عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > يا سائق النوق عن الأربع

العراق

مشاهدة
438

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا سائق النوق عن الأربع

يا سائق النوق عن الأربع
دعها تجاري الريح بالأربع
وتنشر الأكم وتطوي الثرى
في الوخد بالأميال والأذرع
تكبو الرياح الهوج عن شأوها
غائرة وهنا ولم تتبع
متى ادعت تسبق برق الحيا
مسرى فصدقها بما تدعي
رأد الضحى ترعى سموم الفلا
وذاك مرعى قبل ذا ما رعي
كم حملت أكوارها هودجا
سوى فريد الحسن لم يجمع
ضم مها جرعني شوقها
كأسا من البرحاء لم تجرع
بت أناجي الشهب من لوعتي
مستيقظات الطرف لم تهجع
غابت شموس الحي من أعيني
ووجدها أضحى مقيما معي
أحسب خضراء السما روضة
زاهرة بالأنجم الطلع
لو تعلم الورقاء في صبوتي
كفت حيا منها فلم تسجع
دعوتها والوجد ملء الحشى
مني خذي النوح وإلا دعي
تبكي بلا دمع على إلفها
وبالبكا أذرى دم الأدمع
وما رقت لي بالشجى عبرة
لفتية في كربلا صرع
تلك الوجوه الغر عنهم حكت
ضوء بروق في السما لمع
غذتهم درا ضروع الإبا
وخدهم للذل لم يضرع
خفوا إلى الموت على رغبة
فعانقوه بالخطى المسرع
من محكم الصبر ضحى ألبسوا
زغفا فأغنتهم عن الأدرع
فخاطبوا الهيجاء في زحفهم
عنك جلابيب الحياة انزعي
مثل الصلال الرقش قد نضنضت
قتالة في سمها المنقع
ضراغم يرهب جمع العدى
زئيرها في غابها المسبع
يلقون أطراف القنا والظبى
في الروح باللباة والأضلع
هم كسروا فتكا أكف الردى
فلم تجد فيهن من اصبع
لا يركزون السمر يوم الوغى
إلا بصدر الفارس الأشجع
مذ ألقحت بالقضب غاراتهم
قالوا لها رهن المنايا ضعي
يقتادهم للموت مستقبلا
شبل البطين الأسد الأنزع
قريع حرب بسوى رمحه
باب المنايا السود لم يقرع
لف رعيل الخيل في مثلها
وفل أطراف القنا الشرع
واقتحم الهيجاء في مرهف
غير رقاب الشوس لم يقطع
وحده ركب في صوغه
طوقا على أعناقها الخضع
كأنما الأعمار زرع نشا
والسيف أضحى حاصد المزرع
صير أجسام العدى مطعما
لسرب عقبان الربى الوقع
حتى إذا وطد ركن الهدى
فوق سماك الفلك الأزمع
زجت يد الأقدار سهما له
لم ير غير القلب من موضع
فخر للترب على وجهه
ظام ومنه القلب لم ينقع
يا لقتيل قد بكته السما
وفيه جبريل أطال النعي
قد رضت الخيل له أضلعا
تطوى على سر الهدى المودع
ثاو وقد حفت به صحبه
من كل شهم ماجد أروع
حامت على الورد لهم أنفس
عطشى فذادوها عن المشرع
وقطعت بالضرب أعضاءهم
ألسنة البيض الظبى القطع
بطونهم غرثى وأكبادهم
حرى فلم تبرد ولم تشبع
كل قتيل بحدود الظبى
يسقى من الماء ولم يمنع
إن رفعت أرؤسهم بالقنا
فراية التوحيد لم ترفع
ما كان ذنب القوم حتى بهم
قد طلبوا الوتر من الرضع
كم من رضيع عاطش قد سقى
صبرا بكأس للردى مترع
وحرة من فوق عجف المطا
تهدى لعبد لكع أكوع
نور جلال الوحي قد صانها
وإن بدت حسرا بلا برقع
تكاد مهما أجهشت بالبكا
تحمي الثرى بالأدمع الهمع
ربائب المختار تطوي الفلا
على نياق طلح ضلع
يسلب عنها البرد قسرا كما
ينتزع الحلي ولم تدفع
هواتف قد فزعت بالسبا
لم تلتجي يوما إلى مفزع
نادت حماة الدين في صوتها
لكن آذان العلى لا تعي
قد صك ريب الحتف أسماعها
بصم أرماح فلم تسمع
يا دهر كم منك أساءت يد
ببسطها الإحسان لم يصنع
رمت بني الوحي عنادا وقد
أغرقت السهم عن المنزع
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/03/01 12:40:10 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com