عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السعودية > عبداللطيف آل مبارك > تبَدَّت إِلى وَصلي وَما كنتُ راجِياً

السعودية

مشاهدة
429

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تبَدَّت إِلى وَصلي وَما كنتُ راجِياً

تبَدَّت إِلى وَصلي وَما كنتُ راجِياً
جِهاراً على رغم الحسودِ المُعادِيا
فتاةٌ لَعُوبٌ يُخجِلُ البَدرَ نورُها
وَيَفضَحُ بدرَ التِمِّ إِذ كانَ بادِيا
أَتَتني تَجُرُّ هَيفاءَ بعد ما
هَجعنَ عيونُ الخَلقِ وَالكلُّ ساهِيا
فلمّا رأَت عيني مُحيّا جمالها
يضيءُ سَناهُ سافراً في الدَياجيا
علمتُ بأنَّ الحبَّ قد جاءَ زائِراً
وأسفَرَ حظِّي بعد ما كان غافيا
فقُمتُ كأنِّي شاربٌ كأسَ خمرَةٍ
مِنَ الشَوقِ أمشي مُسرِعاً في رِدائيا
فقبَّلتُها يا صاحِ قُبلةَ والِهٍ
عن الوِردِ محجوباً وقد كان ظامِيا
وبِتنا تُعَاطِيني كؤوسَ حديثها
وأرشُفُ مِن ثَغرٍ لها كان صافيا
فلمَّا رأيتُ الليلَ يَطوِي خِيامَهُ
وَهذا سَنا الإِصباحِ قد كان سارِيا
تيقَّنتُ أَنَّ الحبَّ لا شكَّ راحلٌ
وأَنَّ غُرابَ البينِ أَضحى مُنادِيا
فقبَّلتُها ثمَّ اعتنقتُ بغُصنِها
وَوَدَّعتُها والدَمعُ في الخَدِّ جارِيا
وسارت فأمسى الصَبُّ بعد فِراقِها
يبيتُ بطولِ اللَيلِ لِلنَجمِ راعِيا
ويُصبحُ مِن مُرِّ الفراقِ بلَوعةٍ
ومن زَفَراتِ القلبِ حَيرانَ باكِيا
فما لِعَذُولي قد لَحاني بعَذلِهِ
وعنَّفَني جُهداً وطالَ مَلامِيا
عَساهُ يُلاقي ما أُلاقي مِنَ الهَوى
وَمِن شِدَّةِ الأَشواقِ أضعافَ ما بِيا
ولمّا رأَت قلبي بها مُتَعَلِّقاً
يَهيمُ وما هوَ عن هواها بِسَالِيا
تصَدَّت إِلى هَجري وأَظهَرَتِ الجَفا
وأَبدَت صُدوداً فاستزادَ عَذابِيا
فيا ليتَ ذاكَ الوصلَ بيني وبينها
يعودُ كما كنّا ويطوي التَنائِيا
ويا ليتَها للصَبِّ تَرنُو لِحالِهِ
وتُبدِلَ هذا البُعدَ مِنها تَدانِيا
ويا لَيتَها تَمنُن عَليَّ بِوَصلِها
لِيُطفي لَهيباً مُضرَماً في فُؤادِيا
ويا ليتها ترعى عُهودَ مُحِبِّها
وتعطِف عَلى مَن جِسمُه كان باليا
وإِن كان قد أبدَت قِلىً وتجنُّباً
فإني لها ما عشتُ لستُ بقالِيا
ولكنَّني خِلٌّ مُلازِم عهدِها
وحافظ ذمامَ الوُدِّ منها وراعِيا
عساها عَلَيَّ اليومَ تمنُن بنظرةٍ
لتُبري بها دائي وتُشفي سقامِيا
وما ضَرَّكِ لو زُرتِني مُتَيَقِّظاً
جِهاراً وكنّا لا نحاذِرُ واشِيا
لأبردَ ناراً قد تلَظَّت بِمُهجَتي
ومَزَّقَ جِسمي حَرُّها وَحشائِيا
وِإلا يكُن ذا إِنَّني منكِ قانِعٌ
بطَيفِ خيالٍ زائرٍ في مَنامِيا
فلو أَنَّني أَشري بروحي اجتماعنا
ولو ساعةً يا صاحِ لستُ مُكافِيا
أقولُ لها يا رَبَّةَ الحُسنِ والثَنا
أَبي اليَومَ ذنبٌ مُوجِبٌ لِجَفائيا
وإِن كانَ أَنّي قد أَسَأتُ فأجمِلِي
لِيَ العفوَ عن هذا الذي كنتُ جانِيا
فواللَه إني لم أجِد من مُعَوِّضٍ
لرِقِّكِ يُسلِيهِ وما كنتُ سالِيا
فقَالت بلى يكفيكَ مِن وَصِليَ البُكا
وَطولُ الأسى والوَجدُ هذا عَطائيا
فأرجو مَن بالحُسنِ قد خصَّها بِهِ
وأَلبَسَهَا ثَوبَ المَلاحةِ ثانِيا
وصَيَّرَها يا صاحِ للناسِ فِتنَةً
إِذا ما تبدّت يَصبُ مَن كان رائِيا
يَمُنُّ بجمعِ الشَملِ بيني وبينَها
ويمنَحُنا منهُ رِضاً مُتَواليا
عليها إِلهي لا يزالُ بفضلِهِ
حفيظاً لها من كل سُوءٍ وكافِيا
عبداللطيف آل مبارك
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/02/12 10:46:46 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com