|
| تذكُّرها باللِّوَى مَعهَدا |
|
دَعاها الهَوى فاستَجابَت لَهُ | |
|
| وَبِالسَّفحِ أَنجَزَها مَوعِدا |
|
سَقاها عَلى أَثلاتِ الأَثِيلِ | |
|
| بعَذبِ العُذَيبِ وما صَرَّدا |
|
|
| شَمِيمَ العرارِ فما أَبعَدا |
|
وطافَ بِها طَيفُهُ سُحرَةً | |
|
| فَواعَجَباً مِنهُ أَنَّى اهتَدَى |
|
تَهيمُ بِنَجدٍ وأَوطانِهِ | |
|
| كأنَّ بِنَجدٍ لهَا مَولِدا |
|
إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ تِلقاءهُ | |
|
| سُحَيراً تَصُومُ علَيها غَدا |
|
تَحِنُّ إِلَيهِ حنِينَ العِشارِ | |
|
| لِفَقدِ الحوارِ إِذا أُبعِدا |
|
فيا ضاحِكَ البَرقِ مِن أُفقِهِ | |
|
| كَوجهِ الكَريمِ إِذا استُرفِدا |
|
ظَمِئتُ إِلَيكَ أَلا فَاسقِنِي | |
|
| فقَد أَنضَجَ القَلبَ حرُّ الصَّدى |
|
وَيا ساجِعاً فَوقَ أَفنانِهِ | |
|
| يَهِيجُ القلوبَ إِذا ما شَدَا |
|
إِذا جَسَّ مِزهَرَ أَحشائِهِ | |
|
| يُذَكِّرُ إِسحاقَ أَو مَعبَدا |
|
طَرُوباً بِبَهجَةِ أَوطانِهِ | |
|
| رِياضاً غُذِينَ بِقَطرِ النَّدى |
|
نسيتَ هَدِيلاً فلَم تَبكِهِ | |
|
| وَقَد أَوبَقَتهُ صروفُ الرَّدى |
|
أَلِيفٌ مَضَى لَم يَحِن عَهدُهُ | |
|
| وخُنتَ العُهُودَ فَتَبَّت يَدا |
|
أَغَرَّكَ هَذا النَّعيمُ الذي | |
|
| وإِن طالَ لا بُدَّ أَن يَنفَدا |
|
أَلَيسَ فَتى العَبدِ لمّا وَفَى | |
|
| بِعَهدِ الحَبيبِ بكَى ثَهمَدا |
|
طُلُولاً كما خطَّ ذُو فِكرَةٍ | |
|
| علَى الثَّوبِ قد أَصبَحَت هُمَّدا |
|
وَلَم يَبكِها لا وَلكِن بكى | |
|
| عهُوداً تَقَضَّت وَإِلفاً عَدا |
|
يفُوهُ الحَمامُ بدَعوى الغرامِ | |
|
| وَما إِن أقامَ لها شُهَّدا |
|
وَمَا كُلُّ مَن قالَ نَسمَع لَهُ | |
|
| إِذاً لَبَغى بَعضُنا واعتَدى |
|
حَمَلنا قَضايا مَقالاتِهِ | |
|
| علَى أَصلِ قَيسٍ هُوَ المُقتَدى |
|
فَخالَفت الأَصلَ لا تَسمَعُوا | |
|
| مَقالاتِهِ يا قُضاةَ الهُدى |
|
فَحَليُ الرِّقابِ وَحُسنُ الخِضابِ | |
|
| يُنافِي الخِطابَ الَّذي أَورَدا |
|
فيا مُدَّعِي مذهبي في الهَوى | |
|
| فإِنَّ أَخا الحَقِّ مَن أَسعَدا |
|
تعالَ أُقاسِمكَ حُمرَ الدُّمُوعِ | |
|
| وَجَمرَ الضُلُوعِ إِذا استَوقَدا |
|
وَقُربَ السِّقامِ وَبُعدَ المَنامِ | |
|
| وطُولَ الملامِ وَقَولَ العِدا |
|
وَمَسَّ الطَّوى واغِلاً في القُوَى | |
|
| وَهَيهاتَ لِي أَن أَرَى مُسعِدا |
|
فَلَولا قُدُومُ فَتَى عِزَّةٍ | |
|
| تُسَمِّيهِ أَخلاقُهُ أَحمَدا |
|
لودَّعتُ أَرضِي وَسُكّانَها | |
|
| وَحاوَلتُ فِي الأُفقِ لِي مصعَدا |
|
أُخُو هِمَّةٍ أَوجَبَت رَفعَهُ | |
|
| على الفاعِلِيَّةِ وَالابتِدا |
|
أَدِيبٌ فأَلفاظُهُ لُؤلُؤٌ | |
|
| تَسَاهَمَهُ القومُ في المُنتَدى |
|
تَوَاضَعَ لِلنّاسِ لكِنَّهُ | |
|
| هوُ السَيفُ يُخشَى وَإِن أُغمِدا |
|
أَتَتنا عَلى اليُمنِ أَبياتُهُ | |
|
| عروساً تجرُّ ذيولَ الرِّدا |
|
علَيها قَلائِدُ مِن أَنجُمٍ | |
|
| بِمَنظُومِها جِيدُها قُلِّدا |
|
شَربنا عَلى وَجهِهَا قَهوةً | |
|
| حَكى لَونُها وَجنَتَي أَغيَدا |
|
تَردُّ الشَبابَ على ذِي المَشِيبِ | |
|
| وَتُعطِيهِ هَيآتِهِ أَمرَدَا |
|
تَنَافَسَ في كَأسِها الناسِكُو | |
|
| نَ يَمانيَّةً لَم تَكُن صَرخَدا |
|
وقُمنا جَميعاً على سُوقِنا | |
|
| لِبَسطِ الأكُفِّ ورَفعِ النِّدا |
|
دُعاءً لِدولتِنا بِالبَقاءِ | |
|
| وَحُسنِ القَضاءِ لِكَي نَسعَدا |
|
فَهاكَ قَريضاً لهُ بَهجَةٌ | |
|
| كَوَجهِ الحَبيبِ إِذا شُوهِدا |
|
يَسيلُ عَلَى رقِّهِ رِقَّةً | |
|
| وَيَحلُو بِه طَعمُ مَن أَنشَدا |
|
وَتَحكِي عذُوبَةُ أَلفاظِهِ | |
|
| نَسيمَ العِراقِ إِذا ما غَدا |
|
بَدا مِن أَخِي هِمَّةٍ قَد سَمَت | |
|
| بِها انتَعَلَ النَّسر والفَرقَدا |
|
لَهُ سَلَفٌ أَوقَدُوا نارَهُم | |
|
| فمِنها استَضا كُلُّ مَن أَوقَدا |
|
علَى أنَّهُ لَم يَزَل دَهرُهُ | |
|
| يُعَوِّقُهُ عَن بُلوغِ المَدى |
|
عَسَى نَفحَةٌ مِن إِلهِ السَّمَا | |
|
| ءِ بِعَطفِ الختامِ عَلَى المُبتَدا |
|
وصلَّى المُهَيمِنُ ربِّي عَلى | |
|
| نَبِيِّ الهُدى المُصطَفى السَّيِّدا |
|
بِهِ الأَرضُ كانَت طَهُوراً لنا | |
|
| وقَد جُعِلَت كُلُّها مَسجِدا |
|
كَذا الآلُ والصَّحبُ والتابِعُو | |
|
| نَ وَمَن قَد قَفا أَثرَهُم واقتَدى |
|