عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > بكى الدين والدنيا عليك فأفجعا

العراق

مشاهدة
1193

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بكى الدين والدنيا عليك فأفجعا

بكى الدين والدنيا عليك فأفجعا
وفيك أسلا من دم القلب أدمعا
وصلتهما بالعدل والفضل فارتمت
سهام الردى قلبيهما فتقطعا
فيا مالك الدهر الذي كنت واحداً
به أرقت أجفانه لك أربعا
ويا ثاوياً في مرقدٍ ودت العلى
على تربه تحنو من الشوق أضلعا
وغر المساعي كان أقصى مرامها
تشق الحشى منها لجسمك مضجعا
لقد ثبت الإسلام فيك موطداً
ورزؤك أوهى جنبه فتضعضعا
قواعد بيت الله فيك تدافعت
وجانب طور المجد فيك تصدعا
وفيك مصابيح الهداية أخمدت
وعارض نوء الجود فيك تقشعا
فيا دهر أرديت الذي بنواله
إذا العام أكدى مجدباً عاد مسرعا
تركت يمين الدين جذاء بعده
وغادرت عرنين الهداية أجدعا
ومن قبة العليا نزعت عمادها
فحسبك ما أبقيت للقوس منزعا
أبا حسن كيف الردى حل موقفاً
وما ضاق ذرعاً مذ دنا منك أذرعا
ولاقى مطلا منك سيف ابن ملجم
لدين الهدى راساً من الشرك أنزعا
هو حيث في المحراب قد كنت ساجداً
وخلفك قد صلى الملائك ركعا
فلم يرد حد السيف عزمك وحده
ولكنه أردى أولي العزم أجمعا
رأى عزمك الوثاب بالموت أرقما
فصير صدر السيف بالسم منقعا
لقد قتلت فيك الصلاة وغودرت
فرائض دين الله حولك صرعا
بك انفصمت للدين أوثق عروة
وطاح الهدى والعرش فيك تزعزعا
وثات بآفاق السموات غبرة
بها الفلك الدوار حزناً مبرقعا
وأسرع جبريل بترديد صوته
جميع البرايا حين بالرزء قد نعى
تهدم ركن الدين وانطمس الهدى
ودك الردى طود من النجم أرفعا
فكيف رآك الموت شخصاً ولم يزل
لأسرار علم الغيب قلبك موضعا
أظن الردى وافاك بالسعي قاصداً
له مذ بدت أنوار قدسك لمعا
أصم من الأيام ناعيك سمعها
وصاخت له صم الرواسي فأسمعا
فيا ضربة قدت من الدين بيضة
غداة نضت بيضاً من الغي قطعا
فكيف لسيف الله فلت مضارباً
بها الدين بعد الطمس مجداً ترفعا
ودقت من الإسلام لدنا مثقفاً
رأى الموت رأساً منه بالطعن أصلعا
وأردى هزبراً في شرى المجد ملبداً
إذا أبطئ المقدام في الروع أسرعا
فيا قائد المقدار طوع بنانه
وكان عصياً فانثنى لك طيعا
مددت يميناً للمنية لم يكن
لها ساعد المقدار يعدل اصبعا
وغمضت عيناً في الوجود بصيرة
على الغيب نور الله فيها تطلعا
كفى بك فخراً أن جبريل حامل
سريرك من ثقل الحجا قد ترعرعا
ومن خلقه الأملاك تندب بالأسى
وتهوى له الأفلاك بالطوع خضعا
عجبت لقبر ضم شخصك لحده
ومجدك من صدر الفضا كان أوسعا
فما خلت نور الله خلف حجابه
ببطن الثرى يمسي هنالك مودعا
وتدنو المنايا منك والرعب ملؤها
فتصعد كهفاً من حماك ممنعا
لقد كشفت فيك المعالي قناعها
غداة بحد السيف صرت مقنعا
فيا كعبة الآمال طاف بها الهدى
على الطوع فرضاً واجباً وتطوعا
لئن كسفت من بعدك الشمس والحيا
عن الناس في عام من الجدب أقلعا
فقد علمت أنت الذي قد رددتها
من الفلك الساري ومركزها معا
بفقدك نادى الدهر أين الذي إذا
تنازع أردى أو إذا جاد أشبعا
مصابك هد البيت فانهد ركنه
وأصبحت البطحاء قفراء بلقعا
عشية روح القدس أودعك الثرى
سرى الرشد ليلاً والهدى فيك ودعا
وأنزل ناموس الملائك حاسراً
وأمست جميع الرسل بالحزن خشعا
لنعشك سبطا أحمد قد تكنفا
بأرض حمى العلياء والخضر شيعا
أصنو النبي المصطفى بك قد ذوت
ربوع الندى والدين منك تفرعا
فأحمد قد فاق ابن عمران قدره
وأنت الذي قد فاق قدرك يوشعا
رياض الندى من بعد فقدك صوحت
وعيسى المنى سارت على الياس ضلعا
وحنت لك الدنيا حنين طلائح
عطاشا لورد الماء يبغين مشرعا
فأي فؤاد لم يذب لك حسرة
وأي مآق لم تسل لك أدمعا
جدير عليك الكائنات بشجوها
تغص فتقتات الحنين المرجعا
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/03/01 12:29:30 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com