عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > جادت بإحسانه يد الحسناء

العراق

مشاهدة
704

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جادت بإحسانه يد الحسناء

جادت بإحسانه يد الحسناء
زارتك سراً خشية الرقباء
ورعت عهود مودةٍ ووفاء
أرأيت يوم تجملت برداء
جاءتك ماشية على استحياء
نشرت ذوائبها تظلل صبها
إذ أسفرت كالشمس كانت حجبها
غرست بحبات الضمائر حبها
من أفضل الحسنات أحسب ذنبها
عمدت علي بأقتل الأدواء
خطرت فهزت للقنا خطارها
والغنج سل من الصفاح شفارها
بغرار أجفان رهفن غرارها
كم للكواكب أخجلت سيارها
بسنا محيا ساطع وسناء
قد زينت حلل المحاسن والحلى
بتليع جيد لا يزال معطلا
ورضابها بالطعم شهداً قد حلا
جلت المحيا بدر تم فانجلى
من فرعها في ليلة ليلاء
هيفاء من ترف الصبا تنعطف
وبرشف مبسمها رحيق يرشف
ولغير أسراب الظبى لا يألف
لي بالهوى معها تشكل موقف
يشكو الفؤاد به من الضراء
جساسة بالعود صوت مهلهل
مذ صورت قال الجمال لها أقبل
وتعززي بتمنعٍ وتدلل
وإذا نزلت بمهجة لا ترحل
وصلي بياض الخد بالسوداء
طافت بأكوابٍ تجلت أنجما
ومن ابنة العنقود قد ملئت دما
فصبا الهلال الى السوار متيماً
قد ودعنه يزين منها المعصما
لما أدارت أكؤس الصهباء
عنها انصرفت وقد جنت لي صرفها
وعطفت عنها مذ ثنت لي عطفها
فلزمت حصن العالمين وكهفها
من كف من أيدي النوائب كفها
صنو النبي وسيد البطحاء
لك يا علي عجائب ومعاجز
ومن المكارم كرمتك غرائز
لم يخف عن عينيك شيئا حاجز
عن وصف ذاتك كل فكر عاجز
والوهم رهن الوهن والأعياء
بدء الثنا بمدى علاك ويختم
والفضل منك على الورى يتقسم
وبكل شيء في الخليقة تعلم
مجداً على الخلفاء أنت مقدم
والله أعطى الذكر للخلفاء
قد عدهم باري البرية أربعا
ورأى عظيمهم البطين الأنزعا
جلى عليهم فضله وترفعا
والوحي صدقه غداة هو ادعى
اسم العلى قد شق من أسمائي
خلفاء أولهم أبوهم آدم
وأخيرهم فيه استقام العالم
قد خصه للرسل من هو خاتم
بخلاقة فيها العلى تتراكم
كركام جون السحب ذو الأنواء
تا الله ما زانته بل هو زانها
فأباد شانئها وعظم شانها
للصحف سل عن فضله قرآنها
آياته شهدت فعد بنانها
لوجوده بعضاً من الشهداء
سراً بضمن الغيب كان مغيبا
ووراء حجب القدس كان محجبا
وببيت رب العرش طهر منسبا
لا غرو آدم لو دعاه له أبا
هو قبله يدعى أبا الآباء
بني الهدى وبه بناه تأسسا
والعرش قدماً باسمه السامي رسا
قد جاوز الفلك العظيم الأطلسا
يا ثانياً من خمسةٍ تحت الكسا
شرفت للعلياء كل كساء
بالوحي تعلم أنت قبل نزوله
حيث ارتضاك الله صنو رسوله
طلت الوجود بعرضه وبطوله
والدين غرس فروعه وأصوله
بك دوحة بسقت على الخضراء
وأراك سر الغيب تحت ستوره
نوراً قد اتضح الهدى بظهوره
لما رقى موسى بذروة طوره
صقعاً هوت من لمح شعلة نوره
وسناه دك الطور من سيناء
قد كنت قدماً للكليم مكلماً
ولآي وحي الله كنت مترجما
لك قد وعى نطقاً ولم يبصر فما
فأجال نظرته ابن عمران فما
ظهرت حقيقته لعين الرائي
أنت الذي بدأ الإله بخلقه
للخلق أقسم في الكتاب بحقه
متخلف عنك الوجود بسبقه
بيديك أعطى الله قسمة رزقه
في كل صبحٍ مشرق ومساء
وبسر غيبك غامر البحر انفلق
فنجى الكليم وغال فرعون الغرق
والله قال وكان منه القول حق
أنت الذي في الكون أحسن من خلق
في كل أرض كونت وسماء
بمخازن الأسرار كنهك ما علم
وبساق عرش الله شكلك قد رسم
فالأنبياء بكهف مجدك تعتصم
وولاك عقد في طلا الدنيا نظم
قد أخجل القمرين بالأضواء
أنت ابن عم المصطفى خير الورى
وأبو الأئمة من بهم زهت الثرى
شرفت مكة والصفا والمشعرا
وقد استطلت على الخليفة مفخرا
مذ كنت كفو البضعة الزهراء
يجري بصارمك القضاء مقدرا
من لوحه يمحو ويثبت أسطرا
ولطوع راحتك السحاب تسخرا
وبضمن جيب الغيب كنت مصورا
مذ كان عرش الله فوق الماء
كم قد طويت من الوجود عوالماً
وبها وجدت بكل شي عالما
ما زلت حياً عند ربك دائماً
في عالم الأموات تأمر حاكما
ويطاع منك الأمر في الأحياء
خرت لعزتك الملوك خواشعاً
وعنا لك القدر المحتم طايعا
والدهر ظل الرشد قولك سامعا
ورأت عياب العلم صدرك واسعا
ويضيق عنها صدر كل فضاء
يا نيراً نور الهداية فيه تم
والله قد جعل اسمه السامي علم
فوق العلى قدم وطت لك من قدم
لولاك ما ظهر الوجود من العدم
والنور لم يخرق ردى الظلماء
لولاك آدم في البرية ما خلق
فوجوده بوجود قدسك قد سبق
والكون فعلا من فعالك لم يطق
يا غافلاً عن فضل حيدرة أفق
من ظلمة لترى عمود ضياء
شابهت أحمد بالعلى جرياً وجد
والله غيرك للأخوة ما وجد
روحاكما روح موحدة بعد
والحق ثنى في الوجود لها الجسد
كفوان شخصكما بلا أكفاء
نوراً بساق العرش حين سطعتما
خرت لعزته ملائكة السما
والله بصر فيكما ليل العمى
وجلال شأنكما سرى فتقدما
من قبل خلق الله للأشياء
يمنى الهدى طه وأنت يساره
بكما استبانت ناره ومناره
ببقاكما الملكوت قر قراره
والغيب تظهر منكما أسراره
لكما يشير الكون بالإيماء
ردت لك الشمس المضيئة في السما
والله باسمك واسمه قد أقسما
والروح من فيك الجواب تعلما
لو لم تعر للغيب منك فماً فما
نزل الكتاب بمحكم الأنباء
بك للسما رب البرية ماسك
حياً تدوم وكل شيء هالك
وبكل فضل للنبي مشارك
لك طاع رضوان وأذعن مالك
وعنت لأمرك عزة الأمراء
أنت الكتاب نطقت عن لسن الهدى
ورآك ناموس الملائك مرشدا
لك قدرة الرحمن قد بسطت يدا
أجرت ينابيع المكارم بالندى
والسحب قد ضنت عن الأنداء
من فوق طور علاك ناجيت العلى
والذكر مدحاً في صفاتك أنزلا
أمليت علماً بعضه أغنى الملا
قل للذي حمل الكتاب وقد تلا
واصلت حبل ولائه بولائي
الله تبراً صاغ وصفك فانسبك
وله نسبت فزان حسناً منسبك
فولاء حبك للقلوب هو المحك
من جاز منك على الصراط بغير صك
تلقيه في سقرٍ مع الأعداء
أنت الذي منك الأوامر تفرض
وعليك أعمال الخلائق تعرض
تعطي محبيك الجنان وقد رضوا
فيها ويهوى في الجحيم المبغض
والناس منك بنعمة وبلاء
في الكون طوع يديك قد دار الفلك
وعلا المثاني سبع إن ذكرت فلك
والعالم التكوين أمرك قد ملك
بشراً خلقت وأنت يخدمك الملك
ومداك جاوز مفرق الجوزاء
كل الجواهر في مساومة الزمن
رخصت غداة غلت صفاتك بالثمن
بالسر فضلك الإله وبالعلن
حسنت بك الحسنى فأنت أبو الحسن
بحر النوال وفارس الهيجاء
جزت الشجاعة والسماحة والحجى
وسناك كالقمر المنير جلى الدجى
أوضحت قدماً للهداية منهجا
ولك الشفاعة في القيامة ترتجى
ونداك مبسوط لكل رجاء
أنت الصراط المستقيم إلى الهدى
والعيلم الطامي بأمواج الندى
والصارم الماضي المخيف حشى الردى
والباسل المردي زرافات العدى
من بأسه قد حط كل لواء
الصعب سهل والعسير تيسرا
بيمينه واليمن عنها أخبرا
وبجودها مد الخضارم قد جرى
يمنى علاً عنها الكليم تأخرا
لما جثته سنا اليد البيضاء
تجري مقادير القضاء بحكمه
والرسل يصدر عزمها من عزمه
ما فسرت رمزاً غوامض علمه
شق اسمه ذاك العلى من اسمه
وحباه منه بأكبر الآلاء
مَن مثل سيدنا علي المرتضى
ولذاته رب السما يبدي الرضا
بدر به أوج الهداية قد أضا
في العالم العلوي تقدير القضا
قد خصه في حكم كل قضاء
ذاك ابن عم المصطفى السامي علم
كالغيث تنطف من معانيه الحكم
في اللوح أثبت فضله صنع القلم
أثنى عليه مسلماً باري النسم
وثناؤه قد فاق كل ثناء
في اللوح فضلك أسطراً لما كتب
من عده جمع الملائك قد عجب
وبفلك نوحٍ قد نجا بك من ركب
وسواك إن نادى المهيمن لم يجب
أحد هناك ملبياً بنداء
أنت الذي فيك الوجود تحيرا
والله مازك في الورى وتخيرا
كنزاً لنور القدس كنت ومظهرا
ولسان وحي عنه كنت معبرا
ملأ الوجود بأحسن الإملاء
جهل الذي بالله خالك متحد
والله غير رضاك شيئاً لم يرد
لولاك بين الخلق طرا ما عبد
كشف الغطاء لناظرين فلم تزد
أبداً يقيناً عند كشف غطاء
بك شاد للبيت الخليل قواعداً
ولسعي إسماعيل كنت مساعدا
وقد اطلعت على الحقائق شاهدا
ما زلت في الملكوت فرداً واحدا
وعلاك قد كثرت بلا إحصاء
نار الخليل لهيبها بك قد خبا
ودعاك رهن لسجن يوسف مكربا
وبك ابن مريم قد سما وتقربا
وسواك أحمد للاخا لن يطلبا
حيث اجتباك له بمحض إخاء
دين الإله على قوامك يعتمد
وبجنبك الإسلام ظهراً يستند
لم تحو أندية العلى لعلاك ند
في البيت مثلك لم يكن أحد ولد
من أشرف الآباء والأبناء
ليد الرسالة ما برحت كتابها
مذ صرت من تلك المدينة بابها
ومن الجلالة قد كشفت حجابها
ومن الإمامة قد لبست ثيابها
ومشيت فوق مفارق العظماء
صلى الإله عليك يا غوث الورى
وغياثهم في كل خطب قد عرى
والله شبهك في البرية ما برى
والفكر عن إدراك كنهك قصرا
فغدا يجول بمقلةٍ عمياء
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/03/01 12:28:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com