عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > عبدالله فريج > زِيادَة المَرءِ في دُنياه نُقصانُ

مصر

مشاهدة
747

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

زِيادَة المَرءِ في دُنياه نُقصانُ

زِيادَة المَرءِ في دُنياه نُقصانُ
وَاِنَّما الحِرص لِلاِنسان ديدانُ
فَشُغله غَير كَسب الحَمد مَندمة
وَرِبحهُ غَير فِعل الخَيرِ خَسران
وَكُل وُجدان حَظ لا دَوام لَهُ
فَهو السَرابُ وَمن يَأتيه عَطشان
وَكل فَخر زَوال العَيشِ يَعقبه
فَاِن مَعناه في التَحقيق فُقدان
يا عامِراً لِخَرابِ الدَهر مُجتَهِداً
لا شَك انَّك يا مِسكين غَفلان
قُل لي بِلا مرية تَبغي الجِدال بِها
بِاللّهِ هَل لِخراب الدَهر عمران
وَيا حَريصاً عَلى الاِموال تَجمعها
وَالقَلب مِنكَ عَلى دُنياكَ لهفان
اِراك تذكر مالاً زائِلاً وَلَقَد
انسيت ان سُرور المالِ احزان
دَع الفُؤاد عَن الدُنيا وَزَخرَفها
فان طالَبها بِالذُلِّ وَلهان
وَلا يَغرك صَفو العَيشِ في رَغد
فَصَفوِها كَدر وَالوَصلُ هجران
وَاودعِ سماعك امثالاً اَفصلها
فيها لمن رامها روح وَريحان
تَزهو فَرائِد مَعناها مُفصِلَة
كَما يفصل ياقوت وَمُرجان
احسن الى الناس تَستَعبد قُلوبِهُمو
وَهم لَدَيك أُخيّ الفَضل غَلمان
وَاِعطِف عَلَيهِم بِاِحسان تَسود بِهِ
فَطالَما اِستَعبَد الاِنسانُ اِحسان
وَاِن اِساءَ مُسيءٌ فَليَكُن لَكَ في
تِلكَ الاِساءَة عَفو صاحِ مجّان
وَمن يُزِلُّ بِذَنب فَليَكُن لَكَ في
عروض زِلته صَفح وَغُفران
وَكُن عَلى الدَهر معواناً لِذي امل
وَلا يَكُن مِنكَ لِلعافينَ حِرمان
وَكُن مُعيناً لِمن وافى حِماك لِكَي
يَرجو نِداكَ فان الحُر مِعوان
من جادَ بِالمالِ مال الناس قاطِبَة
لَهُ وَمِنهُ اِلَيهِ طالَ شُكران
وَمن لَهُ المال رَب لا تمل ابداً
اِلَيهِ فَالمالُ لِلاِنسانِ فَتّانُ
من كانَ لِلخَيرِ مَنّاعاً فَلَيسَ لَهُ
صَحب وَتَجفوهُ اِحبابٌ وَجيرانُ
وَما لِذي البُخل عِند الخَلقِ اجمَعَهُم
لدى الحِقيقَةِ اخوان وَاخدان
لا تَخدشنَّ بِمطل وجه عارِفَة
فَعَنكَ طَبعاً تَقولُ الناس مَيّان
وَالبَر ان رُمته عَجل بِهِ كَرَما
فَالبِرُّ يَخدشه مَطل وَلِيّان
اقبَل عَلى النَفسَ وَاِستَكمِل فَضائِلَها
فَالمَرءُ بِالفَضلِ قَد يَعلو لَهُ شان
وَاِجعَل لَها حليَة الآدابِ زينَتُها
فَاِنتَ بِالنَفسِ لا بِالجِسمِ اِنسانُ
ومن يَتِّقَ اللَهَ يَحمد في عَواقِبِهِ
وَلا عَجيب لهُ اِن لان صَوّانُ
وَمن اِلَيهِ التجا يسرع لِنُصرَتِهِ
وَيَكفِهِ شر من عزّوا وَمن هانوا
حَسب الفَتى عَقله خلا يُعاشِرهُ
وَحَسبُهُ حليَة فَضل ثُمَّ عُرفان
نعم الجَليسانِ لِلاِنسانِ في سُمر
اِذا تَجافاهُ اِخوانُ وَخِلّان
لا تَستَشِر غَير نَدب حازِم فَطِن
اِذا اِعتَرَتكَ من الحَدَثانِ اِشجان
وَخُذ خَليلاً اميناً في مَوَدَّتِهِ
قَد اِستَوَت مِنهُ اِسرارٌ وَاِعلان
وَلِلتَدابير شجعان اِذا رَكَضوا
يَخلو لَهُم في قِصابِ السَبق ميدان
وَلِلمَشاكِل فُرسان اِذا حَكَموا
فيها ابرّوا كَما لِلحَربِ فُرسانُ
وَلِلاِمورِ مَواقيتُ مقدرة
وَكُل شَيءٍ لهُ وَقتُ وَاِحيانُ
وَكُل بَدءٍ لَهُ لا شَكَّ آخِرَة
وَكُل امر لَهُ حد وَميزانُ
مَن رافق الرِفق في كُل الاِمورِ فَلا
يَبدو لَدى ايِّ امر وَهو حيران
وَمن اِتى فِعل خَير لِلعِبادِ فَلَم
يَندَم عَلَيهِ وَلم تَذممه اِقرانُ
وَلا تَكُن عجلا في الاِمر تَطلبه
فَكُل مُستَعجِل في الاِمر نَدمان
وَدم عَلى الشَيء بِالتَدَريج تُدرِكُه
فَلَيسَ يَحمد قَبل البَرءِ بَحران
وَذو القَناعَة راضٍ في مَعيشَتِهِ
بَل ذاكَ كِسرى لَهُ في المَجدِ ايوان
كَذا القَنوعُ بَشوش عِندَ فاقَتِهِ
وَصاحب الحِرص اِن اِثرى فَغضبان
كَفى من العَيشِ ما قَد سَدَّ من عوز
فَلَيسَ تَرتاح لِلمَطماع أَبدان
وَكُن قَنوعاً فَخَير العَيشِ في قنع
وَفيهِ لِلمَرءِ ان حَقَّقت غنيان
من مد طَرفاً بِفَرط الجَهلِ نَحو هَوىً
فَذاكَ لاشَكَّ ذوغيّ وَسَكران
وَمن اطاع امرءًا عَن مَأرب ترَه
أَغضى عَن الحَق يَوماً وَهو خزيان
من اِستَشار صُروف الدَهرِ قامَ لَهُ
ادلة كُلَّها زور بُهتان
وَالغَدر في صَروف دهر خائِن ابداً
عَلى حَقيقَة طَبع الدَهر بُرهان
من عاشَر الناسَ لاقى مَنهمو نَصباً
وَمن بِهم يَكتَسي في البَرد عَريان
اقلل اذا رُمت صَفو العَيشِ عِشرَتَهُم
لان طبعُهمو بَغيٌ وَعُدوان
وَمن يفتش عَلى الاِخوان مُجتَهِداً
يُطل عَناه وَمِنه لَيسَ قَنعان
فَيا مجدّاً لَهُم ان شِئتَ مُخبِرَهُم
فَخَير اِخوانِ هذا العَصرِ خَوّان
من يَزرَع الشَرَّ يَحصُد في عَواقِبِهِ
شَرّاً فَاِن فَعال الشَر عِصيان
وَلَيسَ يَحصُد جانٍ في العِبادِ سِوى
نَدامَة وَلحصد الزَرع ابان
من اِستَنام اِلى الأَشرار نامَ وَفي
قُلوبِهِم لاتقاد الشَر نيران
كَذاك مَن يَأمن الاِعداءَ بات وَفي
قَميصِهِ مِنهُم صَلٌّ وَثُعبانُ
كُن رائِق البَشر ان الحر شيمَتُه
بَشاشَة وَليَكُن لِلغَيظِ كِتمانُ
وَابدِ لِلضَّيفِ اِن وافاكَ مُعتَسِفاً
صَحيقَة وَعَلَيها البَشر عُنوان
من سالم الناسَ يَسلَم من غَوائِلِهِم
احبَّة مِنهُ اِو اعداءَهُ كانوا
وَصاحِب السِلم اِضحى وَهو في رَغد
وَعاشَ وَهو قَريرَ العَينِ جَذلان
من كانَ لِلعَقلِ سُلطان عَلَيه غَدا
يَرى عَلى راسِهِ لِلفَضلِ تيجان
وَافضَل الناسِ من اضحى حَليف وَفا
وَما عَلى نَفسِهِ لِلحِرصِ سُلطان
وَاِن نَبا بِكَريم مَوطِن فَلَهُ
سِواهُ في ذا الوَرى مُدُنٌ وَبُلدان
لا يبكِيَنَّ عَلى الاِوطانِ حَيثُ لَهُ
وَراءَهُ في بَسيط الاِرضِ اِوطان
وَالدَهر لَم يخلُ من صَفو وَمن كَدر
من سره زَمنٌ ساءَتهُ اِزمان
يا ظالِماً فَرحاً وَالعِزُّ ساعده
هَلّا عَلمت بان اللَهَ ديان
فَعد عَن الظلم او يُرديكَ آخرَه
اِن كُنتَ في سنة فَالدَهرُ يَقظان
يا اِيُّها العالَم المَرضِيُّ سيرَته
اهنَأ فَلا بُدَّ ان يُجزيكَ مَنّان
وَيا اديباً لِكَسبِ العِلمِ مُجتَهِداً
اِبشِر فَاِنتَ بِغَيرِ الماءِ رَيّان
وَيا اخا الجَهل لَو اِصبَحت في لَجج
اِو قَد اِحاطَك بَحر ثُمَّ خُلجان
فَاِنتَ لا زِلتَ فيها صادِياً ابداً
وَاِنتَ ما بَينَها لا شَكَّ ظَمآن
دَع التَكاسُل في الخَيرات تَطلُبُها
وَاِجهُد فَما فازَ بِالعَلياءِ خَربان
فَمن تَكاسَل لا يَحظى بِمحمدة
وَلَيسَ يُسعد بِالخَيراتِ كَسلان
صن ماءَ وَجهِكَ لا تَهتَك غلالتِه
لَئِلّا تَضحى وَمِنكَ الطَرفُ خَجلان
وَاِحرِص عَلى بَذلِهِ وَاِقصُد صِيانَتِه
فَكُل حُر لِحُر الوَجهِ صَوّان
لاتَحسب الناسَ طَبعاً واحِداً فَلَهُم
تَفَرَّعت في اِختِلافِ الطَبع اِفنان
وَفي سَجاياهُمو فَرق كَذلك لَهُم
غَرائِر لَست تُحصيها وَاِلوان
من اِستَعان بِغَير اللَهِ في طَلَب
فَسَعيُهُ عَبَث مِنهُ وَبُطلان
وَمَن يُرَجّي مِن الاِعداءِ مُنتَصِراً
فَاِن ناصَرَهُ عَجز وَخجلان
فَاِشدُد يَدَيكَ بِحَبلِ اللَهِ مُعتَصِماً
فَعَونُهُ دونَهُ عُقبَ وَمران
وَكُن عَلَيهِ مَدى الاِيامَ مُعتَمِداً
فَاِنَّهُ الرُكن ان خانَتكَ اِركان
لا ظِل لِلمَرءِ يُغني عَن تُقى وَرِضاً
وَلَو سَمى في المَعالي وَهو دَهقان
فَالمَرءُ من غَير تَقوى اللَهِ في خَطَر
وَان اظلَته اِوراق وَاِغصان
سُحبان من غَير مال باقِلٍ حصرٍ
عَلَيهِ من حَلل الاِذلال قُمصان
وَذو الفَصاحَةِ حالَ الفَقر ذو لكن
وَباقِل في ثَراهُ المالُ سُحبان
وَالناسُ اخوان من دالته دَولَتِهِ
مَهما عَلَيهِم قَسا في جانِبِ لانوا
بِحَيثُ كل المَلا في أي نازِلَة
لَهُ عَلى حادِثاتِ الدَهرِ اعوان
يا رافِلاً في الشَبابِ الرَحب مُبتَهِجاً
لَم تَخشَ دُنيا وَلا تَعنيكَ اديانُ
لَكَ الغُرور ازدَهى اِذ رحت مُبتَهِجاً
مِن كاسِهِ حَمل اصاب الرُشد نَشوان
لا تَغتَر بِشَباب ناعِم خَضل
بادي المَعاصي لَهُ في الغَيِّ ريعان
كَم يافِعٍ يَسبق الاِشياخ في اجل
وَكَم تقدم قَبل الشَيب شُبّان
وَيا اخا الشَيب لَو ناصَحتَ نَفسَكَ لَم
تَخطر بِثَوب لَهُ في اللَهوِ أَردان
وَما تَغاضَيت عَن ذِكر الحِسابِ وَلَم
يَكُن لِمِثلِكَ في الاِسرافِ اِمعان
دَع الشَبيبَة تُبدى عُذر صاحِبِها
فَما اِعتِذارك اِن ناجاكَ رُحمان
وَفي ضَلال مُبين اِنتَ تابِعَه
ما بال شَيبِك يَستَهويهِ شَيطان
كُل الذُنوب فَان اللَه يَغفِرها
سِوى اِسطِناع الخَنى تَأتيه شَيخان
وَلا عَلى خاطىءٍ قَد تابَ من حرج
اِن اِسعَف المَرءُ اِخلاص وَايمان
وَكُل كَسر فَاِن اللَهَ يُجبِرُهُ
كَما يُجبِر ذو العاهاتِ لُقمان
وَاِنَّما الكُفر لا يُرجى لَهُ امل
وَما لِكَسر قَناة الدينِ جبران
احسن اِذا كانَ اِمكان وَمَقدِرَة
فَالغافَلونَ عَن الاِحسانِ عُميان
وَكُن الى فُرصة الاِمكانِ مُنتَهِزاً
فَلا يَدومُ عَلى الاِنسانِ اِمكانُ
وَالرَوض يَزدانُ بِالاِنوارِ فاغمه
وَيُزدهي بِبسيم الزَهر بُستان
وَاِنَّما المَرءُ فَالاِنصافُ حِليَته
وَالحُر بِالعَدلِ وَالاِنصافِ يَزدان
خُذها سَرائِر أَمثالِ مُهذَّبَة
تَحدو بِها في مَسير الظَعنِ رُكبان
نَصائِح ثغرها الدريّ مُبتَسِم
فيها لِمن يَبتَغي التِبيان تِبيان
ما ضَرَّ حسانها وَالطَبع صائِغَها
قَلائِدا زانَها در وَعقيان
خَريدَة تسحِر الاِلباب لا عَجب
اِن لَم يَصُغها قَريع الشِعر حسان
عبدالله فريج
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/02/27 03:01:02 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com