هلتْ وهلَّ البشرُ والأفراحُ
|
جاءَ السرورُ تزفُّهُ الأرواحُ
|
يا ربِّ باركْهَا وأحسنْ نَبْتها
|
فالدينُ نهجٌ والحياءُ وشاحُ
|
يا ربِّ وامنحها لباس فضيلةٍ
|
يَهدي خُطاها في الدروبِ صلاحُ
|
ينأىَ بها عن دربِ كلِ رذيلةٍ
|
والبعدُ عن تلك الدروبِ نجاحُ
|
ياربِّ خوفي أن تحاصرها يدٌ
|
سوداءُ تحملُ راية الإنصافِ
|
ويغرَّها في المفسدين نعيقُهم
|
ويطالَها الداعون للإسْفافِ
|
يعلو على الحق الجليِّ نباحهُم
|
فتُغَرُّ بالتطبيلِ والإرجافِ
|
فيَحوكُ سُرَّاقُ العدالةِ حولَها
|
آراءَهم في العدلِ والإجحافِ
|
يا ربِّ خَوْفي أن تخالطَ قدوةً
|
من أدعياءِ الحقِّ والحُرية
|
لا تعرفُ الإسلامَ إلا لفظةً
|
خلطوا بها الإفسادَ والوَضعية
|
نسَبُوا لها الإرهابَ وهي بريئةٌ
|
ودَعَوا لها الإجرامَ والرّجعية
|
وعلتْ تنَدُّدُ بالهدى أصواتهم
|
ورؤى الحقائق عندهم وهميَّة
|
يا ربِّ خَوْفِي أن تُغَرَّ بِمذهبٍ
|
وتحيدَ عن نهجِ التُّقى والدينِ
|
ويزيدَ مابينَ المقاصدِ تيهُها
|
لا ترتضِي منها طريقَ يقينِ
|
وتفوتَها أنوارُ سنَّةَ أحمد
|
وتضيع في الأهواءِ والتخمينِ
|
تتتبَّعُ التَّضليلَ والتمويه لا
|
تدري بفعلِ حبائلِ التزيينِ
|
يا ربِّ خَوْفِي أن يميلَ فؤادُها
|
لمفاتنِ الدنيا فتنسَى الآخرةْ
|
وتدورَ في فلكِ المباهجِ غفلة
|
تهوِي بها آمالُ نفسٍ غامرةْ
|
تتوهمُ العيشَ الخلودَ تناسياً
|
أنَّ الحياةَ طريقَ لهوٍ عابرةْ
|
ويغيبُ عنها أن تعدَّ لرحلةٍ
|
يوماً إليها كالجميعِ مُسافرةْ
|
يا ربِّ خَوْفِي أن تحينَ لِصائدٍ
|
فيهزَّ أطرافَ الشِّباكِ إليها
|
ويصيدُ منها ما يريدُ غَريرةً
|
وتظلُّ تحْفرُ قبْرَهَا بِيديها
|
يغتالُ عِفَّةَ قلبِها وعفافها
|
ويصبُّ وَهْمَ الحُبِّ في عَيْنَيها
|
ويفرُّ بعد نواله ما يشتهي
|
والناسُ تُلقي بالملام عليها
|
يا ربِّ خوفِي من أساطيلِ الهوى
|
والعريِ والإسفافِ والتخريبِ
|
وسهامِ تقليدٍ تصيبُ ثباتَها
|
فتسير خلف مواكبِ التغريبِ
|
تُلقي بآدابِ الفضيلةِ جانباً
|
وتملُّ صوتَ النُّصحِ والتَّصْويبِ
|
يُعمي بصيرتها بريقٌ كاذبٌ
|
فتقابلُ التَّدْميرَ بالترحيبِ
|
يا ربِّ لا تخفى عليك مخاوفِي
|
أنت العليمُ بلُجَّةِ الأخطارِ
|
أنتَ الخبيرُ بكربِنا وبلائِنا
|
|
أنتَ العليمُ بما نخافُ ونَرتجِي
|
ونحسُّ في الإعلانِ والإسرارِ
|
الأمنُ والإيمانُ عندكَ يُرتجَى
|
ويَظلُّ لطفُك في الخليقةِ جارِ
|