الحقوقا
لا خالقاً ترضي ولا مخلوقا
لا تعرف المعروف والإنصافا
تهاوناً بالحق واستخفافا
ديدنها دناءة ومنكر
يا ليتها لم تك شيئا يذكر
يا لبيت أمي لم تلدني أبدا
وليت جسمي للوجود ما بدا
في النفس في إعطائها هواها
مذاهب ثلاثة تراها
إعطاؤها والمد في رباطها
تخيُّلاً لها على نشاطها
ومنعها من كل ما تطلبه
يركب ظهرها ولا تركبه
والراجح المعتمد التوسط
لقوله خير الأمور الوسط
أوصيك نفسي أبلغ الوصية
مأثورة عن أفضل البرية
تعرَّفي لله في الرخاء
يعرفك في الشدة والضراء
ما أحد أسوأ حالاً مني
في الإنس إطلاقا ولا في الجن
أعني به الديني أما الدنيوي
فشابعمنه ومنه مرتوي
جسمي يناديني جميعي قذر
حساً ومعنى والأخير أقذر
حالي كبير مثل حالي في الصغر
لا عقل لي ولا فكر لي ولا نظر
إني أخاف ربي القديرا
يمسخ جسمي قرداً أو خنزيراً
لو يعلم الناس بقبح حالي
لبادروا ضربي بالنعال
فمثلي كمثل الغراب
يضل عن طريقه الصواب
لا تصحبوني إنني مشؤوم
لا مثل لي في الشؤم إلا البوم
ثم دويس كان في المدينة
يقول قومي أنصتوا لسيرتي
ما دمت فيكم فاحذروا الدجالا
فإن قضيت فاطمئنوا بالا
فمات يوم ولدتني أمي
أسعد خلق الله طه الأمي
ومات إذ فطمت ذو الوقار
رفيقه صاحبه في الغار
ومات إذ بلغت مولانا عمر
من جنّد الجنود والمدن عمّر
ومات بعد يوم أو يومين
من زمن الزواج ذو النورين
ومات في اليوم الذي ولد لي
الأنزع الكرار مولانا علي
وضده طاووس اليماني
كان مباركاً عظيم الشان
إن أبي تبركاً سماني
باسم أبي صالح الجيلاني
رجاء أن أكون تحت نظره
ومستضيئاً من شعاع قمره
وكنيتي أبو المعالي وكفى
من وضع آل البيت من آل الوفا
الله خصهم بها واختارها
لهم وقد أبدت لنا أسرارها
وإن من أسرارها انقلاب من
كان شريراً إلى حال حسن
الحب ينمو رغم بعد الدار
والقرب قد يفضي على الإضجار
لا سيما من زائر ثرثار
كأنه مطالب بثار
يرمي بسهم قوسه الوتار
من حجر أو شرر من نار
الحب والدعا مع التنائي
خير من الدنو واللقاء
وذا كما قالوا للاتقاء
من آفة النفاق والرياء
من موجبات الرزق والرغائب
دعوة كل غائب لغائب
ومرض القلب أشد مرضا
علاجه أشد شيء عرضا
وإن أمراض القلوب أجدر
بأن تداوى فهي داء اخطر
إن للمال زكاة تستبين
وزكاة الجاه عون المستعين
وعثرة في رجله تقال
وعثرة اللسان لا تقال
من كف فكه وفك كفه
فذاك باب الذم عنه كفه
وكفه من كفه وفكه
من فكه فصكه وفكه
من فضل ربنا الكريم الباري
أن زيَّن الغبراء بالأشجار
وزين الأشجار بالثمار
وزين البيوت بالزوار
وزين السماء بالكواكب
وزين البحار بالمراكب
توبة كل مذنب إقراره
فإن يتب فذلك اعتذاره
إن التقي سلاحه صلاحه
وغيره سلاحه رماحه
همة كل أحد جواده
وصدقه شرابه وزاده
صلاح كل مؤمن سلاحه
وحرفة الفلاحة فلاحه
لكن من المزيد في الفاقات
ما لا ترى في الصوم والصلاة
لكل شيء عدة وآلة
وعدة المؤمن عقل ناله
ما العقل غلا ما هدى إلى هدى
وكفه وردّه عن الردى
فالكلب والخنزير خير ممن
عصى الذي فضله به ومن
والعاقل الذي أطاع الله
لا من أطاع النفس في هواها
عليك بالصلاح والإصلاح
واحذر من الخصام والتلاحي
زأرة كل أسد في الزارة
أهون من زورة بعض الزارة
إن يأتني من فضل ربي القوت
هان علي الدرُّ والياقوت
تقول إني صامت وصائم
وأنت في لحم أخيك سائم
إن الذي يسير في النهج الأسد
أهيب عند الناس من مشي الأسد
لا خير في جود الفتى المطال
وإن يكن كالمطر الهطال
إن كثر العصاة والطاغونا
فالله سخطاً يرسل الطاعونا
ما سخروا بالدين واستهانوا
إلا أحاط بهم الهوان
المستهين بالهدى يزيد
على الذي فعله يزيد
يا حبذا الوادق عندما رعد
وحبذا الصادق بعد ما وعد
ألفى قريناً مخلصاً يناصحه
فظنه قرناً به يناطحه
للمسلم المسلمُ طائع سلس
وعن الكافر جامح شرس
قد سخر الفلك لنا في الماء
وسير الأفلاك في السماء
إن وقعت شديدة تواكلوا
أو نعمة سابغة تآكلوا
من راقب القريب منه الباسطا
وكان فينا مقسطاً لا قاسطا
فهو الذي في جنة الخلد استقر
وحبذا المأوى وحبذا المقر
ما كثرة الكلام والمقالة
بعثرة خفيفة مقالة
إن أنت لم تملك أخي لسانك
ملكت شيطان الهوى عنانك
إن قلَّت الأعوان والأنصار
كلت عن التبصر الأبصار
ولا تعاتب من تريد شفها
فإنه يُعد منك سفها
إذا أردت يوماً المعاتبة
فليكن العتاب بالمكاتبة
رب بليغ بيِّن المقال
أورده موارد العذال
أورده مورد القذال
وإن يكن من زمرة الأبطال
وكم رأينا من ضعيف أعرجا
وفي مدارج المعالي أعرجا
وكم رأينا من صحيح للقدم
ليس له في حلبة الخير قدم
أكرم حديث القوم بالإنصات
من غير غفلة ولا التفات
صدق الوداد المحض والإخاء
يظهر في الشدة لا الرخاء
الدر أغلى قيمة من الصدف
وولد الشريف أولى بالشرف
إن أخذتك يوماً الزعازع
لم تغن عنك شيئا الوعاوع
من طالع الإحياء صدقاً وقرا
احرز في الدارين أصناف القرى
فيه عن كل كتاب غنية
والصيد كل الصيد في جوف الفرا
ما أحد ألف مثل الاحيا
فكم موات للقلوب أحيا
وأحسد الناس لك الأقارب
فاحذرهم فإنهم عقارب
كل صديق لك أو قريب
يود أن تموت عن قريب
إذا أراد الله بالمريد
خيراً هداه لأولي التجريد
وصدَّه عن صحبة القراء
عناية منه بلا عناء
بالعلماء زينة الارض كما
أن النجوم الزهر زينة السما
العلم عن درس وعن تلقين
وليس عن طرس ولا ترقين
وطلب الشهرة بين الناس
فذاك من علامة الإفلاس
من واصل الأوراد والأذكارا
زوجه من حورها الأبكارا
من كان بالله الغني غناه
أذهب عنه كل ما عناه
نال المنى وكل ما أرادا
من لازم الأذكار والأورادا
ما أحسن الجميل بالجزاء
وأحسن الشعرى ورا الجوزاء
وكل ما تأخذه بالنصب
مثل الذي تأخذه بالغصب
كم أحدث الزمان أمراً مُرَّا
ولم يزل يضرب زيد عمرا
أكثر من تراهم أغمار
وإن تنفست بهم أعمار
قبورنا عما قريب تبنى
وعن معاصي ربنا ما تبنا
نفعل ما شئنا ولا نبالي
لا يخطر الموت لنا ببال
كأننا لم نر شخصاً ماتا
حتى نكون مثله أمواتا
بالله نحن واليه نرجع
يا ليت شعري بعده ما المضجع
قل روضة فيها النسيم المنعش
أو حفرة فيها الأفاعي تنهش
فانظر فأي المنزلين ترتضي
تمشي بليل داج أو شمس تضي
فانظر إلى ظنك بالله فإن
يك خيراً أو سوى هذا يعن
ظني برب العرش بل يقيني
من العذاب مطلقاً يقيني
واذكر هجوم هادم اللذات
كأنك الآن من الأموات
لا تلتهي لا تلتهي لا تلتهي
عن ذكره وعن سواه فانتهي
لا تغترر بزخرف المقال
كلا ولا بظاهر الأحوال
كم قبة رفيعة المنار
تبصرها لكن بلا مزار
والدار قبة لها مزار
مزارها الدرهم والدينار
لا الطين والأخشاب والاحجار
سيان تلك الدار والقفار
النفس من أرسلها مع الهوى
فهو الذي في ابعد الهوى هوى
إن ترض عن نفسك لا تمسكها
وإن تكن تمسكها تملكها
لا يصل العبد على الحرية
ما بقيت من نفسه بقية
قريبه سروره بقلبه
محبه معذب بحبه
من كان لا يعرف ذا الجلال
شغله برؤية الأعمال
يا طالب الدنيا لتعطي وتبر
تركك الدنيا لدى الله أبر
إنما الدنيا كريح مرقا
يكفيك منها ما يسد الرمقا
دنياك تحلو يا فتى ثم تمر
وتحلُّ ساعة ثم تمر
من جعل التقوى له لجاما
جعله الناس لهم إماما
من جعل التقوى له بضاعة
حفظه الله وما أضاعه
من جعل التقوى له لباساً
فإنه قد أحكم الأساسا
من أحكم التقوى أساساً وأتم
تفجرت فيه ينابيع الحكم
قد قال أهل الله أرباب الورع
لا يحصد الانسان إلا مازرع
لا يهمل الكتاب منك ما صدر
كل كبير وصغير مستطر
دع طمعاً يورثك المذلة
ولا تخف من عيلة وقلة
الذل كل الذل في أن تطعما
والعز كل العز في أن تقنعا
واذكر جواب الحسن البصري
لكنزنا وذخرنا علي
فما ملاك الدين إلا بالورع
وما هلاك الدين إلا بالطمع
لو كان لابن آدم وديان
وكلها من ذهب ملآن
لم يمتنع عن طلب الزيادة
ويرغب السلطان والسيادة
ليس الغنى عن كثرة الفلوس
ولكن الغنى غنى النفوس
ألا اسمعوا ما قاله القصاب
قوم أجابوه لقد أصابوا
تضرب في موج الخطا وتسبح
فما عسى تدفع عنك السبح
الود والميل الى المحبوب
يلزمه الوفاق في المطلوب
ومن تكن له صلات واصبة
فطاعة له علينا واجبة
من فاته القيام في الليل الأخير
من كل ليل فاته خير كثير
من كان بالله العزيز أعرفا
من كل خلق الله كان أخوفا
دليل قرب الساعة الشكاية
ممن له في كيسه الكفاية
فيكثر الشكوى بملء فيه
وعنده والله ما يكفيه
الرفق في كل الأمور زين
والحمق عيب فاضح وشين
وليس للناس بلا خير جمال
وما لهم في الخير مطلقاً مجال
الفقر فخر وهو أن لا تشهدا
إلا إله العالمين أحدا
تمزيقك الفراء والأعراضا
يورثك الجفاء والإعراضا
مالي وللمسير خلف العير
لا ناقتي فيها ولا بعيري
وكل ما يحدث في المستقبل
فطبق ما أراده في الأزل
بلا تقدم ولا تأخر
ولا تبدل ولا تغير
دليل إذن الله في الكلام
تأثيره في الروح والأجسام
وكل من يزرع في القلب الإحن
يحصد في مستقبل الدهر المحن
إذا الفقير لحماكم جاء
يرجو الندى فحققوا الرجاء
ما جاءكم ليسأل الدعاء
بل جاءكم ليملأ الأمعاء
إن الطبيب تابع للتجربة
وبائع ما معه في الأجربة
الدين نصح جا عن ابن جابر
لكل مسلم وكل كافر
الخطأ المحض مع استرشاد
خير من الصواب باستبداد
مسرة الانسان والمساءة
نتيجة الإحسان والإساءة
وكل من تناقصت أمواله
تقهقرت إلى ورا أحواله
كل طريق قد عدتها الحجة
فإنها طريقة معوجة
ومجد كل تاجر جرابه
ومجد كل عالم كتابه
في قرع باب المقرف اللئيم
قلع لناب الماجد الكريم
ليس الصديق من يقول كيسي
بل الصديق من يقول كيسنا
ولا الرفيق من يقول عيسي
بل الرفيق من يقول عيسنا
ما الثمر اليانع تحت الخضرة
أحسن منخط بهي النضرة
فصحِّة الخط حديقة الحدق
وثقة الرواة أروى من غدق
تعمل في القاضي الخبيث الرشوة
أشد ما تفعل فيه النشوة
يحوي نصيبه ومن قد نصبه
قبل ذوي فروضها والعصبة
قل للذي في رزقه إقتار
جود النبي المصطفى مدرار
بحر خضم دائماً زخار
لا ساحل له ولا قرار
وأفضل المكاسب الزراعة
توكلا وبعدها الصناعة
وبعدها تجارة البزاز
وأفضل الجميع سهم الغازي
لأنه رزق رسول الله
وغيره يشوبه التلاهي
كلٌ من الطاعة والعصيان
في حقه سبحانه سيان
لا يسقط الميسور بالمعسور
مطرد في أكثر الأمور
المرء إن أصلح ما منه فسد
أرغم من له تصدى بالحسد
هي الدنيا اجتماع وافتراق
فلا كدر يروم ولا رواق
الأخ في الله عزيزٌ جدا
إن تلقه تلق عنا وجدا
فواته خوفاً على فواته
ولا تخالفه إلى وفاته
ومن يقف على حدود الأدب
رقاه مولاه رفيع الرتب
ومن يزر لله أرباب الرتب
جنى من النخيل أصناف الرطب
ما الشأن عندي في دوام الطلب
الشان أن ترزق حسن الأدب
إن يعط غير الاقربين ماله
فذاك أجر واحد لكن له
أجران إن يعط القريب النفقة
أجر القرابة وأجر الصدقة
والفضل أن يقدم الاقاربا
وإن يكونوا معه عقاربا
عبدالقادر القصاب
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2014/02/10 11:28:59 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com