عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > كادت تهد بفقدك الأجبال

العراق

مشاهدة
464

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كادت تهد بفقدك الأجبال

كادت تهد بفقدك الأجبال
ويميذ أرجاء الثرى زلزال
وجوانب الفلك المحيط بدوره
فوق البسيطة كلها تنهال
والناس فيك تقطعت أسبابها
لما مضيت وخابت الآمال
وغلى لأفواج الملائك بالشجى
لك فوق سبع طباقها أعوال
ما خلت والملكوت باسمك ناشئ
تغتالك الأقدار والآجال
وأحال ضوء الصبح خطبك مظلماً
وبنوا الهدى منهم تغير حال
يا من به الرحمن زين عرشه
وله وطت حجب الجلال نعال
والله قال بكل ذكر محكم
بولاء أحمد تقبل الأعمال
خدم ملائكة السما في بيته
والأنبياء لأمره عمال
نور تكون ليس من حمأ ولا
يعزى لهيكل قدسه الصلصال
هذا أبو الزهراء شمس بالهدى
يزهو وبدر كامل وهلال
حلى الشريعة في زمان حياته
واليوم فاقدة الحلى معطال
وغدت ديار المجد بعد وفاته
للناس وهي من البلى أطال
ما في مواقدها لنيران القرى
ومض ولا فيها تحط رحال
أضحى ثماداً بالهواجر ماؤها
بالورد وهو مصفق سلسال
والعيش بالأكدار شيب وصفوه
منه تأجن بالمذاق زلال
والدين بعد عباب غمرة علمه
أضحى يموج كما يموج الآل
قد سد من علم المدينة بابها
يوم السقيفة قومها الجهال
حسبت نفوسهم حوت شرفاً بها
كلا فهم بحظوظهم أنذال
فتشكلت حصباً لنار جنهم
وتمثلت أفعى لها أفعال
لم يحفظوا يوماً وصية أحمد
وله بمحض الصدق فاه مقال
ثقلين خلف فيهم لما مضى
وهما الكتاب لشرعه والآل
فسروا خفافاً بالعمى قد انقضت
أكتفافهم من وزرهم أثقال
أمن العدالة أن تؤخر بالولا
هام العلى وتقدم الأكفال
ذهبت عقول معاشر قد خولطت
بالغي مس غالها وخيال
عدلت عز الشرف الأصيل وفيه قد
عزت فطوق جيدها الأذلال
دلجت عرينة ذلك الأسد الذي
عنه يحيد الضيغم الرئبال
بنت النبي محمد عقدت له
زوجاً له من نسلها أشبال
لو لم يكن مثل النبي حوى التقى
والفضل لم تضرب به أمثال
عزلته عن نهج الهدى وتحكمت
بالأمر من رجال
طفقت لمال الله تخضمه كما
بالخصب تخضم نبته الاجمال
وحلال شرع الله حرم بينهم
وحرامه قد ظل وهو حلال
وتطاولت وأصبح
تجنى له الأفياء والأنفال
وعدت نحو صفوة هاشم
ميل القدود وخطوها أميال
وأمية أضحت بأمرة جعدها
مرحاً بأثواب الهنا تختال
وبغصبها حق الوصي وهضمه
داوت قلوباً ملؤها أعلال
سئمت أبا حسن الطعام لأنه
يوم الوغى لكماتها قتال
ولقد أباح الدين سفك دمائهم
للشرك مذ ركنوا هناك ومالوا
إن أومضت من سيف حيدر برقة
في الربوع منها ترعد الأبطال
من فوق أيدي العالمين له يد
فيها مصابيح السماء تنال
تلقى مقاليد الهوى لبنانها
وبها تفك لكنزه أقفال
وتمور منه لدى الهياج زعازع
وتهب منه لدى العطاء شمال
لو كان طرس ثناه في أرقامه
صدر الفضاء أضاق منه مجال
في الدهر ممتنع الوجود مثيله
قد عز بالتكوين فهو محال
فكأنما السبع البحار لقطره
من فيض نائل كفه أوشال
هو بدر شع عارضه سنا
ومن المكارم عارض هطال
جهلت مقام علاه شر معاشر
يذكى لهم بجهنم اشعال
والعرب كالأبل الرتاع أصابها
جرب عزائمه لهم أجذال
غرتهم دنيا بمر صروفها
من شأنها الإدبار والإقبال
لا ترعوي عن غيها آراؤهم
كلا ولا عنه لها اجفال
هدرت لهم إبل الضلال نواعياً
ولها بأيديهم يحل عقال
من قبل كانوا في البرية سوقه
فعنت لهم من رعبها الأميال
عثر الهدى منهم بنهج عماده
ما كان في أحد هناك يقال
فعرت عقول أولي البصائر شكره
عن جوزهم واعتاقها اغفال
والناس قد مالوا إليهم رغبة
حيث النفوس لديهم والمال
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/03/01 12:23:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com