وَأغيدٍ قَد يُرينا ضوءُ طَلعَتِهِ | |
|
| بَدراً وَيُزري بِغُصنِ البان اِن خَطرا |
|
وَالقَدُّ مِنهُ إِذا ما ماسَ عادِلُهُ | |
|
| نادى الى صَبِّهِ أَياكَ وَالخَطرا |
|
ظَبيٌ اِذا اشرَقت في اللَيلِ طَلعَتَهُ | |
|
| جَلا محَيّاهُ في جُنح الدُجى سِحرا |
|
وَاِذ غَدا بابليَّ الطَرف لا عجبٌ | |
|
| عُقولَ اهلِ الهَوى بِاللَحظِ اِن سحرا |
|
ناحَ الحَمامُ عَلى الاِغصانِ في سحر | |
|
| بجندسِ اللَيلِ قَبلَ الصُبحُ ما اِنفَجَرا |
|
يَبكي عَلى إِلفِهِ وجداً فَذَكَّرَني | |
|
| وَاِستَنزَلَ الدَمعُ مِن عَيني دَماً فَجَرى |
|
قالوا سَلَوتَ هَواهُم بَعد ما رَحَلوا | |
|
| يا ما تُقاسي مَلاماً متهمو فَتَرى |
|
فَقُلتُ لا عِشتُ يَوماً بَعد فرقَتِهِم | |
|
| اِذا فُؤادي هَواهُ في النَوى فَتَرا |
|
وَشادنٍ تَخجَلُ الاِقمارَ طَلعَتَهُ | |
|
| عِندَ التَجَلي فَقُل سُبحانَ من فَطرا |
|
وَاِن يَفوق سِهاماً من لَواحِظِهِ | |
|
| لا بدعَ قَلب الشَحي عَمداً اِذا فَطَرا |
|
رَمى فُؤادي بِسَهمٍ عَن حَواجِبِه | |
|
| فَاِعجَب لِقَوسٍ بِهِ يَرمي وَلا وَترا |
|
وَاِذ تَعَوَّذتُ مِن تِلكَ السِهامِ بِهِ | |
|
| فَقالَ يا ما تُقاسي في الهَوى وَتَرى |
|
لِلَّهِ مِنهُ قَوامٌ زانَهُ هَيَفٌ | |
|
| يُزري بِغُصنِ النَقافي الرَوضِ اِن خَطَرا |
|
ريمٌ يَكادُ الهَوى يودي بِعاشِقِهِ | |
|
| يَوماً اِذا طَيفُهُ في بالِهِ خَطرا |
|
لِلَّهِ ظَبيٌ إِذا ما اِفتَرَّ مُبتَسِماً | |
|
| أَبدَت اِلَينا ثَنايا ثَغرِهِ بَرَدا |
|
أَصلي فُؤادي لَهيبٌ فَوقَ وُجنَتِهِ | |
|
| فَحُرُّهُ دائِمٌ هَيهاتَ اِن بَرَدا |
|
مَليكُ حُسن لَهُ العُشّاقُ خاضِعَةٌ | |
|
| وَاِن يُقاسوا عَذاباً في الهَوى وَرَدى |
|
لَو قالَ وَالصَبُّ يَلقى المَوتَ مِن ظَمَإِ | |
|
| اِيّاكَ يا ذا ورودَ الماءِ ما وَرَدا |
|
ريمٌ نَخالُ بدورَ التمّ طالِعَةً | |
|
| اِذا عَلَينا بِلَيلٍ في الدُجى وَفَدا |
|
لَو يَطلُبُ الروحَ من صَبٍّ اِلَيهِ صَبا | |
|
| في يَومِ وَصلٍ لَوالاهُ بِها وَفَدا |
|
وَاِهيَفٍ فَدُّهُ رمحٌ فَلا عَجَبٌ | |
|
| في لَحظِهِ اِن تَبَدّى الصارمُ الذكرُ |
|
وَلَيسَ بَدعٌ اِذا عشاقُهُ طَرِبَت | |
|
| لَدى غَرامٍ اِذا ما حبهُ اِذَّكروا |
|
لَو قَد دَرَوا صَبوَتي في الحُبِّ ما عَذلوا | |
|
| يَوماً وَعَنّي حَبيبَ القَلبِ ما حَجروا |
|
حَتّى إِذا خالَني قَد صَدَّ مُبتَعِداً | |
|
| كَأَنَّما قَلبُهُ في قَسوَةٍ حَجرُ |
|
شَقيقُ بَدر زَها حَسناً فَلا عَجَبٌ | |
|
| في حُبِّهِ اِن يَهيم البَدوُ وَالحَضَرُ |
|
خَلعتُ في حبهِ مني العذارَ فَلا | |
|
| اِخشى العَواذِلَ اِن غابوا وَاِن حَضَروا |
|
وَحقِّ من في الهَوى فيكُم عَليَّ فَضى | |
|
| يا آلَ وُدّي وَاِحلالي بِهِ وَصَبا |
|
ما هبَّ ريحُ الصَبا من حَيكم سَحَراً | |
|
| اِلّا وَمالَ فُؤادي نَحوَكُم وَصَبا |
|
مَليحَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ لَاِنكَسَفَت | |
|
| لِلقَلبِ مِنها الهَوى فَخَّ العَنا نَصبا |
|
وَاِذ تَمادَت بِذيّاكَ الدَلالِ فَكَم | |
|
| قَد اِورَثَت في الهَوى عشاقَها نَصبا |
|
لِلَّهِ مِنها خضابٌ في الكُفوفِ زَها | |
|
| فَزان بِالنَقشِ في حُسنِ أَنامِلَها |
|
هَيفاءُ ما أَسفَرَت عَن وَردِ وجنَتِها | |
|
| الّا وَشَوقاً رَنَت كلُّ الاِنامِ لَها |
|
وَاِهيَفٍ طالَما اودى بِعاشِقِه | |
|
| وَقَلبَهُ من شُجونِ الحُبِّ كَم وَسَقا |
|
يَسبي التَدامي بِالحاظِ فَيُسكِرُهم | |
|
| اِن طافَ يَسعى عَلَيهِم بِاللَمى وَسَقى |
|
اِقولُ يا مَن اِلَيهِ في رَسائِلِه | |
|
| يا طالَما الصَبُّ اِفنى في الهَوى وَرقا |
|
فَقالَ لي كَيفَ تَرجو صاحِ عَن عَبثٍ | |
|
| وَصالَ بَدرِ سَما في افقِه وَرَقى |
|
جَسَّ الطَبيبُ فُؤادي في زِيارَتِه | |
|
| فَقد رَثى لي وَوَصلَ الحُبِّ لي وَصفا |
|
فَقُلتُ من لي وَلو بِالطَيفِ في سَنةٍ | |
|
| مِنهُ وَهَجري لَدَيهِ قَد حَلا وَصَفا |
|
نادَيتُ اِذ قَد نَأى وَالقَلبُ يَعتبَعُهُ | |
|
| وَراحَ يَسعى عَلى آثارِهِ وَقَفا |
|
رِفقاً بِصَبٍّ اِذابَ البَينُ مهجَتُهُ | |
|
| وَاِرحَم مَعنى عَلَيكَ الدَمع قَد وَقفا |
|
لا آخذَ اللَهُ ذياكَ الحَبيبَ وَلا | |
|
| جوزي بِما لَحظُهُ في مُهجَتي فَعلا |
|
اِذ تَيَّم القَلبُ مِنّي في محبتِهِ | |
|
| خَفضتُ قَدري اِلَيهِ في الهَوى فعلا |
|
لِلَّهِ عَهدُ حَبيبٍ كُنتُ آلفهُ | |
|
| عَليَّ في حُبِّهِ وَاللَهِ هانَ دَمي |
|
لا زِلتُ أَبكي عَلَيهِ ادمُعاً بِدَمِ | |
|
| فَاِن وَهى الصَبرُ مِنّي ما وَهى نَدمي |
|
لِلَّهِ مِنهُ مُحَيّا جَلَّ مُبدِعُهُ | |
|
| بِحُسنِهِ جَلَّ في اِفق البَها وَسَما |
|
مِنهُ جَفاءٌ وَمِنّي في الغَرامِ لَهُ | |
|
| مزيدُ حَمدٍ وَشُكرٍ دائِمٍ وَثَنا |
|
وَاِن يَكُن في الهَوى عَنّي بِلا جرمٍ | |
|
| لَوى عَنانَ وِصالٍ بِالنَوى وَثَنى |
|
رَشاً عَلى دَولَة العُشّاقِ اِجمَعها | |
|
| اِضحى مليكاً وَسُلطان الملاحِ غَدا |
|
ما جِئتهُ لِوَفاءِ الوَعدِ مطلباً | |
|
| اِلّا وَقد تاهَ اِعجاباً وَقالَ غَدا |
|
رِفقاً بِمَضنىً هَواهُ كادَ يُتلِفُهُ | |
|
| يا بَدرَ تَمَّ اِضا في افقِه فَلكا |
|
صَبٌّ لَهُ جِسمُهُ يَلقى العَذابَ بِهِ | |
|
| في مَعرض الحب اما روحهُ فَلكا |
|
يَقولُ من اِنتَ يا هذا فَقُلتُ لَهُ | |
|
| راجي وِصالٍ لَدى ظَبيٍ وَسائِلُهُ |
|
فَقالَ مَهلاً أَبا مَغرور في طَلَبٍ | |
|
| فَهل وِصال الظَبي تَرجى وَسائلهُ |
|
اِنا الَّذي لا أُبالي في الغَرامِ بِما | |
|
| قَد نَمَّ واشٍ عَلَينا في الهَوى وَسَعى |
|
وَاللَهِ لَو قَبلَ خلفَ السَدِّ جبرتُنا | |
|
| لَهام قَلبي اِلَيها طائِراً وَسَعى |
|
وَظبيَةٍ دونَها العنقاءُ في طَلبٍ | |
|
| هَيهات اِن قَد وَفَت يَوماً بِما وَعدت |
|
اِنَّ النجني لها دَأبٌ فَلا عَجَبٌ | |
|
| لَهامَ قَلبي اِلَيها طائِراً وَسَعى |
|
بادي التَجني هَواهُ حينَ خامَرَني | |
|
| ياما تَباحَثَ مع قَلبي وَجادَ لَهُ |
|
رَشاً فَلَو كادَ يَقضي صبُّهُ شَغفاً | |
|
| هَيهاتَ يَوماً اِذا بِالوَصلِ جادَلَهُ |
|
نَبيُّ حُسنٍ لَهُ بادَرت مُستَبِقاً | |
|
| فَكانَ حجي لَهُ قَبلَ المَلا رجبُ |
|
قَد لامَني فيهِ شَعبانٌ وَعَنَّفَني | |
|
| اِما دَرى اِنَّني عَن عذلِهِ رَجَبُ |
|
دارُ الاحبّا بِهِم شَطَّت فَوا أَسَفي | |
|
| مِن لي بِدار الاحبّا وَالرواحِ لها |
|
وَكَيفَ اِسلو دياراً مُهجَتي عَلِقَت | |
|
| بِها وَشَدَّت لَها شَوقاً رَواحِلها |
|
وَشادن اِن بَدَت لِلنّاسِ طَلعَتَهُ | |
|
| مِن ذا الَّذي لَم يَكن روحاً لهُ وَهبا |
|
ما مَرَّ بِالصَدِّ عَني غَير مُلتَفِتٍ | |
|
| الّا وَطارَت شُعاعاً مُهجَتي وَهبا |
|
افديهِ من اغيدٍ مُرخى الدَلالِ فكم | |
|
| ازرى بسمرِ رماحٍ فدُّهُ وَقنا |
|
كَأَنَّهُ غُصنُ بانٍ في مَعاطِفِه | |
|
| فَيا لِحظ الَّذي قَد حازَهُ وَقَنى |
|
دَعوتَهُ لِوِصالٍ بَعد اِن وَهنت | |
|
| مِنّي قُوايَ وَفيهِ شَفَّني وَلَهُ |
|
قالَ اخشَ من لَوم واِشينا فَقُلت لَهُ | |
|
| دَعهُ يَلومُ وَيَعوي مالَنا وَلَهُ |
|
في حُبِّهِ كَم اببتُ اللَيلَ في أَرَقٍ | |
|
| ارعى بِجُنح الدُجى بادي كَواكِبِهِ |
|
فَقُلتُ لِلنَّفس اِذ ذابَت حَشاشَتُها | |
|
| صَبراً عَلى حرِّ هَجر قَد كَواكِ بِهِ |
|
تحاربَ الحُبَّ مَع قَلبي وَاخضعهُ | |
|
| فَقُلت يا قَلبيَ اِكفُف عَن تحارُبهِ |
|
فَقالَ كَيف اِصطِباري عَن هَوى رَشإٍ | |
|
| اهل الهوى سحرُ عَينَيهِ تحارُ بِهِ |
|