افدي رَشاً مُنذ الصباء علقتُهُ | |
|
| وَالوَصلُ مِنهُ بِالجَفا حُرِّمتُهُ |
|
وَاِذ التَقَينا عِندَما عانَقتُهُ | |
|
| الوَى عَلَيَّ فَضَمَّني وَضمَمتُه |
|
وَصُدورُنا بِصُدورِنا لَم تَعلَم
|
ظَبيٌ جَلا مِنهُ اللَمى في مُرشف | |
|
| وَالبَدرُ عَنهُ من الحَياءِ بِمَوقفِ |
|
فَمَتى يَجُد لي بِطيب وَصل مُسعِفِ | |
|
| اهوي عَلَيهِ وَفِيَّ عِفَّة يوسفِ |
|
حَتّى يَميل وَفيهِ عِفةُ مَريَم
|
ان القهُ وَالبَدرُ فَوقَ جَبينِهِ | |
|
| وَالقَلبُ مِنّي زائِدٌ بِأَنينِه |
|
يومي اليَّ خيفَةً بِيَمينِهِ | |
|
| وَبِروحُ بَين صَبابَتي وَحَنينِهِ |
|
وَاروحُ بَينَ حَديثِهِ وَتَبَسُّمي
|
لَم اِنسَ يَوماً فيهِ دَمعي قَد جَرى | |
|
| يَومَ التَنائي وَالهَوى لَن ينكرا |
|
وَاِذ اِلتَقينا وَالرَقيبُ فَما دَرى | |
|
| خُضنا مَلِيّاً في الحَديثِ كَما جَرى |
|
وَكَأَنَّنا لِلشَّوقِ لَم نَتَكَلَّم
|
يا طالَما أَصلي الفُؤادَ غِيابها | |
|
| وَالنَفسُ فيهِ قَد اطيلَ مُصابَها |
|
وَاِذ الصَلاتُ تَهَيَّأَت اسبابُها | |
|
| عاتبَتها فَاِستَضحَكَت وَعتابها |
|
ظُلمٌ وَكَيفَ عِتابُ من لَم يَأثَم
|
عاتَبَتها وَالشَوقُ مِنّي قَد نَما | |
|
| لِوَصالَها وَالقَلبُ مِنّي هَيَّما |
|
لكِن وَحقِّ هَوىً فَوادي تَيَّما | |
|
| ما كُنت اِختارُ العِتابَ وَاِنَّما |
|
قَد كانَ ذلِك حيلَةً المُتكلمِ
|
هَيفاءُ سارَ القَلبُ طي ظُعونِها | |
|
| كَم فَوَّقَت سَهماً اِلى مَفتونِها |
|
لا زِلت اصبو في الهَوى لِعُيونِها | |
|
| حَتّى رَنَت وَكَأَن هُدب جُفونِها |
|
وَسَوادُ قَلبي قطعةً لَم تُقسَمِ
|
في حُبِّها نَفسي أُطيل شُجونِها | |
|
| وَمَدامِعي دَرّاً جَرى مَكنونِها |
|
قَد عَربَدَت في العالَمينَ عُيونِها | |
|
| حَوراءُ تَدمي بِالسُيوفِ جُفونِها |
|
وَلِحاظِها تَرمي القُلوبُ بِاِسهُمِ
|
لِلَّهِ ثُغرٌ بِالعَقيقِ تَلَثُّما | |
|
| ما اِفتَرَّ اِلّا البَرقُ فيهِ تَبَسُّما |
|
لَما رَأَت دَمعَ العُيونِ لَها همى | |
|
| قَطرت دَماً من فَوقِ وُجنَتِها فَما |
|
كَذَبَت عَلَينا اِنَّهُ لَون الدَمِ
|
خودٌ سِوى مَوت الفَتى لَم يرضِها | |
|
| فَكَأَنَّما قَتلُ الملا من فَرضِها |
|
ناديت اِذ شَطَّ المَزارُ بِأَرضِها | |
|
| يا لَيلَةً سَمح الزَمانُ بِبَعضِها |
|
بَعضَ السَماحِ وَليته لَم يَندمِ
|
فَالعَيشُ لما في البعادِ سَئِمتُهُ | |
|
| قَد صَحت مِمّا في الهَوى جُشَّمتُهُ |
|
يا زَورَةً فيها الوِصالُ مُنِحتُهُ | |
|
| قَد كُنت ارجو مِثلَها فَعَدمتُهُ |
|
وَالحادِثاتِ تَقولُ طَرفك فَاِسلمِ
|
لما لَها قَد رحتُ تَحتَ دُجنُةِ | |
|
| لا زلت اسعى فازِعاً بِتلفُّتِ |
|
خوف الرَقيب وَخَوف كل معنَّتِ | |
|
| حَتّى دَخلت الدار ساعَة غفلةِ |
|
وَعَرَفت رُبع الدارِ بَعد تَوهمِ
|
يا طالَما رُمتُ اللقا بِتعلةِ | |
|
| حَتّى بِهِ اطفي لَواعِجَ لَوعَتي |
|
وَبِقُربِها لما حَظيت بِنَظرَةِ | |
|
| فَكَأَنَّ كل الدَهر مُدة لَحظةِ |
|
وَكانَ كُل الاِرض دارَةُ دِرهَمِ
|
وَالحَظ اِذ اضحى الَينا ناظِراً | |
|
| وَغَدا اِلى العُذّال عَنّا زاجِراً |
|
قَد جِئتُها تَحتَ الظَلام مُبادِراً | |
|
| وَلَقَد جَلَست لَدى الفَتاةِ مُسامِراً |
|
وَوشاتنا مِن غافِلينَ وَنُوَّمُ
|
مِن بَعدِ ما اِبدَت لِصَبٍّ بُخلَها | |
|
| خَوفاً وَفي قُربي تَحاشَت اهلَها |
|
سَمحت وَلي كَرَماً اِباحَت وصلَها | |
|
| وَلَطالَما جَلَسَت اِلَينا قبلَها |
|
طيفاً وَكانَ الطَيفُ غَير مُسلِمِ
|
لا زِلت اِسعى في الهَوى بِتَفَحُّصِ | |
|
| وَعَلى سِوى حِفظ الوَلا لَم احرِصِ |
|
فَحَظيتُ مِنها بِالوِدادُ المُخلِص | |
|
| حَتّى رَجِعتُ كَما رَجِعتُ وَاِخمِصي |
|
مُتَأَخر في نِيَّة المُتَقَدم
|
وَبِوَصلِها اِذ فُزتُ رُغمَ معنتي | |
|
| وَشَفيتُ مِنها بِالتَواصُل غِلَّتي |
|
قَد قُلتُ وَالسَراء داخِل مُهجَتي | |
|
| يا هَل تَرى عَلِمت بَنات عَشيرَتي |
|
اِنّي لَقيتُ الشَمسَ بَعد الاِنجُمِ
|
اِن كانَ دَهري بِالتَداني بَرَّني | |
|
| وَعَلى الوِصالِ مِن الحَبيبِ اِقرَني |
|
فَالعاذِلات حَديثُها ما ضَرَّني | |
|
| اِو كانَ بَعدي ساءَهُنَّ فَسَرَّني |
|
يا غربَتي طولي وَلا تَتصَرَّم
|
لكِنَّما بخل الزَمانُ وَما اِستَحى | |
|
| وَادار في هِجرانَنا تِلكَ الرحى |
|
فَهَتَفَت بِالوجدِ الاِليمِ مصرِحا | |
|
| بِاللَّهِ يا ريح الصِبا قَبل الضُحى |
|
اِن جُزتِ هاتيكَ الدِيارُ فِسلمِ
|
زَمن عَلَيهِ في النَوى دَمعي جَرى | |
|
| مِمّا لَنا مِن فَرط بَينٍ قَد جَرى |
|
فيهِ فَكَم قَد جِئت هاتيكَ الذَرى | |
|
| وَضَمَمت مُعطِفها وَقُلت لَهُ تَرى |
|
كَم فيكَ يا ذا اللّين حَسرَة مُغرَم
|
لا زِلت اِصبو في الهَوى شَوقاً اِلى | |
|
| يَومَ اللُقا مِنها وَقَلبي ما سَلا |
|
هَيفاءَ من ثغرٍ لَها تَسقي الطَلا | |
|
| هَيهاتَ اسلوها وَقَد خَتَمت عَلى |
|
قَلبي بِخاتِم ثُغرِها المُتَبَسِّم
|
قَد قُلتُ لِللاحي النصوح عَلى الجَفا | |
|
| كَيفَ السلو من المُحِبِّ اخي الوَفا |
|
وَالنَومُ من اجِفانِهِ عَنهُ اِنتَفى | |
|
| لَو لَم يَكُن لِلشَّوقِ من سَبَب كَفى |
|
ذاكَ الوَداعُ وَمد ذاكَ المِعصَم
|
قالوا وَشاموا في الغَرامِ تَعَلُّلي | |
|
| كُف العَنا فَالوَصلُ غَير مُؤَمَّلِ |
|
فَاِجبَتهُم يا سادَتي بِتَذَلُّل | |
|
| اِن كانَ قَتل النَفسِ غَيرُ مَحللِ |
|
قولوا لَها فَالوَصل غَيرُ مُحرم
|