عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالمحسن الحويزي > على الربع دمعي أرسل المد لا الجزرا

العراق

مشاهدة
451

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

على الربع دمعي أرسل المد لا الجزرا

على الربع دمعي أرسل المد لا الجزرا
فأحيا رسوما من معالمه دثرا
رسوم بكف البين خطت حروفها
ونقط دمعي من صحائفها سطرا
طوامس عافيها قراها دم الحشى
وللبين في أكنافها فقر تقرى
بها ظل طعم العيش مرا ولم يكن
بجفني خيال من أهيل الحمى مرا
إذا نفرت سرب الهموم يد النوى
تشكل قلبي بالوقوع لها وكرا
فهوت على الأمواه إنسان ناظري
تفجر من حمر الدما في الثرى نهرا
لعيني الليالي حين واصلني الأسى
بشرخ شباب جدعن عارضي هجرا
لئن أصبحت بيضاء بالشيب لمتي
فلي همة تلوى بها الصعدة السمرا
فهل علم الركب المجد بان لي
به كبد حرى ولي ملقة عبرا
وهل بثت الخنساء من أجل صخرها
شجى مثل شجوى بثه يصدع الصخرا
فكم طرقتني للحوادث ساعة
على قصر منها تخيلتها الدهرا
ذكرت بها من ليس ينسى مصابها
ولم تستطع لسن البيان له ذكرا
يصغر هونا قدر بضعة أحمد
وما مثلها في الدهر صديقة كبرى
وتدفن سرا والخليقة هجع
وتبتز بين القوم نحلتها جهرا
لئن كسرت منها الضلوع فإنها
خطوب بجنب الدين قد أودعت كسرا
فلا عصرت راح الغمام لامة
شكت يوم رضت للهدى منهم عصرا
وأجرى عليها وغد ظلامة
بها لم يراع من مودتها أجرا
فلو حفظت بنت النبي صحابة
لما ضيعت بعد الممات لها قبرا
دعت فأطالت بعد والدها الشجى
وقد قصرت فيه لعمر الهدى عمرا
ويوم أتوها القوم يبدون عذرهم
إليها فلم تقبل لهم أبدا عذرا
دروا أن رب العرش يغضب ساخطا
عليهم إذا لم ترض فاطمة الزهرا
زووا إرثها إفكا وبالصحف قد أتت
بنص الهدى آياتها زمرا تترى
وظل فنيق الشرك يهدر فيهم
فغال دم الهادين في كربلا هدرا
عليهم بحكم السيف حرب تأمرت
على نزع أمر لا تحيط به خبرا
أرى الدين موتورا بقتل بني الهدى
ويطلب حتما سيف قائمه الوترا
فديتك قدها للغوار سوابحا
تشق لبحر الموت في جريها غمرا
إذا صبغت دهما بقسطلة الوغى
تعود بفض الطعن أعرافها شقرا
تخوض المنايا السود بيضك فوقها
وزرق القنا تتلو كتيبتك الخضرا
بضنك به إن تلبس الموت حلية
لفري الطلا قضب السيوف به تعرى
بحيث الوغى بالنقع ليلا تحيلها
وبيض الظبى أضحت تشق لها فجرا
قعدت ولم تنهض كأن يد الأسى
لحزمك من ضعف القوى خزلت ظهرا
أتصبر موتورا مدى الدهر والألى
بحد الظبى في ساعة قتلوا صبرا
يذوق عينيك الدجى طيب نومه
ويحلو وكل ذاق طعم الردى مرا
وتشرب من غر السحاب سماؤها
وذا دمهم منه الظبى سقت الغبرا
لقد عبروا والموت طاغ عبابه
غداة له مدوا صدور القنا جسرا
وراحوا وبيض الهند من فيض نحرهم
مخضبة راحاتهم بالدما حمرا
ثقال الخطى ميل المعاطف ضيقوا
على الموت حتى عد ميل الثرى شبرا
قفوا موكب الهيجا سليما قفاهم
من الطعن لكن فيه ما سلموا نحرا
تلت منهم الفرسان في الحرب مذ تلت
من الموت لما خط خطيها سطرا
موائدهم تمتد من جثث العدى
فتأمل أن تقرى لأفق السما نسرا
إذا خدشت أعضاؤهم زاد بأسهم
وفي الروع أسد الغاب إن خدشت تفرى
لاجم القنا هاجت ليوثا خوادرا
فصينت بنات الوحي من ذبهم خدرا
إذا استلأموا في غارب الموت أنشبوا
على ظفر ناب العزيمة والظفرا
عزائمهم أرسى من السد جانبا
وتلك حديد أفرغوا فوقه قطرا
لهم موقف لم تعهد الشوس مثله
إذا خاضه الماضي تخيله حشرا
قد اتخذوا نسج الحديد غلائلا
ونقع العوادي في أنوفهم عطرا
أطال القضا في ساعة الحرب يومهم
فكل كمي عده في اللقا شهرا
أحب إليهم ميتة السيف في الوغى
بنصرهم للدين ما قبلوا النصرا
وباعوا نفوسا أرخص الطعن سومها
بإنسان عين الدهر غالية تشرى
وقد رزقوا دون الحسين شهادة
فحازوا بها الدنيا هنالك والأخرى
وما وردوا إلا على منهل الردى
أذيبت بحر الطعن أفئدة حسرا
قضوا وهم بيض الوجوه أكارم
ملأن المنايا الحمر أبرادهم فخرا
تخالهم فوق الصعيد كواكبا
وسبط رسول الله ما بينهم بدرا
مضوا في الوغى عطشى وكل بنانه
يفجرها المعروف من أمم بحرا
تناهبت البيض الصفاح جسومهم
ومنها المذاكي رضت الظهر والصدرا
وطعم الردى أمرى من الشهد عندهم
غداة أطاعوا للحسين به أمرا
وأعمارهم كانت قصارا وإنها
مخلدة التأبين في الدهر والذكرى
لقد عقرت خيل وطت خير سادة
شكت أمهات المجد عن مثلهم عقرا
تمنوا ورود الحتف شوقا بأسرهم
ولا في السبا تسري بنات الهدى أسرى
فما بال فهر لم تشمر لأصيد
قتيل أذل الله قاتله شمرا
ولا أطلقت من ربقة الأسر نسوة
سمعن لزجر خلف أطعانها زجرا
خطت تحتها العيس المفاوز عجفا
وما نزلت إلا بضاحية قفرا
توقدت الأحشاء منها بلوعة
تساقط فوق الأرض أدمعها جسرا
حرائر من حجب الرسالة للملا
تبدت بعين الله أوجهها حسرا
لئن سفرت بين المضلين منظرا
فنور الهدى أرخى على وجهها سترا
أزيغت بنور الله عين رنت لها
ومدت لها من حقدها نظرا شزرا
إذا ما حدى الحادي أطار قلوبها
كمثل القطا الكدري من صوته ذعرا
تحن حنين النيب من سوط سائق
يجشمها في سيره السهل والوعرا
ويوم استقلت في دمشق ظعونها
عيانا لمرآها بدت أهلها طرا
وفي مجلس الطاغي يزيد تملثت
بغير خمار وهو يرتشف الخمرا
وقد أوقفوا السجاد والرجس قائل
له إن ترم قولا أجل لا تقل هجرا
خطوب بها الدنيا لواحدة دعت
على رأسها ألقت أناملها العشرا
عبدالمحسن الحويزي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2014/03/01 12:46:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com